الرئيسيةيوميات مواطن

بالغرامات.. طريقة تسوق جديدة يتلاعب بها السوريين على الغلاء

أجبرت الظروف كثير من السوريين على كسر حاجز الحرج ليشتروا بما تيسر فقط

سناك سوري – رهان حبيب

تسير “نائلة الصفدي” وهي موظفة على وجه التقاعد مسافة طويلة للبحث عن بعض المحلات التي قدمت عروضاً بسيطة لتشتري منها ليتر زيت وكمية قهوة لاتتجاوز 100 غرام، بينما اشترت المعلمة “عبير شنان” أصغر حجم من علب المتة، وبمبلغ ألفي ليرة سورية فقط كمية ضئيلة من أحد أنواع السمن النباتي.

عادة تسوق كثير من السوريين “بالغرامات” عادة جديدة لم يكونوا معتادين عليه سابقاً لكنها باتت رائجة اليوم لاسيما عند ذوي الدخل المحدود منهم، وهو نتيجة مافرضته ظروف الغلاء حسب “عبير” التي تقول في حديثها مع سناك سوري:«كان الغلاء يمنعنا من تنويع المشتريات لكنه اليوم يحرمنا من الشراء أصلاً وقد اكتفيت بتقليص الكمية على الرغم من معرفتي أنها غير كافية إلا لفترة محدودة».

آليات التسوق فرضت تعاملاً جديداً

“حسام القطان” وهو أحد تجار الجملة بدّل أيضاً آليات البيع حيث اضطر لتجزئة الكميات، يبيع أي كمية يطلبها الزبون من أي مادة بطريقة تختلف عن البيع بكميات كبيرة عملاً بسياسة الاقتصاد المنزلي المعروفة منذ القدم، ويضيف في حديثه مع سناك سوري :«طلبت من الزبائن اصطحاب علب صغيرة عند شراء السمن أو الطحينة أو أي مادة تحتاج لذلك، وطلبت من العمال في المحل فتح علب السمن وبيعها بالكميات التي يطلبها الزبون، وإذا تعاون الزبون معنا نتمكن من خدمته بما تيسر».

اقرأ أيضاً:استبيان: 92% قالوا إن الأسعار لم تنخفض مع تحسن الليرة

ضيافة على مضض

“وردة شحادي” التي تجولت في المتجر طويلاً اشترت كمية بسيطة من الذرة و علبة محارم، وقالت إنها لو وجدت حجماً أصغر من المحارم لكانت اشترته، وتضيف:«استعضت عن البزورات بالبوشار مع المتة التي أقدمها على مضض في حال زارتني إحدى الجارات مع العلم أنني اختصرت الكثير من الاستقبالات للتخفيف من المصاريف قدر الممكن».

ترى الباحثة الاجتماعية “إيمان أبو عساف” أن الطبقة الوسطى تآكلت ودخلت خالية الوفاض تماماً خانة الطبقات المسحوقة، وليس أدل على ذلك من عجز كلي عن متابعة الارتفاعات في الأسعار، مشيرة إلى أن الغلاء الفاحش لم ينهك المواطن جوعاً وحاجة بل جعله في عزلة وغربة اجتماعية، فالجميع يتجنب أن يستقبل أو يزور أحد، عجزاً وتقديراً لعدم القدرة، كما أجبرت الظروف كثيرين على كسر حاجز الحرج ليشتري بما تيسر وهذا تغير كبير في آلية الشراء ونظرة المجتمع تجاه ذلك.

هل لدينا فرصة للحل

وفق الباحثة فالأمر بات يستدعي حلولاً إسعافية أولاً ثم التآزر المدعوم من المؤسسات الرسمية والمجتمعية للعمل على خطط مستدامة توقف هذا الزحف الذي لا يرحم للفقر والحاجة.

اقرأ أيضاً:موظفون سوريون لم يستلموا راتباً كاملاً في حياتهم… الغرق بالقروض

السمنة النباتية تباع بأقل كمية
زيت وبعض قهوة رافقت نائلة إلى المنزل
وردة شحادي تشتري كميات بسيطة
أصغر أحجام المتة أيضاً قد تفي بالغرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى