انقسام في مجلس الأمن ولجنة الدستور .. والأنظار تتجه إلى سوتشي
بيدرسون يعلن الفشل وأصغر خاجي في دمشق
سناك سوري _ دمشق
انقسمت آراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في جلسته المغلقة التي انعقدت أمس لمناقشة الملف السوري ما أدى إلى فشل التوصل لبيان مشترك وفق ما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
وفيما لم تُعرف تفاصيل الجلسة فإن مواقف الدول المشاركة بها باتت معروفة إزاء الملف السوري ولا يبدو أنها تغيّرت رغم دعوة المبعوث الدولي الخاص إلى “سوريا” “غير بيدرسون” لضرورة توحيد الموقف الدولي من أجل إنقاذ مسار مباحثات اللجنة الدستورية.
حيث ظهر “بيدرسون” في مؤتمر صحفي عقب الجلسة التي قدّم خلالها إحاطته لمجلس الأمن حول المستجدات الأخيرة في محادثات لجنة الدستور، ونقلت “فرانس برس” عن دبلوماسيين أن “بيدرسون” أعلن خلال الجلسة فشل المسار السياسي.
المبعوث الدولي صرّح للصحفيين أن هناك ضرورة لاعتماد دبلوماسية دولية بنّاءة بشأن “سوريا” وبدون ذلك ستبقى احتمالات التقدم الفعلي على المسار الدستوري قليلة وفق تعبيره.
في حين لا يبدو انقسام دول مجلس الأمن أقل وتيرة من انقسام الأطراف السورية المشاركة في اللجنة الدستورية، ومع فشل التوافق في “نيويورك” تتجه الأنظار إلى قمة ثلاثي “أستانا” المقرر عقدها في 15 و16 شباط الجاري في مدينة “سوتشي” الروسية لبحث الملف السوري، والتي قال “بيدرسون” إنه سيشارك بها في حال سمحت ظروف انتشار فيروس كورونا، في وقت قد ينجح فيه مسار “أستانا” بالقدوم بحل من خارج مجلس الأمن لدفع التسوية السياسية على غرار ما جرى سابقاً حين انطلقت اللجنة الدستورية من هذا المسار.
اقرأ أيضاً: انقسامات للمعارضة وصمت للحكومة .. ما المنتظر من جولة اللجنة الدستورية؟
بالتزامن مع ذلك، تواصل وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” مع الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” وبحث معه الملف السوري، حيث ذكر موقع الخارجية الروسية أن الجانبين ناقشا الوضع الراهن للتسوية السورية وأكدا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية الدولية دون تسييس أو شروط، فيما شدّد “لافروف” على أهمية تلبية دعوة “غوتيريش” لتخفيف وتعليق العقوبات الاقتصادية في ظل جائحة كورونا.
أما اليوم، فقد وصل إلى “دمشق” كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني “علي أصغر خاجي” واجتمع مع الرئيس السوري “بشار الأسد” لبحث مسار التسوية السياسية.
وبحسب صفحة رئاسة الجمهورية فقد شهد اللقاء تشاوراً مشتركاً حول اجتماعات مسار “أستانا” والمواضيع المطروحة على جدول أعمال الاجتماع المقبل في “سوتشي”، إضافة إلى اجتماعات اللجنة الدستورية، حيث تم التأكيد على ضرورة استمرار عمل اللجنة دون تدخلات خارجية ووفقاً للقواعد الإجرائية المتفق عليها سابقاً وبآلية عمل ومنهجية واضحة تبدأ من النقاش حول المبادئ الأساسية والاتفاق عليها ثم الانتقال إلى التفاصيل.
مجمل هذه التحركات والاجتماعات تأتي بعد فشل الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية المصغرة أواخر كانون الثاني الماضي، من التوصل إلى أي اتفاق جديد بما في ذلك عدم التوافق على موعد للجولة المقبلة، فيما سبق لـ “بيدرسون” أن وصف الجولة الأخيرة بأنها مخيبة للآمال، ما فتح باب التساؤل حول وصول مسار اللجنة إلى طريق مسدود أم أن الحراك الدبلوماسي للدول المنخرطة في الملف السوري قد ينتج حلاً لدفع التسوية إلى الأمام؟
اقرأ أيضاً: انطلاق أول مباحثات لمناقشة مبادئ الدستور السوري