أخر الأخبارالرئيسيةيوميات مواطن

اليوم العالمي للفلافل: كيف انهارت أسطورة الشبع في سوريا؟

يوم كنا نختار شراء سندويشة الفلافل.. لأنها بتشبّع

استرجعني اليوم العالمي للفلافل إلى ذكرياتي مع والدي حين كان يصطحبنا إلى آخر خط المهاجرين حيث يقع محل فلافل “على كيفك”. ونحصل على سندويشات الفلافل المحشوة بالخضار والصلصة.

سناك سوري – هبة عبدالقادر الكل

أذكر تماماً كيف كان البائع يقدم أقراص الفلافل مجاناً لنا ولزبائنه الآخرين. من ثم يحملنا والدي إلى الجندي المجهول، ونحط رحالنا فيه برفقة الكثيرين من أمثالنا البسطاء فرحاً وسهراً.

الكل عينه على طعام الشعوب الفلافل

لم تعُد أكلة الفلافل طعام الدراويش ولا النباتيين كبديل عن اللحوم الضائعة عن موائد السوريين أساساً..وبالرغم من اختلاف العرب على تسميتها (فلافل، طعمية، باقية) وأصلها (سوريا، لبنان، فلسطين، مصر). فإن المكونات ذاتها، من حمص وفول وبعض البهارات، كذلك هي الأكلة المتفق على محبتها ومرافقتها لصباحات يوم الجمعة.

الفلافل ليست الناجية الوحيدة، أساساً هي لم تنجُ من طوفان الأسعار وبورصة التسعيرات، فبعد أن كان قرص الفلافل في دمشق يقدم مجاناً، ويباع بليرتين قبل 2010، أصبح اليوم يخضع لمزاج البائع وطبيعة المنطقة بين 500 و1500 ليرة سورية.

مقالات ذات صلة

حيث يبلغ سعر سندويشة الفلافل اليوم في دمشق مابين 10 إلى 12 ألف ل.س بزيادة عن العام الماضي أربعة أضعاف. أي أن تناول سندويشة واحدة يومياً سيكلف ما يعادل 360 ألف ليرة شهريا. وهو رقم يجاوز قيمة الحد الأدنى للراتب الحكومي البالغ 286 ألف ليرة.

وإلى اليوم وبعد سنين طوال، مازلت أسيرة بالقرب من الجندي المجهول  وأستغرب وحشته لا ناس هنا ولا رائحة الفلافل تقطر على طريقه هناك وأنتظر: هل ستعود أيام سندويشة فلافل عالماشي، أيام كنا نتناولها دون تفكير بسعرها؟ حين كنا نختار سندويشة الفلافل لأنها بتشبع، دون أن ندري أنه ستأتي أيام وتنهار أسطورة الشبع تحت وطأة الأسعار.

 

زر الذهاب إلى الأعلى