أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

في سوريا: كيف تقدم الصحافة نسائها

دراسة لـ سناك سوري على الصحف السورية .. حصة النساء لا تصل إلى 6%

بعيداً عن شعارات “المرأة نصف المجتمع” فقد كانت حصة النّساء في الصّحافة السورية لا تصل إلى 6% وحوصر تقديمها في غالبية المواد الصحفية بمواضيع الفن والمجتمع وما شابه.

سناك سوري _ هبة الكل

حيث أجرى سناك سوري رصداً لـ 9 صحف سورية خلال الأسبوع الأول من أيلول 2024. أظهرت أن 65 مادة من أصل 1117 مادة صحفية تناولت النّساء لوحدهن، أي بنسبة 5.8%.

عملية الرصد شملت صحف “البعث، تشرين، الثورة، الوطن، الوحدة، الفداء، الجماهير، أخبار سوريا، قاسيون”.

كما أنّ المواد الصحفية التي تناولت النّساء على قلّتها حصرت دورها في قوالب معينة. فغابت المرأة على سبيل المثال عن الحضور كضيفة أو خبيرة في الحقل السياسي بينما كان المجال الفني الأبرز في تناول المرأة، متقدّماً على المجال الاجتماعي للنّساء ومشكلاتهنّ التي تبدأ من الحديث عن الأعمال الخيرية واليدوية والإنجازات العلمية والثقافية وصولاً إلى مواضيع جرائم القتل بحق النساء.

وتصدّرت صحيفة “الوحدة” في عدد المواد التي تناولت النّساء بالرغم من قلة عدد موادها المنشورة عموماً مقارنة بغيرها من الصّحف. فيما رهنت صحيفة “الوطن” عمود الأبراج لخبيرتها “نجلاء قباني”. ولم تسجّل صحيفة “الجماهير” خلال أسبوع الرصد أي مادة عن فئة النّساء. بينما كانت أعمدة الرأي في صحيفة “الفداء” محصورة بالرّجال فقط.

من جانبٍ آخر فإنّ المواد التي تناولت النّساء تراوحت بين الخبر الصحفي بنسبة 65.8% بينما بلغت نسبة المقابلات والتصريحات 34.2%.

ولا يخفَ على متتبّع محتوى الصحف طغيان الحضور الذكوري على ضيوف المواد التي تستضيف الجنسين حيث تصل نسبة الضّيوف الرّجال إلى 64.46% مقابل 35.54% من الضيوف النساء.

كما أنّ الضيوف في مجمل المواد التي تمّ رصدها كانوا في غالبيتهم من الرجال حيث وصل عدد الضيوف الذكور إلى 2426 رجلاً بنسبة 83.62% مقابل 475 امرأة بنسبة 16.38%.

حضور الصحفيات في المؤسسات الإعلامية

ويظهر الخلل الجندري بوضوح من خلال رصد أعداد العاملين في المؤسسات الصحفية سواءً كمراسلين/ات أو محرّرين/ات. فبينما انفردت صحيفة “الثورة” بتحقيق المساواة بين الجنسين في الكتّاب والمراسلين، فقد حلّت صحيفة “قاسيون” في المركز الأول بالاعتماد على الذكور. بينما تفوّفت المراسلات في صحيفة “تشرين” على أعداد المراسلين.

قضايا المرأة في الصحف السورية

لم تتناول معظم المواد الصحفية التي رصدها سناك سوري خلال فترة الدراسة قضايا معمّقة في شأن النّساء كالتّحرش أو العنف الأسري أو التّمثيل السياسي أو أجور النّساء .. إلخ. بل كان معظمها يضع المرأة في قوالب معيّنة في الفن والاقتصاد والتربية وغيرها.

وتعطي قراءة المجمل من المواد الصحفية خلال أسبوع واحد لمحة عن الحضور النسائي في الصحافة السورية، أو كيف تتعامل الصحافة مع النساء وكيف تنظر إليهنّ بما في ذلك ملاحظة موقع المواد المتعلّقة بالنساء داخل الصحيفة فغالباً ما تكون في الصفحات الداخلية أو الأخيرة، وتنشر كأخبار عابرة لا أكثر الأمر الذي قد يصعّب ملاحظتها على القارئ.

قد يكون تعامل الصحافة مع المرأة جزءاً من تعامل المجتمع والمؤسسات ككل في البلاد مع النساء، لكن ذلك يعني تخلّي الصحف عن دورها في خلق توازنٍ يحقّق تمثيل فئات المجتمع بشكل حقيقي. لا أن تمثّل النساء بأقل من 6% مقابل 94% للرجال. وهو جزء من رسالة الصحافة في جوهرها لتكون بالفعل صوتاً للمجتمع.

زر الذهاب إلى الأعلى