بعد تهديدات أردوغان … هل سيغامر بعدوان جديد على سوريا؟ بانوراما الأسبوع
صمت روسي وقلق أمريكي ... ورفض من مسد ودمشق
فجّرت تصريحات الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” التي هدّد خلالها بتنفيذ عدوان عسكري جديد على الأراضي السورية موجة جدل وتساؤلات حول جديّتها ومدى إمكانية فتح الجبهات مجدداً في الشمال السوري.
سناك سوري _ دمشق
ووضع “أردوغان” خلال تصريحاته “إنشاء منطقة آمنة” بعمق 30 كم على طول الحدود التركية السورية، عنواناً وهدفاً معلناً للعدوان الجديد، فيما تداولت وسائل إعلام تركية أن مدن “تل رفعت” و”عين العرب” و”منبج” بريف “حلب”، و”عين عيسى” بريف “الرقة”، ستكون في مقدمة الأهداف المحتملة للعملية.
وعلى الرغم من أن “تركيا” سبق وطرحت مراراً مسألة إنشاء “منطقة آمنة” خلال السنوات الماضية إلا أن توقيت التهديد التركي بتنفيذ العملية يبدو مختلفاً، حيث تستغل “أنقرة” الانشغال الدولي بملف الحرب الروسية الأوكرانية، وتحاول أن تخرج منها بمقايضة عرض “أردوغان” جزءاً منها على حلف “الناتو”.
حيث قال “أردوغان” في 18 أيار الجاري أن بلاده ترفض انضمام “السويد” و”فنلندا” لحلف “الناتو” بسبب رفضهما تسليم “أنقرة” أعضاءً من حزب “العمال الكردستاني”، داعياً في الوقت ذاته حلف “الناتو” لمساعدة “تركيا” على إنشاء “منطقة آمنة في “سوريا”، بما بدا نوعاً من المقايضة من أجل كسب غطاء من “الناتو” لتنفيذ عمليته مقابلة الموافقة على ضم البلدين الأوروبيين للحلف.
يرى البعض أن “أردوغان” يحاول استثمار لحظة الانشغال الروسي والأمريكي بالحدث الأوكراني وشنّ عملية خاطفة يحقق خلالها أهدافه دون عوائق من البلدين اللذين يمتلكان قوات على الأرض السورية.
لكن الواقع الميداني يظهر وجود قوات أمريكية وروسية في المناطق التي تقول “تركيا” أنها ستستهدفها، ما يجعل من أي تحرك تركي أمراً صعباً بحكم أن “أنقرة” لا تريد الصدام مع قوات أي من البلدين.
المواقف من التهديد التركي
سارعت الخارجية السورية إلى رفض التهديد التركي، ووجهت رسالة إلى الأمين العام لـ”الأمم المتحدة” ورئيس مجلس الأمن، قالت خلالها أن “تركيا” تسعى لإنشاء بؤرة متفجرة داخل “سوريا” ووصفت تلك المساعي بأنها عمل من أعمال العدوان ونشاط استعماري على حد تعبير البيان.
وجددت الخارجية التأكيد على أن الحكومة التركية مستمرة برعاية فصائل مسلحة لخدمة أجندتها المتطرفة والتي باتت تشكّل خطراً على السلم والأمن الدوليين.
اقرأ أيضاً:سوريا تشكو تركيا للأمم المتحدة: المنطقة الآمنة عمل عدواني واستعماري
بدوره قال مجلس “سوريا” الديمقراطية أن التهديد التركي يستهدف السيادة السورية ويعرض الأراضي السورية لمزيد من الاحتلال ويهدد النسيج المجتمعي السوري، كما أن المساعي التركية تهدف لإحداث تغيير ديمغرافي بما يخالف القرار 2254.
وأكّد “مسد” رفض وإدانة أي عمل عسكري محتمل، ودعا المجتمع الدولي والأمم المتحدة للتعامل بجدية مع التهديدات التركية والتدخل سريعاً لإنقاذ ما تبقى من آمال السوريين بالتوصل إلى حل سياسي وفق البيان.
وبينما لم يصدر عن “موسكو” أي موقف رسمي تجاه التهديدات التركية، فإن “الولايات المتحدة” أعربت عن قلقها إزاء التهديدات وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية “نيد برايس” أن بلاده تدرك مخاوف “تركيا” الأمنية والتي وصفها بالمشروعة، مضيفاً أن أي هجوم جديد من شأنه تقويض استقرار المنطقة وتعريض القوات الأمريكية وقوات التحالف للخطر على حد قوله.
صورة ضبابية حيال الأيام القادمة لا سيما بعد أن خرج اجتماع مجلس الأمن القومي التركي برئاسة “أردوغان” الخميس ببيان قال فيه أن العمليات التي ستنفذ على الحدود الجنوبية لـ”تركيا” ضرورة للأمن القومي التركي ولا تستهدف دول الجوار وفقاً للبيان، فهل سيغامر “أردوغان” بشن عدوان جديد بدون موافقة أمريكية وروسية؟ أم أن تهديداته تدخل في إطار البازار السياسي لتحقيق مكاسب أكبر في مفاوضاته مع الغرب.
اقرأ أيضاً:أردوغان يعرض مقايضة الناتو .. سوريا مقابل قبول انضمام السويد وفنلندا