
بالصور: ذكريات أهالي “الغوطة الشرقية” تباع في أسواق التعفيش
سناك سوري – متابعات
ازدهرت أسواق التعفيش من جديد، بعد غيابها عن الساحة لفترة من الزمن، وعادت كواحدة من الآثار المحزنة التي تدلل على سقوط بلدة أو مدينة بأيدي أفراد يعتبرون سرقة بيوت المواطنين السوريين المهجورة غنائم وتعويض عن آثار الحرب، دون أي اعتبارات أخلاقية، وسط غياب تام للجهات الحكومية والسلطات المعنية التي تعتبر شريكاً غير مباشر سواء بالتطنيش أو السماح.
وشهدت ساحات مدينة “جرمانا” أقرب المدن المتاخمة للغوطة الشرقية حالة ازدهار شديد لأسواق التعفيش خلال الأيام الماضية، وباتت مقصداً للطامعين أو المحتاجين، الراغبين بشراء المعفش بربع الثمن الحقيقي له، دون السؤال عن صاحبه الذي دفع جزءاً من عمره حتى استطاع تأمينه.
ورصد موقع “سناك سوري” على صفحات وشبكات مواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة في المدينة التي تضم مئات الآلاف من السكان تأكيدها: «أن البضاعة المعروضة تتنوع بين الأدوات المنزلية والكهربائية، وهناك إقبال كبير عليها بسبب تدني السعر، وغلاء الجديد المعروض في المحلات، وسط غياب شبه تام لأي جهة حكومية أو أمنية».
اقرأ أيضاً معمل الصهر مهدد بالإغلاق .. أين تذهب خردة سوريا؟
وتحولت المدينة المشهورة بأنها ملجأ المستضعفين والمهجرين وكذلك رؤوس الأموال والفنانين، إلى مدينة مليئة بالصراخ والضجيج والازدحام، خاصة مع اكتظاظ الأسواق قيام “جماعات التعفيش” بالصراخ والمزاودات ليل نهار. وذكرت شبكة أخبار جرمانا أن الأمر وصل إلى إطلاق النار بالهواء لخلافات في السعر أو على حمل مسروق أو لأي سبب كان، دون أي اكتراث بالجوار أو سلامة المارة. وذكر أحد الأشخاص المستغرب لهذا الأمر أن يستمر في “سوريا” رغم كل هذه الدماء والآلام، وقال: «متى كان تعفيش البيوت تسمى غنائم، ما هذه المسميات التي أدخلناها بأفكار أطفالنا وشبابنا.. الغنائم تكون من الأعداء فقط وليس من أهالي “الغوطة”. يجب أن نراعي مشاعر من بقوا داخل “الغوطة”، فهم أهلنا، وإذا لا نعتبرهم سوريين لماذا لا يتم ترحيلهم؟. يجب الضرب من حديد لكل من تسول له نفسه سرقة أهالي وبيوت السوريين أينما كانوا، ويجب محاكمة كل من يشجع على تعفيش المنطقة بعد “تحريرها”».
وختم آخر: «فقط للذين اختاروا طريق البيع والشراء، تأكدوا أن هذه المسروقات لن تكون جزءاً من ذكرياتكم في يوم من الأيام، حتى لو تحولت إلى أموال، وسوف يلاحقكم عرق أصحابها دائماً وتتحول إلى كوابيس يومية تقض مضاجعكم».
اقرأ أيضاً الشعار للسوريين اطمئنوا الأمن مستتب، والأرقام غير مهمة