بايدن يفتتح عهد الغارات على سوريا .. هل يتابع مسيرة ترامب؟
بغداد تكذّب واشنطن وفصائل عراقية تهددها .. وإدانة سورية روسية
سناك سوري _ دمشق
افتتح الرئيس الأمريكي “جو بايدن” عهده مع الضربات الجوية على “سوريا” عبر استهداف مواقع في “دير الزور” بالقرب من الحدود مع “العراق” يوم الخميس الماضي.
ورغم حرص “بايدن” أن تتسم سياساته سواءً الداخلية أو الخارجية منها بمخالفة ما كان عليه الحال في عهد “ترامب”، إلا أن الغارة الجوية أظهرت أن الإدارة الجديدة لم تخرج عن سياق سابقتها في التعاطي مع الملف السوري لا سيما لناحية استخدام الخيارات العسكرية بذريعة استهداف وجود إيراني أو فصائل مدعومة من “إيران” في “سوريا”.
سارع “بايدن” عقب الغارة للقول بأن الهجوم كان بمثابة تحذير لـ”إيران” وهددها بأنها لن تفلت من العقاب على حد قوله، وفي الوقت الذي أوضح فيه المتحدث باسم “البنتاغون” “جون كيري” أن طائرات “إف 15” الأمريكية أطلقت 7 صواريخ دمرت خلالها 9 مواقع وألحقت الضرر بموقعين داخل “سوريا” تتمركز فيها فصائل عراقية مدعومة من “إيران”، فكان من اللافت تصريح وزير الدفاع الأمريكي “لويد أوستن” بأن الغارات اعتمدت على معلومات استخباراتية من “العراق”.
لكن وزارة الدفاع العراقية نفت أي تعاون مع “الولايات المتحدة” لقصف “سوريا”، مشيرة إلى أن التعاون مع التحالف الدولي ينحصر فقط في محاربة تنظيم “داعش”، فيما أثار التصريح الأمريكي تساؤلات حول سبب تصوير “واشنطن” للغارة على أنها ثمرة تعاون مع “بغداد” ضد الفصائل العراقية داخل “سوريا”، بذريعة أن تلك الفصائل تستهدف مواقع أمريكية في “العراق”.
اقرأ أيضاً:إدارة بايدن القادمة .. أبرز المتشددين ضد الحكومة السورية
في المقابل أدانت الخارجية السورية بدورها القصف الأمريكي واعتبرت في بيان رسمي أنه يمثّل رسالة استهتار أمريكية بدور الشرعية الدولية لحل الأزمة السورية، لا سيما وأنه تزامن مع تواجد المبعوث الأممي “غير بيدرسون” في دمشق، مؤكدة أن العدوان سيؤدي إلى عواقب من شأنها تصعيد الوضع في المنطقة بحسب ما جاء في البيان.
الفصائل العراقية ردت بتهديد “الولايات المتحدة” عقب الغارة فأصدرت “حركة النجباء” بياناً قالت فيه أن العملية الأمريكية لن تمر دون عقاب، فيما غرّد أمين عام حركة “عصائب أهل الحق” “قيس الخزعلي” قائلاً أن السياسة العدوانية الأمريكية تصب في خدمة المشروع الصهيوني، كما صدرت بيانات إدانة أخرى عن كتائب “حزب الله” العراقية و”تحالف الفتح” وكتائب “سيد الشهداء”.
وزير الخارجية العراقي “فؤاد حسين” توجّه اليوم إلى “طهران” واجتمع بنظيره الإيراني “محمد جواد ظريف” الذي أعرب عن استنكاره للضربة الأمريكية وقال أنها تمثل انتهاكاً غير قانوني لسيادة البلاد، وكان “ظريف” قد اتصل بنظيره السوري “فيصل المقداد” أمس الجمعة بعد وقوع الهجوم الأمريكي.
على الجانب الروسي، انتقد وزير الخارجية “سيرغي لافروف” الغارة الأمريكية وقال أن بلاده تلقت تحذيرات من الأمريكيين قبل دقائق فقط من تنفيذ الهجوم، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يخرق التوافق الروسي الأمريكي على عدم التصادم العسكري في “سوريا”، في حين أدانت “موسكو” بشكل رسمي الهجوم الأمريكي على لسان المتحدثة باسم الخارجية “ماريا زاخاروفا” التي أعربت عن رفض بلادها تحويل “سوريا” إلى ساحة تصفية حسابات جيو سياسية في المنطقة.
وبما أن الغارة الأمريكية هي الأولى من نوعها في “سوريا” منذ تسلّم الإدارة الأمريكية زمام الحكم في “واشنطن” فهل ستكون فاتحة لهجمات أخرى تحت ذرائع مختلفة؟ أم أن “واشنطن” ستأخذ ردود الفعل المناهضة لخياراتها العسكرية بعين الاعتبار؟ وهل ستكون إدارة “بايدن” نسخة مشابهة للإدارات الأمريكية السابقة فيما يخص الشأن السوري منذ اندلاع الأزمة أم أنها ستغيّر شيئاً من منهجيتها؟
اقرأ أيضاً:أميركا تسحب حجة بقائها في سوريا… لم نعد نحمي حقول النفط