
طلب المحقق بعد صد ورد بينه وبين “غوار” في مسرحية “كاسك ياوطن”، أن يتم وصله بالتيار الكهربائي. ليستجيب بشكل أسرع مع مجريات التحقيق. إلا أن “غوار” بدا متنعماً فرحاً بما شعر به، بل ارتفعت ضحكته مع ارتفاع شدة التيار.
سناك سوري – مواطن بدو كهربا
نعم ياسادة، فقد كانت سعادته لا توصف كون أن الكهرباء وصلت “لقفاه” قبل ضيعته حسب وصفه. كما ضوى وجهه أيضاً، واكتشف أن الكهرباء “بتكهرب”، وتمنى لكل شخص أن يظفر بتلك التجربة.
للمرة المائة والخمسون أتابع تلك المسرحية، ولكن هذه المرة اختلف شعوري تماماً، بعد انقطاع عنها دام قرابة الخمس سنوات، وللحظة تمنيت أن أذوق شعور ما ذاقه أيضاً.
الكهرباء تلك الحق المفقود، والمرهون استخدامه ما بين الطاقات الشمسية و الأمبيرات. وكحال البقية دخلت في سباق الربع ساعة الجديد (يابتلحق يا مابتلحق)، تقنين كهربائي قاتل إن صح التعبير عنه بتلك المفردة. لينتهي وتمر عشرة دقائق أشعر بعدها أني في غرفة العمليات، لا أسمع سوى أصوات انتهاء بطارية الموبايل واللابتوب، معلنة عطشها للشحن، لأركنها جانباً وأتابع التأفف.
تماماً بت أفرح بها، والحق يقال فعلاً أن الإنسان كائن متكيف مع كل الظروف، للحظة ظننت نفسي أعمل على التيار الكهربائي. فها أنا أستعيد طاقتي بمجرد “شعل النيون”، لأتوجه فوراً نحو “السخان” وأضع أبريق “المتة”. ومن ثم أبدأ بوصل الموبايل والكمبيوتر، وفي طريق عودتي مع “عدة المتة” ينتهي الحلم السوري، ليبدأ الحلم بأنوار برج خليفة.
تنجدني “الليدات” نصف ساعة ويبدأ اللون الرمادي بتدريجاته، لأخلد إلى نومي، وفي ذهني ماذا أفعل لأعيش فرحة غوار بالكهرباء ولكن دون اللجوء إلى تحقيق.