بعد إلقاء سلاحهم اعتقال مئات العسكريين العائدين من دير الزور والرقة
احتجاز العسكريين يزعزع إجراءات بناء الثقة التي عملت عليها السلطات الجديدة في البلاد

اعتقلت فصائل من إدارة العمليات العسكرية في سوريا مئات العسكريين بعدما ألقوا سلاحهم في 6 و7 كانون الأول وامتنعوا عن القتال مع النظام البائد.
سناك سوري-وفاء أحمد
العسكريون كانوا في دير الزور والرقة وتدمر وقد بادروا في 6 كانون الأول بمعظمهم بالتخلي عن النظام البائد وألقوا أسلحتهم وغادروا قطعاتهم بشكل طوعي.
فيما قرر من تبقى منهم في 7 كانون الأول إلقاء أسلحتهم وترك قطعاتهم العسكرية وأسلحتهم والمغادرة باتجاه منازلهم. حيث لم تخض القطعات العسكرية التي انسحبوا منها في كامل دير الزور والرقة وتدمر أي مواجهة مع العمليات العسكرية وإنما تركوا مواقعم وغادروا.
ومن بينهم عسكريون مجندون وضباط ومتطوعون وعناصر شرطة مدنية وغيرها ويقدر عددهم بالمئات بينما يقول البعض إنهم آلاف. إلا أننا لم نتمكن من التوصل لعدد دقيق حول أعدادهم لكن مختلف المعطيات تشير إلى أنهم أكثر من 1000 شخص.
مصائر مختلفة للعسكريين المنسحبين
مصائر العسكريين الذين ألقوا سلاحهم وغادروا قطعاتهم لم تكن واحدة وتشير المصادر التي تحدثنا معها إلى أن الطريق كان أشبه بورقة يانصيب أنت وحظك.
حيث انتشرت فصائل على طريق دير الزور حمص وقامت باحتجاز مئات العسكريين الذين صادفتهم وتم نقلهم إلى سجون في إدلب وحماة.
عشرات الأهالي أكدوا أن أبناءهم تواصلوا معهم وأبلغوهم أنهم محتجزون في سجن حماة المركزي وأنهم يحصلون على معاملة جيدة وهم يتواصلون باستمرار مع ذويهم.
في حين أشارت عائلات أخرى تحدث معها سناك سوري إلى أن أبناءهم تواصلوا معهم آخر مرة صباح 8 كانون الأول وأبلغوهم أنه تم احتجازهم. ومن ثم انقطع الاتصال بهم لكن هواتفهم ماتزال تعمل والواتس آب نشط ويتم الرد عليه من قبل الجهة التي احتجزتهم وترفض تقديم أي معلومات عنهم. لكن عائلة واحدة قالت إن من رد عليها عبر الواتس آب قال إنهم محتجزون بسجن في إدلب وينتظر أن يعرضوا على الهيئة الشرعية للبت بقضيتهم.
بالمقابل وصل عدد كبير من العسكريين يقدر بالمئات إلى عوائلهم في مدنهم المختلفة. وقد تواصل سناك سوري مع أحد المجندين العائدين الذي أشار إلى أنه عاد سيراً على الأقدام من دير الزور إلى حمص ومنها انتقل إلى عائلته.
وأشار 5 مجندون أجرينا لقاءاً مشتركاً معهم عبر “جوجل ميت” إلى أن فصيلاً أوقفهم أثناء عودتهم وأخذ منهم هواتفهم وأموالهم ومن ثم أخلى سبيلهم. ليتابعوا بعدها السير إلى الاستراحة في تدمر حيث شربوا الماء هناك وتابعوا سيرهم إلى حمص التي حصلوا فيها على مساعدة ونقل إلى مناطقهم وقراهم المختلفة.
في حين أشار 3 جنود آخرين تحدثنا معهم أن فصيلاً مسلحاً وجدهم في استراحة تدمر وأمن لهم شاحنة ساعدتهم حتى نقلت العشرات منهم إلى حمص التي كانت محطتهم للانتقال إلى ذويهم.
كذلك أشارت عائلات إلى أن أبناءهم اتجهوا للحسكة وهم عالقون هناك ولا يجرؤون على العودة بسبب مخاطر الطريق وماحدث مع الآخرين.
إدارة العمليات العسكرية تؤكد وجود محتجزين والأهالي يتظاهرون
مصدر في إدارة العمليات العسكرية بمحافظة حماة أكد لـ سناك سوري وجود مئات العسكريين المحتجزين في سجن حماة. ورفض تحديد رقم واضح أو تقديم قوائم بأسمائهم.
وحول مصيرهم قال:«إننا ننتظر قرار قيادة العمليات العسكرية للبت بموضوعهم. وأشار إلى أنه تم التحقيق معهم لمعرفة ما إذا كان عليهم أي مشكلات وتم تفتيش هواتفهم أيضاً».
بالمقابل تظاهر العشرات في محافظة طرطوس ظهر اليوم الثلاثاء أمام مبنى المحافظة للمطالبة بكشف مصير أبناءهم بإخلاء سبيلهم.
وتأتي التظاهرات بعد إصدار أكثر من 5 بيانات تطالب بإطلاق سراحهم بينهم بيان المجلس الإسلامي العلوي بمحافظة حمص المُطالب بإطلاق سراحهم.
احتجاز العسكريين يهدد إجراءات بناء الثقة
خلال الأيام الأخيرة ماقبل سقوط النظام عملت إدارة العمليات العسكرية على طمأنة العسكريين ودعوتهم للتخلي عن النظام البائد. وهو ما استجاب له عشرات الآلاف ممن ألقوا سلاحهم حتى تمكنت إدارة العمليات العسكرية من دخول العاصمة دمشق والسيطرة على معظ البلاد كلها من دون قتال يذكر وبوقت قياسي.
وبعد سقوط النظام عملت الإدارة على طمأنة العسكريين وفتح مراكز تسوية لهم كما أنها أصدرت عفواً عن المجندين الأمر الذي ساهم ببناء الثقة.
لكن احتجاز العسكريين الذين ألقوا سلاحهم بهذا الشكل أثار المخاوف والقلق على زعزعة إجراءات بناء الثقة. خصوصاص أنا بعض القوائم التي انتشرت لأسمائهم تضمن معلومات طائفية في وقت تعمل إدارة العمليات العسكرية على نبذ الطائفية فيه.
فهل تستجيب إدارة العمليات العسكرية للنداءات وتؤمن إخلاء سبيل المحتجزين وعودتهم إلى ذويهم؟