الرئيسيةتقارير

النجاة من السرطان.. قصص سيدات تصالحنَ مع المرض ونجحنَ بعلاجه

الفحص المبكر يساعد على زيادة فرص الشفاء

النجاة من السرطان ليست مستحيلة أبداً، كما تجمع النساء الـ4 اللواتي التقاهنّ سناك سوري في السويداء. واللواتي يؤكدنّ أن فترة ما قبل المرض ليست أبداً كما بعدها. فكيف تغيّرت حياتهنّ، ماذا عن لحظات الخوف التي عشنّها، والصبر الكبير ودعم العائلة، وصولاً للشفاء.

سناك سوري-رهان حبيب

منذ اثنان وعشرون عاماً كانت “جمانة العباس” ٥٨ عاماً على المحك طفلتين ينتظران عودتها وزوجها بعد عملية جراحية لإستئصال الثدي الأيسر. بعد نقاش طويل للعمل الجراحي وحوار بينها وبين الفريق الطبي في مشفى المواساة.

تقول السيدة التي رفضت الجراحة بداية، لـ”سناك سوري”، أنها سرعان ما رضخت لها، ورغم أنها فقدت جزء من جسدها. إلا أن الكشف المبكر خفف خطورة المرض ولم تضطر للعلاج الكمياوي.

جمانة العباس في فعالية ضمن الشهر الوردي

“جمانة” التي تابعت طريق الحياة لتصبح عضو مكتب تنفيذي في اتحاد عمال السويداء عاشت لحظات مرعبة خوفاً على ابنتيها. لكنها بعد تقبل الجراحة قررت أنها ستحيا محتمية باحتضان زوج وأخوة وأخوات رافقوها برحلة علاجها.

تعرّضت جمانة خلال الجراحة لنزيف، ما زاد من آلامها، لكن بعد الشفاء واجتياز 3 جلسات أشعة رفضت إجراء عملية تجميل. كما تقول وتضيف: «هنا تصالحت مع المرض ونتائجه وآلامه ليغادر بسلام وأتابع دراسة بناتي. الأولى مهندسة عمارة والثانية طبيبة منحني الله فرصة البقاء معهن ومع زوجي واكتشفت خلال رحلة مؤلمة بأن أجمل مافي الحياة الحرص على الحياة نفسها. لأجلنا ولأجل من نحب وأنصح كل الشابات بالفحص فالعلاج في مراحله الأولى مضمون النتائج».

تصالحت مع المرض ونتائجه وآلامه ليغادر بسلام وأتابع دراسة بناتي. الأولى مهندسة عمارة والثانية طبيبة جمانة العباس-عضو مكتب تنفيذي باتحاد العمل بالسويداء

أوقات جميلة مع المريضات بالمشفى

ظهر مرض السرطان لدى “آمال سمارة” 60 عاماً قبل 10 أعوام. لتكتشف في المشفى أنها في المرحلة الثالثة منه. اضطرت للانتقال من فنزويلا حيث كانت تقيم إلى بنما، للحصول على العلاج والجراحة بأسرع وقت. كونها كانت في مرحلة متقدمة.

تقول لـ”سناك سوري”، إن الجراحة والاستعداد للعلاج الكيماوي لم يكن سهلاً. لكن إرادتها جعلتها تتقبل حلاقة شعرها والظهور بمظهر وجدته غريباً. إلا أنها تجاوزته وباتت تتصور مع شقيقها بدون شعر، وتابعت جرعات الكيماوي الستة والعلاجات المرافقة. في محاولة لكسب الوقت وعدم التأخير الذي تعتبر عواقبه وخيمة في حالتها.

ما قبل العلاج يختلف كثيراً عما بعده، تقول السيدة الستينية، وتضيف أن الطبيب نصحها بحمية غذائية لتجويع الخلايا السرطانية. وتلفت: «برغم صعوبة الجرعة كنت أقضي أوقاتاً جميلة مع المريضات مثلي بالمشفى نتقاسم التجارب والنصائح. وكانت ثقتي كبيرة بالشفاء».

“آمال” خريجة تربية وعلم نفس تابعت على الانترنت وبحثت لتعرف عن العلاج وآثاره وأهمية الغذاء والرياضة. ومن وجهة نظرها فإن النجاة من السرطان تمت بهذه الطريقة المكملة للعلاج الطبي، الذي استمر عام ونصف العام.

اسباب الاصابة بسرطان الثدي
اسباب الاصابة بسرطان الثدي

برغم صعوبة الجرعة كنت أقضي أوقاتاً جميلة مع المريضات مثلي بالمشفى نتقاسم التجارب والنصائح. وكانت ثقتي كبيرة بالشفاء آمال سمارة – خريجة تربية وعلم نفس

الكشف المبكر أنقذ حياتها

انهارت “نورا” 53 عاماً حين سمعت إصابتها بالمرض وكان عمرها 39 عاماً، تصف الحدث بالصدمة، حيث بكت كثيراً في اليوم الأول. لكن صباح اليوم الثاني اختلف حالها وهي تستمع لنصيحة والدتها ووقوفها إلى جانبها ودعمها حيث نفذت معها خطة العلاج بالكامل.

“نورا” غير متزوجة وهي موظفة تختص بإعداد تقارير بحثية، اكتشفت المرض في نهاية مرحلته الأولى ووصوله إلى الأقنية اللبية، ما استدعى استئصال الثدي الأيمن. إلا أنها اليوم تشعر بالارتياح وهي تتذكر أن الكشف المبكر أنقذ حياتها وهي تعيش بصحة جيدة مع مراقبة مستمرة وحبة دواء يومية مميع للدم. تعتبر أساسية بعد تعرضها لـ6 جلسات كيماوي.

تشعر بالارتياح وهي تتذكر أن الكشف المبكر أنقذ حياتها وهي تعيش بصحة جيدة مع مراقبة مستمرة وحبة دواء يومية مميع للدم نورا-معدة تقارير بحثية

بالفحص الذاتي

قبل عامين اكتشفت المهندسة الزراعية “غادة أبو زيد” مواليد 1971، المرض بالفحص الذاتي. وتابعت إجراءات العلاج باستئصال الثدي والحصول على 6 جرعات كيماوي حصلت عليها من دولة مجاورة. لأن المتوفر في سوريا سبب لها أعراضاً مؤلمة كما تقول.

استعدت “غادة” لمرحلة تساقط الشعر، وطلبت من زوجها أن يحلق لها شعرها. تضيف: «كانت لحظة مؤلمة لي ولأولادي وزوجي. لكن دفعت نفسي للتماسك وأرسلت الصورة لأخواتي لكنني لم أخرج دون قبعة».

كل ذلك انقضى، وشعر “غادة” عاد إلى طبيعته كذلك استعادت صحتها وحياتها اليومية. بفارق واحد أن الحياة ما قبل المرض لا تشبه الحياة بعده، كما تقول.

كانت لحظة حلاقة شعري مؤلمة لي ولأولادي وزوجي. لكن دفعت نفسي للتماسك وأرسلت الصورة لأخواتي لكنني لم أخرج دون قبعة غادة أبو زيد – مهندسة زراعية

وتنصح النساء بإجراء التحاليل والفحوصات اللازمة بعد سن الـ40 بهدف الكشف المبكر عن سرطان الثدي بحال حدوثه لديهنّ. كما تنصح السيدات تحت هذا العمر بإجراء التحاليل والفحص الذاتي، خصوصاً بحال كان لديهنّ حالات إصابة بالعائلة، أو لم ينجبن أطفالاً. فالكشف المبكر يساعد في زيادة نسبة النجاح في النجاة من السرطان.

غادة ابو زيد وآمال سمارة اثناء المرض وبعده

زر الذهاب إلى الأعلى