بانتظار رسائل البنزين.. البلاد تودع مشهد الطوابير
تمنع التجاوزات والتعدي على الدور.. مواطنون يعبرون عن آرائهم بعد تطبيق الآلية الجديدة
سناك سوري – دمشق: صفاء صلال، طرطوس: نورس علي، دير الزور: فاروق المضحي
أربعة شهور مرت على آخر تعبئة لـ “محمد زهير” عبر البطاقة الذكية، ليرن هاتفه الخليوي يوم الثلاثاء، معلناً وصول رسالة من المحروقات تبلغه بإمكانية تعبئة البنزين من كازية “الجلاء” بمنطقة “المزة” في “دمشق”، وهو يرى أن عملية التعبئة الجديدة خطوة جيدة وأحسن من سابقتها، وتمنع التعدي على الدور بالإضافة لمنع نهب البنزين من قبل أصحاب الكازيات.
خمس دقائق فقط كانت مدة انتظار الشاب “نصوح” ليتمكن من تعبئة عشرين ليتر بنزين من كازية “نزهة” في منطقة “برزة”، يقول الشاب لـ”سناك سوري”: «عملية كتير حلوة ومفيدة وسلسلة بنفس الوقت، بظرف خمس دقايق كنت معبي وخالص، وهالشي يريحنا من الانتظار بالطابور للساعات طويلة».
بالمقابل يصف “حمزة القاضي” آلية التعبئة الجديدة، بأنها «مو ظابطة»، ويعود ذلك حسب تعبيره، بسبب تحديد المحطة أي إذا لم تحصل تلك المحطة على بنزين سوى مرة واحدة بالشهر ماذا يفعل؟، في حين تمنى “أمين الرفاعي” الذي فعّل بطاقته الأربعاء، من جديد أن يكون قرار التطبيق الجديد خيراً على الجميع مردفاً: «لسا ماشفنا خيرها من شرها».
بدوره “بيان محمد” ينتظر رسالة التعبئة، ويقول: «انا ناطر وصولها وفضيتلا مساحة من ذاكرة الجهاز لإن جهازي غراند برايم بلس».
اقرأ أيضاً: أستاذة جامعية استلمت رسالة البنزين: فرحتي أكبر من يوم الدكتوراه
إلغاء التجاوزات في طرطوس
في “طرطوس” آلية التوزيع الجديدة للمادة ألغت حالات التجاوزات التي كانت تحصل على الكازيات، حسب تعبير “طلال عمران” أحد المواطنين الذين وصلتهم الرسالة للتعبئة، مضيفاً لـ”سناك سوري”: «”الحمد لله ارتحنا من التجاوزات على الكازية، وإدخال فلان وابن فلان لأنه مدعوم، وما شفت أي رشوة للقائمين على عمليات تنظيم الدور، بل على العكس خلال ربع ساعة عبيت مخصصاتي ومشيت، وبكل احترام، وكان دور الشرطة توجيه السيارات للمحطة فقط».
حالة من الارتياح تعم الشارع في طرطوس بعد تطبيق الآلية الجديدة لتعبئة المحروقات وفق الرسالة النصية وفق بعض الآراء التي استطلعناها على عدة محطات المحروقات، والبعض ينتظر قدوم الرسالة، التي ألغى تطبيق قانونها الطوابير على محطات المحروقات.
العاملون على المحطات أبدوا ارتياحاً للعمل في ثاني أيام بدء تطبيق قرار توزيع البنزين عبر الرسائل النصية أمس الأربعاء، ومنهم “مهران جديد” الذي أكد انتهاء حالات عدم التنظيم والفوضى وغضب الناس نتيجة الانتظار الطويل على الدور للوصول إلى لحظة التعبئة، مما كان يسبب مشاكل يومية تستدعي تدخل الشرطة لفض الخلافات.
في “السويداء” أبدى عدد من المواطنين احتجاجهم على قرار توزيع البنزين عبر الرسائل النصية، وقطعوا الطرقات وتعرضوا للموظفين في شركة تكامل، فيما رأى آخرون أن القرار الجديد يشبه توزيع الغاز، فبدلاً من انتظار البنزين في المحطات سيكتفي المواطن بالانتظار في منزله، وهو مايخفف منظر الازدحام على الكازيات.
غياب الطوابير في دير الزور
أما في “دير الزور” غاب مشهد طوابير البنزين على محطة “سادكوب”، المحطة الوحيدة التي تم تزويدها بالبنزين أمس الأربعاء، في المحافظة بعد قرار الرسائل النصية للتعبئة، ويقول السائق “باسم الموسى” لـ”سناك سوري”: «وصلتني رسالة تعبئة مادة البنزين صباح أمس وذلك بعد تفعيل الرسالة الثلاثاء، وتوجهت إلى محطة سادكوب لم أجد سوى أربع سيارات تنتظر التعبئة، وقمت بتعبئة مخصصاتي بكل أريحية دون الانتظار لأيام أو ساعات طويلة على الدور، نتمنى أن تتوفر المادة في قادم الأيام وتبقى الإجراءات بهذه السهولة».
بدوره قال مدير محطة سادكوب “فهد الرياش”: «لقد بدأ تطبيق الآلية الجديدة لتعبئة المادة وهناك ارتياح كبير لدى المواطن بعد إنهاء مشكلة الطوابير، وبإمكان المواطن إرسال رسالة طلب مادة لتفعيل الخدمة وتلقي الرسالة بشكل دوري».
وكانت وزارة النفط حددت الثلاثاء موعداً لبدء تطبيق الآلية الجديدة لتوزيع البنزين، وفق نظام الرسائل النصية القصيرة، والتي تشابه في مضمونها رسائل الغاز، التي تمكن المواطن من انتظار دوره في المنزل عوضاً عن الانتظار في الطوابير لعدة أيام.
اقرأ أيضاً: آلية توزيع مادة البنزين كما أعلنتها وزارة النفط رسمياً