انخفاض منسوب نهر الفرات يهدد المحاصيل الزراعية في دير الزور
المزارعون يشتكون من تكاليف إضافية.. وتوقعات بارتفاع سعر المحاصيل
سناك سوري – فاروق المضحي
مع انخفاض منسوب المياه في نهر “الفرات” بدأت رحلة الفلاح “عبدالرحمن السعيد”، بالبحث عن طرق بديلة يتمكن فيها من إيصال المياه لأراضيه التي يرويها من النهر حتى يستكمل إنتاج الموسم الحالي.
الفلاح الخمسيني “السعيد” وهو من أهالي بلدة “الحسينية” في الريف الشمالي لدير الزور ظهرت معاناته، ومعه كل سكان البلدة منذ بداية الشهر الرابع من العام الحالي 2021، موضحاً في حديثه مع سناك سوري أنها المرة الأولى التي ينخفض فيها النهر حتى هذا المستوى حسب معرفته فهو من السكان الذين يعيشون على سريره ويعتمدون على مياهه بشكل دائم في الري والشرب، لكنهم بسبب انخفاض منسوبه لم يعودوا قادرين على جر المياه بواسطة المحركات الزراعية وهو مادفعهم لتركيب خطوط مياه جديدة تصل إلى أراضيهم.
كلفة تركيب خطوط المياه الجديدة عبء أثقل كاهل الفلاح “السعيد”، والحاجة إليه تزداد بانخفاض المنسوب، لافتاً إلى أنه اضطر لمد خطوط مياه جديدة لتصل إلى الأرض بمبلغ زاد عن مليوني ليرة سورية، مؤكداً انه كلما زادت المسافة زادت كلفة التمديد وهو حسب تعبيره خطر يهدد المساحات المزروعة التي ستنخفض في مناطق الجزيرة بسبب نقص المياه.
محاولات الجمعيات الفلاحية في “دير الزور” لدعم الفلاحين والتخفيف من أعباء الري عنهم لم تفلح وكانت غير كافية خاصة خلال الموسم الصيفي حسب حديث الفلاح “عماش الحسين”، من أبناء بلدة “التبني” بالريف الغربي، موضحاً أن ارتفاع مستلزمات الإنتاج من ري وغيرها سينعكس على أسعار الخضار والفاكهة في الأسواق، ضارباً مثلاً عما دفعه من مبالغ لري أرضه العام الحالي حيث قام بتركيب خطوط سقاية بقيمة وصلت مليون ومئتي ألف ليرة علماً أن سعر المتر الواحد 30 ألف ليرة.
مديرية الموارد المائية بالمحافظة تقوم بتعزيل مجرى النهر بشكل دوري من الأوساخ التي ظهرت بعد انخفاض المنسوب بشكل كبير وفقاً لحديث المدير “محمد الرجب” مع سناك سوري، مشيراً إلى أن عمليات التعزيل يمكن أن تسهم في تسهيل جريان المياه بشكل أفضل لتصل للأراضي الزراعية.
اقرأ أيضاً: مزارعون خائفون وصيادون يتخلون عن مهنتهم.. تركيا تحرمهم مياه الفرات
رئيس اتحاد الفلاحين في “دير الزور” “خزان السهو” أشار في تصريحات سابقة لـ سناك سوري إلى أن انخفاض منسوب المياه يهدد المحاصيل الزراعية لا سيما القمح الذي تبلغ مساحة الأراضي المروية، المزروعة به نحو 30 ألف هكتار على حد قوله.
وبدأت قوات العدوان التركي منذ شهر أيار الماضي بتخفيض الوارد المائي من نهر الفرات إلى “سوريا” من 500 إلى 200 متر مكعب في الثانية، الأمر الذي حال دون تشغيل عنفات التوليد الكهربائي المنتجة في سد الفرات وتدني المتاح المائي من مياه الري والشرب، وفقاً لتصريحات محافظ ” الرقة” في الثاني من شهر أيار 2021.
كما تأثرت محافظة “الحسكة” أيضاً بتخفيض الوارد المائي من نهر الفرات حيث سبق أن أعلن المكتب الصحفي للمحافظة أن انخفاض مستوى المياه أدى لتوقف عنفات التوليد و قطع الكهرباء عن محافظة “الحسكة” لمدة ثلاثة أيام متتالية، في حين تحدث عضو المكتب التنفيذي في محافظة “دير الزور” “زياد الكاظم” و قال لـ سانا أن الانخفاض الكبير والمتسارع في منسوب مياه نهر الفرات أثر في عمل المعبر الطوفي العائم لتسهيل انتقال المواطنين المقيمين في قرى وبلدات ريف “دير الزور” الشمالي، إضافة إلى تهديده عمل محطات مياه الشرب التي تستمد مياهها من مجرى النهر.
وتستخدم قوات العدوان التركي ورقة المياه للضغط على المدنيين السوريين وحرمانهم من أهم وأشد الحاجات الإنسانية للبقاء وهو مايشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان، بينما يطالب السوريون بإبعاد الصراع عن مواردهم المائية لكن لا مجيب.
اقرأ أيضاً: تركيا تحرم السوريين من مياه الفرات وتحذيرات من كارثة