بعد تخرجهم… معاقبة 122 طالباً وإعادتهم لمقاعد المعهد الصحي
طلاب يصفون القرار بالظالم.. من يتحمل مسؤولية إلغاء تخرج 122 طالباً وطالبة؟
عاد 122 طالباً وطالبة في الحسكة إلى مقاعد الدراسة في المعهد الصحي التقاني بقرار من وزارة التعليم العالي. في الوقت الذي كانوا يترقبون فيه وصول وثائق تخرجهم والاحتفال بالحدث الذي سينقلهم كشباب وشابات إلى سوق العمل وتأسيس المستقبل.
سناك سوري-خاص
تقول طالبة فضّلت عدم الكشف عن اسمها، إنها تفاجأت بإلغاء تخرجها، رغم أن معدلها أكثر من 85 درجة بتقدير امتياز، والسبب يعود إلى مادتَي تشريح وظائف أعضاء في الفصل الأول والثاني من المعهد الصحي التقاني بالحسكة، حيث كانت علامتها في إحداهما 59، وفي الثانية 53 حيث قدمت اعتراضاً، ليتم قبوله وتصحيح المادة وتأخذ بعده درجة 66، فيما اعتبرت الأولى ناجحة لأن معدل النجاح من 60، ويحق للطالب الذي يتوقف تخرجه على 4 علامات الحصول عليها كمساعدة.
لكن مؤخراً وقبل نحو أسبوع وبينما كانت تستعد الطالبة للاحتفال بتخرجها، أخبروها بأن عليها إعادة المادتين وبأن اعتراضها الذي قدمته في السنة الدراسية الأولى من المعهد. وحصلت بعده على علامة 66 مرفوض.
وأصل المشكلة يعود للفوضى في الدوام وحضور المذاكرات خلال جائحة كورونا بين عامي 2020 و2021. وبحسب الطالبة فإن هناك حالات ظلم كبيرة لها ولزملائها الذين يفوق عددهم المئة طالباً وطالبة. مشيرة أنه من الظلم إعادة دراسة مقررين ضخمين مجدداً، ما سيعيقها عن بناء مستقبلها والبدء بالعمل.
وهذا ما حدث مع معظم طلاب وطالبات المعهد الصحي في الحسكة الذين توقف تخرجهم، ولا ذنب لهم أنهم استمروا بدراستهم وفقاً للمعتاد دون أن يخبرهم أحد بأن عليهم إعادة تقديم المواد وبأنهم اعتُبروا راسبين بها.
السبب كورونا!
مدير المعهد الصحي التقاني في “الحسكة”، “محمد فوزي” قال لـ”سناك سوري”، إن المشكلة تعود لعامي 2020-2021 إبان جائحة كورونا. حيث لم يلتحق كثير من الطلاب لاختبارات المذاكرات ورغم ذلك تم ترشيحهم إلى الامتحانات. بقرار من مجلس مجلس المعهد الداخلي.
وبناءً على ذلك القرار تابع الطلاب دراستهم وقدموا الامتحانات، ورُفعت أصولاً إلى التعليم العالي، التي بدورها وقفت مطولاً عند النتائج. ورصدت عدم وجود درجات المذاكرات، خصوصاً أنها لم توجّه للمعهد أي تعميم يمنحه الصلاحية لمثل هذا القرار. على حد تعبير “فوزي”.
الأمر السابق دفع وزارة التعليم العالي لإيقاف تخرج 122 طالباً وطالبة، سيعودون لدراسة مقررات دراسية في السنتين الأولى والثانية.
ويبدو أن وزارة التعليم العالي شككت بكل القرارات الصادرة حينها، وهذا ما يبرر إلغاء الاعتراف باعتراض الطالبة على علامتها. رغم أنه تم قبوله في حينها.
وأضاف مدير المعهد أنه استلم مهامه مع بداية الفصل الثاني للعام 2023، مشيراً أن الأمر السابق حصل في عهد الإدارة السابقة. وأنه تم منح مصدقات التخرج لـ82 طالباً وطالبة “ممن كانت أمورهم سليمة” على حد تعبيره.
يذكر أن القصة لا يجب أن يدفع ثمنها الطلاب الذين كان يجب إخبارهم بتلك التفاصيل في وقتها ليعيدوا تقديم المقررات الامتحانية. وليس بعد 3 أعوام عليها، ما يقتضي إعادة النظر بالقرار والتدقيق فيه بحيث لا يحمل أي ظلم للطلاب. بينما من الواجب تحميل إدارة المعهد السابقة المسؤولية عما حصل ومساءلتها بشكل قانوني على إضاعة وقت الطلاب وجهدهم بتلك الطريقة.
أجرى اللقاء مع مدير المعهد الزميل عبد العظيم عبد الله