الرئيسيةتقارير

بازار “من عنا لعندكم”.. منصّة لعرض 33 مشروعاً صغيراً في طرطوس

مبادرات شبابية ونسائية تحوّل الشغف إلى حِرَف ومنتجات تنافسية في قلب المدينة القديمة

جمع بازار “من عنا لعندكم” 33 سيدة وشاباً ممن حولوا شغفهم إلى مشاريع صغيرة، عرضوها ضمن أروقة المدينة القديمة في طرطوس، حيث تناثرت الحِرف اليدوية التي تعبر عن مهارة اليد السورية وإبداعها.

سناك سوري _ تيماء يوسف

في البازار، الكثير من الأعمال اليدوية اللافتة، كأعمال “لينا نوفل” من الخرز التشيكي، تقول لـ”سناك سوري” إنّ هذه الإكسسوارات ليست مجرد قطع زينة، بل تحمل روح التراث وتعبّر عن أفكارها بطريقتها الخاصة، فكل قطعة هي حكاية صغيرة من الواقع، وتجد في البازار فرصة لتسويق منتجاتها ومصدر دخل إضافي.

تعمل يومياً على قطع جديدة تتناسب مع المناسبات والأعياد، لتكون جاهزة عند أي مشاركة أو معرض، وترى أن الإقبال كان جيداً مقارنةً بالبازارات السابقة، خاصةً أن الأجواء جميلة على الكورنيش وموقع المدينة القديمة شجعت الكثيرين على الزيارة.

إبداع بفن الإميجرومي

ومن الخرز إلى الخيوط، تأخذنا “ليلى سلمان” إلى عالم الدمى الصغيرة التي تصنعها بأناملها بحب ودقة.
فقد جذبت الزوار بدمى الكروشيه التي تصنعها بأسلوب “الأميجرومي”، ضمن مشروعها “Laila Crochet” الذي بدأته قبل نحو أربع سنوات، وشاركته في العديد من البازارات.

مقالات ذات صلة

تقول “سلمان” لـ “سناك سوري” إنّها تصنع دمى من خيوط قطنية ومحشوة بحبيبات “ديكرون”، آمنة للأطفال وقابلة للغسيل.

وترى في البازار سوقاً حقيقياً يقربها من الناس أكثر من البيع “أونلاين”، إذ يمنحها فرصة للتعريف بعملها ويشكل دخلاً مادياً ومعنوياً في آنٍ واحد.

ليلى سلمان – سناك سوري

إعادة التدوير تتحول إلى فن

وسط هذا التنوع الحرفي، جاءت “منال ديوب” لتمنح البازار لوناً أخضر، فشغفها بإعادة التدوير وصناعة “شيء من اللاشيء” كما تقول لـ “سناك سوري”، دفعها للاستفادة من الأقمشة القطنية والخيش، ومن علب البلاستيك كعلب الحلاوة أو اللبن وحتى القناني الفارغة، لتحوّلها إلى علب منزلية متعددة الاستخدام أو أصص ورد نابضة بالحياة.

وحبها للورد ألهمها الدمج بين الزراعة وإعادة التدوير، فأسست مشروعها “دار الورد”، وتنفذ الطلبات وفق رغبة الزبائن من حيث نوع ولون الورود والأقمشة وحجم وشكل الأصص، معتبرةً أنَّ هذا العمل يمنحها طاقة إيجابية وسعادة متجددة مع كل قطعة تنجزها.

منال ديوب – سناك سوري

نكهة الطبيعة في البازار

وكما جمعت “ديوب” بين الزراعة والفن، جاء “شكري طعمة” ليحمل نكهة الطبيعة إلى البازار من خلال العسل الطبيعي.

يعمل “طعمة” في تربية النحل وإنتاج العسل ضمن مشروعه الصغير الذي بدأه بشغف، لافتاً إلى أن منتجاته تتنوع بين عسل اليانسون، وحبة البركة، والحمضيات، إضافةً إلى حبوب الطلع.

يضيف لـ “سناك سوري” أنَّ البازارات تشكل فرصة حقيقية لدعم المشاريع الصغيرة والناشئة، وتساعدها على النمو لتصبح جزءاً من الاقتصاد المحلي، مشيراً إلى أن الأسعار الرمزية للمشاركة كما في البازار الحالي تشجع الشباب على خوض التجربة، وتمنحهم دفعة للاستمرار والتطور.

شكري طعمة – سناك سوري

العلم والجمال الطبيعي

أما “شذى أبو علي” اختارت أن تمزج العلم بالشغف، فحولت دراستها للصيدلة إلى مشروع باسم ” Tiea Cosmetic”عبارة عن مستحضرات تجميل طبيعية مصنوعة بخبرتها العلمية وتجاربها المتعددة.

تشير في حديثها لـ “سناك سوري” إلى أنَّ منتجاتها تشمل سبلاشات وتنت وجل الحواجب بالإضافة لسكرابات العناية بالبشرة، ما يميزها أن كل تركيبة ناتجة عن معرفة دقيقة بخصائص المواد واستخداماتها، لتكون آمنة وفعّالة في آنٍ واحد.

وتكمل أنَّ مشاركتها في البازار تجربة فريدة، جمعت شباباً من مختلف المواهب، مشيرةً إلى أهمية مثل هذه الفعاليات في تسليط الضوء على الطاقات الإبداعية التي يمتلكها جيل الشباب.

شذى أبو علي

حلويات منزلية في البازار

وفي زاوية أخرى من البازار، أضافت “مريم معلّا” لمسة مميزة عبر حلوياتها المنزلية والشوكولا، التي أعدتها بعناية فائقة.

كانت المشاركة في البازار بمثابة تحقيق حلم طالما راودها، فبدأت التحضير قبل عشرة أيام من الفعالية، مختارة المكونات التي تتحمل الحرارة ووصولاً للمنتجات التي تعدها يومياً قبل خمس ساعات لتصل للزبائن طازجة، كما قالت.

وأضافت “مريم” أنها ستكرر تجربتها في البازار، معتبرة أن أسعار أجار الطاولات مناسب، وتوفر فرصة لكل صاحب مشروع صغير للتعريف بمنتجاته وخوض التجربة.

مريم معلا

يُذكر أن بازار “من عنا لعندكم” أُقِيم في دورته الثامنة واستمر لستة أيام في صالة طرطوس القديمة، تحت تنظيم مؤسسة “كون” وبرعاية مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في طرطوس، وشكل منصة حيوية لدعم المشاريع الصغيرة وإبراز المواهب المحلية.

زر الذهاب إلى الأعلى