سعادتي تشكر سعادة السادة المسؤولين في هذا اليوم الجديد
سناك سوري-وفاء محمد
استيقظت صباح هذا اليوم مذعورة حتى كدت “أعملها تحتي”، ركضت أسابق “تفتيح عينيّ” النصف مطبقتان من تبعات النوم، إلى جرة الغاز أدرت مفتاح تشغيل “البوتوغاس” وأعطيته شعلة، ثم تنفست الصعداء، كان مجرد كابوس أحمق وجرة الغاز لم تنتهِ بعد، والآن أستطيع أن أفعلها مرتاحة في مكانها “الحمام”.
السبت 20 آذار، يوم السعادة العالمي، هذا أول ما طالعني في فيسبوكي حين هممت بكتابة منشوريّ الصباحي المعتاد، الذي أهرب خلاله من عالمي الأسود كأي سورية أو سوري آخر، وبدأت تفكيري الفلسفي عن ماهية السعادة في بلدنا اليوم، قبل أن أتذكر سعادتي الصباحية لأن جرة الغاز لم تنتهِ، وهي سعادة لا تقل وطأة عن سعادة وصول رسالة الجرة اليوم.
لن أتمكن من شراء علبة نوتيلا هذا العام والاحتفال بسعادة مع الشوكولا، تلك رفاهية سخيفة أتركها لصبايا وسيدات الدول الإمبريالية الغاشمة، ولن أزور سوق الملابس لممارسة هوايتي في “الشوبينغ” فالميزانية هذا الشهر مكسورة على ربطة خبز وتنين كيلو بطاطا.
اقرأ أيضاً: لا عرس “وطني” في اليوم العالمي لحماية المستهلك “وما حدا دبك غير الأسعار”!
أكون “سعدانة” جداً بتجاوز زوجي لدوره في الطابور بمساعدة أحد المعارف على الكازية، كذلك في حضور الكهرباء قبل موعدها واستمرارها بعد موعدها، في جدلية غريبة تشبه تلك التي ألقاها “محمود درويش” في قصيدته “انتظرها”.
كذلك تكمن صباحاً، بإيجاد ربع مقعد أحشر نفسي به إلى جانب عدد من زملاء الركوب في الباص، وفي أن ألحق ركّاب باص المبيت قبل أن يفوتني ويوبخني سائقه على تأخيري لهم، تكمن بأن أحظى بحسم 2000 ليرة على قطعة ملابس آخذها وأجري بها قبل أن يغير صاحب المحل رأيه، وفي قرارة نفسي أدرك أنه “خورفني”.
سعادتي (ولا أقصد هنا نوعا من التفخيم فأنا لست وزيرة، بالكاد صحفية كادحة تحلم بالظل فالنور في هذه البلاد يعمي كما قال لي صديق قبل فترة)، سعادتي تشعر بوافر الامتنان للسادة المسؤولين، الذين ملؤوا حياتنا بـ”السسبنس” بعيدا عن ملل وروتين الحياة الرتيبة بشكلها الجيد (تبع فيق بكير اشرب قهوتك واسمع زقزقة العصافير)، ودخلكن من شو بيشكي سماع زقزقة عصافير البطن.
اقرأ أيضاً: اليوم العالمي لغسل اليدين.. المواطن السوري غسل ايديه من كلشي!