بطاقة عرفان ومحبة للبطاطا بعيد ميلادها الـ 8000
تشبه السوريين.. تعرفوا على قصة نشوء وانتشار البطاطا

يرتبط غالبية السوريين بالبطاطا عاطفيّاً، ليس لأنها غذاء الفقراء في البلاد أو “لحمة الفقراء” كما يحبذ وصفها محليّاً، وإنما أيضاً لأنها مثلهم تعد المهاجر الأكثر تجوالاً حول العالم.
سناك سوري – شاهر جوهر
يومياً يعتمد السوريون والأكثر فقراً منهم على البطاطا كمصدر رئيسي وثانوي للدخل والتغذية، وتعد البطاطا ذات قيمة كبيرة بالنسبة لهم بالنظر إلى أنها تنتج كميات كبيرة من الطاقة الغذائية، كما تتميز بغلال ثابتة نسبياً في ظروف قد تفشل في ظلها المحاصيل الأخرى.
وفي كانون الأول قبل 8000 سنة عرف العالم هذه الدرنة، لهذا يحتفل السوريون في هذا الشهر مع العالم بعيد ميلادها الـ8000 ، التي تم اكتشافها بالقرب من بحيرة “تيتيكاكا” في جبال “الأنديز” في “أمريكا” الجنوبية على الحدود بين “بوليفيا” و”بيرو”، حيث ظهرت هناك لأول مرة.
ومن جبال “الأنديز” انتشرت إلى كل بقاع الارض حتى اعتبرت أكبر مهاجر حول العالم، وذلك بعد أن دمر الإسبان “البيرو” في منتصف القرن السادس عشر ودمروا معها حضارة الإنكا، وحين عادوا إلى أوروبا لم يعودوا محملين بالذهب كما اعتقدوا إنما بالبطاطا، ومن أوروبا غزت البطاطا معدة الشرق الأوسط والبلدان العربية و”سوريا”.
اقرأ أيضاً: مطبق الباذنجان يهزم زميلي.. هل تهزمنا البطاطا المسلوقة لاحقاً؟
“بطاطس” هو الاسم الذي أطلقه سكان منطقة البحر “الكاريبي” في حقبة ما قبل “كولومبوس” على البطاطا الحلوة، وقد استخدم الإسبان هذا المصطلح لأكثر من قرن كامل، ثم انتقلت هذه الكلمة إلى اللغات العربية والإنكليزية “بوتيتو” والتركية “باتاتِس” والبرتغالية “باتاتا”، أما في البلدان الأوروبية و “إيران” فقد أعطيت البطاطا الاسم الشعبي “تفاحة الأرض”. أما في اللغة الأسبانية المستخدمة في أمريكا الجنوبية فما زالت تعرف باسمها الأصلي الذي أطلقته عليها قبائل كويشوا وهو “بابا”.
البطاطا هي نبات حولي عشبي، غنية للغاية بالنشا، وتزرع في ظل ظروف مناخية معتدلة وشبه استوائية واستوائية، وهي في الأساس محصول طقس معتدل البرودة، وما جعلها ذات شهرة شعبية عالمية هو أنها غذاء شعبي سهل الهضم، تحتوي على ألياف ملينة للمعدة ومصدر جيد للطاقة حيث أنها غنية بالكيبوهيدرات، بالاضافة إلى فوائدها في الوقاية من كثير من الأمراض، لهذا تزرع البطاطا اليوم في أكثر من 100 بلد حول العالم، ويوجد منها اليوم أكثر من 200 نوع، لهذا احتلت المرتبة الرابعة كأهم محصول غذائي في العالم بعد كل من الذرة والقمح والأرز.
اقرأ أيضاً: الزراعة تدعو المواطن لتخفيف استهلاك البطاطا لينخفض سعرها!