قال الباحث البيئي “إياد السليم”، إنه وخلال تصوير أفلامه، لاحظ تناقص في أعداد المملكة الخاصة بطائر “الوروار”، التي تزور “سوريا” و”لبنان” في طريقها نحو “إفريقيا”، وذلك لسبب رئيسي هو اصطيادهم من قبل الصيادين في البلدين.
سناك سوي – خاص
وأضاف “السليم”، لـ”سناك سوري”، أنه كان يرى كيف كانت الأعشاش الخاصة بهم تفرغ تماما، وكيف يقوم الطائر الناجي فيهم بمساعدة الأزواج الباقية، نظراً لأن أحد الأزواج تم إطلاق النار عليه.
توسع “السليم” في معلوماته عن الطائر، ليخبر سناك سوري أن مواسم هجرة الوروار، تنشط في الربيع و نهاية الصيف، وتكون مابين أوروبا وإفريقيا ليستريحوا في سوريا قرابة الشهر، بينما يستقر “الوروار” في “إفريقيا” شتاءً، وبحلول الربيع يأتي إلى “سوريا” لآخر فصل الصيف، قبل أن تجمع أسرابه نفسها مرة أخرى، في طريقهم إلى “أوروبا” حيث يتزاوجون ويفرخون هناك، ليعاودوا دورة هجرتهم مع فراخهم إلى “سوريا” ومن ثم “إفريقيا”.
يشتهر “الوروار” حسب “السليم” باسم “آكل النحل الأوروبي”، إلا أن الحقيقة نسبة وجود النحل في غذائه قليلة لا تتجاوز 10%، ويتغذى على كل الحشرات الطائرة ومعظمها من الأنواع القشرية ليحدث نوعا من التوازن البيئي، كإحدى النتائج التي توصل لها بعد تصويره لحياة “الوروار”، في فيلم امتد 3 سنوات متعاقبة في “بلغاريا”، وبالنسبة لاسم “الأوروبي” نظرا لأنه يعشعش و يفرخ بها على الرغم من أنه لا يزور “أوروبا”، إلا في آخر فصل الربيع وفصل الصيف .
اقرأ أيضاً: بأدوات بسيطة.. إيهاب جبر وثق 100 نوع من الطيور في سلمية
كما تطرق “السليم” للشرح حول أضرار صيد “الوروار”، ولأنه يتغذى في الغالب على “القشريات” التي يصعب عليه هضمها وماتسببه من أذية لأمعائه، فيقوم “بنتقها” في أعشاشه، فتتكون طبقة من القشور السوداء التي تمتلئ لاحقاً بكل أنواع الحشرات، ليكون غذاؤه منها ولو يشاهد الصياد المظهر على حقيقته، حتما سيقلع عن صيده وتناوله.
طبيعة الحياة عند “الوروار”
أوضح “السليم” أن مجموعات “الوروار”، تعيش مثل الحياة البشرية، في التزاوج والتعاون، وفي حال تفوق أحد الزوجين واقتراب موعد بناء العش، لا يتزاوج من بقي حياً، ويستمر بحياته لمساعدة من حوله بترميم أعشاشهم، و إطعام صغارهم وتدريبهم على الطيران.
كيف يصنع “الوروار” أعشاشه
يحفر “الوروار” ثقبا في التراب بشكل أفقي، وإلى عمق يصل إلى متر ونصف، في نهايته اتساع حيث يضع بيوضه ويربي فراخه في الظلام، وفي مواعد التزاوج الثاني يعود إليها أو يحفر أخرى جديدة، وقد يبنيها في الانهدامات الترابية وعلى ارتفاع أمتار وفي أغلب الأحيان، فوق أي مجرى مائي بحيث لايستطيع أي كائن مفترس الوصول لها، وتعتبر “الأفاعي”، و”النموس الصغيرة” إضافة للإنسان من أعداء ذلك الطائر.
ومن الناحية الجمالية فإن الطير يعتبر جميلا جدا، وفق “السليم” ويمتلك ألوانا زاهية، بجسده وذيله الأزرق، وظهر بني مع عنق أصفر، وأن لون عيناه أحمر ناصع، ويطلق عليه في بعض الدول العربية باسم (صقرقع)، نتيجة علو صوته بعد وصولهم للمنطقة التي يتجهون صوبها.
اقرأ أيضاً: الطيور المهاجرة شعرت بالأمان في السويداء فبقيت للتفقيس