برحيل إبراهيم ياخور .. ماذا خسرت الصحافة الاستقصائية السورية؟
ملفّاته الحارّة واجهت الفساد .. ومؤسساتٌ طردت عدسة كاميرته
ودّعت الصحافة السورية الصحافي “إبراهيم ياخور” في الأول من شباط 2023. الذي رحل عن عمر ناهز الـ 80 عاماً أمضى خلالها سنوات طويلة من العمل الصحفي الاستقصائي.
سناك سوري _ دمشق
بدأ “ياخور” عمله في الصحافة مع جريدة “تشرين” التي احتضنت صفحاتها تحقيقاته الاستقصائية ومنها تحقيق نشرته الصحيفة عام 1977 عن “الأسطول التجاري السوري” وآخر عام 1981 تحت عنوان “نماذج غير مفرحة من الإسمنت المستورد في مرفأي اللاذقية وطرطوس” وتحدّث فيه عن سلامة الإسمنت ومطابقته للمواصفات.
واصل “ياخور” تقديم تحقيقاته الاستقصائية عن مختلف القضايا في الصحافة الورقية قبل أن ينضم في العام 1986 للعمل في التلفزيون السوري، وكان لبرنامجه “ملفات حارّة” أصداء واسعة لما حمله من مواجهة لملفات فساد أو تقصير خدمي.
يتحدث الصحفي السوري في إحدى مقدمات برنامجه عن الصعوبات التي تواجه عمله الصحفي مبيناً أن كاميرا تتعرض للطرد ما إن تتجاوز بوابة وزارة أو مديرية أو محافظة لا سيما وإن تصادف وجودها مع تجمهر محتجين على قرار استملاك أو مراجعين في أروقة المؤسسة والتي سرعان ما يبادر موظف الاستعلامات فيها لطرد الكاميرا تحسّباً، لافتاً إلى التعقيدات والتأجيلات التي تواجه العمل الصحفي والعراقيل التي تقف في طريق البحث عن معلومة أو تصريح.
كما كان صاحب فكرة برنامج “نقطة تقاطع” ومشرفاً عليه، والذي عرض عبر التلفزيون السوري حين كان “ياخور” مستشاراً لمشروع التحديث المؤسساتي والقطاعي.
مسيرة حافلة لـ”ياخور” أنجز فيها عشرات التحقيقات الاستقصائية سواءً عبر صفحات الجرائد مثل “تشرين” و”الثورة” أو من خلال برنامجه التلفزيوني، فضلاً عن عمله كمدرّب في شبكة “إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية أريج” منذ 2007.
تتبع مسيرة “إبراهيم ياخور” في الصحافة الاستقصائية لا يظهر فقط ريادته على مستوى هذا النوع من العمل الصحفي في “سوريا” فقط، بل الحاجة إلى هذه النماذج من المشتغلين في الصحافة والباحثين عن الحقيقة وكشف ما يراد له أن يُستر في وقتٍ تفتقر فيه الصحافة السورية حالياً إلى تحقيقات استقصائية تتحرّى الدقة والحقيقة وتأخذ صداها في الشارع.