الرئيسيةشباب ومجتمع

الناشطون الشباب… صورة أظهرت حجم الكارثة وساهمت في تحفيز الاستجابة

عدسات وأقلام الناشطين الشباب واكبت الكارثة ولعبت دوراً إيجابياً

خلال لحظات انتقل آلاف المواطنين في سوريا من الإقامة في منازل إلى الحياة بالشارع بعد زلزال مدمر ضرب البلاد. وماهي إلا ساعات حتى كانت الصور والمعلومات تملأ وسائل التواصل الاجتماعي لتضع الناس بصورة ماحدث عبر ناشطين/ات شباب عملوا سابقاً بـ “صحافة المواطن”.

سناك سوري – صفاء صلال

هذه الصور والفيدوهات وتلك المعلومات ساهمت بشكل كبير في تحقيق الاستجابة على المستوى المحلي وحتى الخارجي. فقد أظهرت حجم الكارثة التي وقعت بالمناطق المنكوبة وبينت حجم الاحتياجات.

معظم المحتوى الذي نُشر وقف خلفه مجموعة من الشباب في اللاذقية وحماة وحلب. عملوا منذ اللحظة الأولى على مساعدة مناطقهم بالطريقة التي يعرفونها ويفضلونها وهي “صحافة المواطن”.

يقول “علي داؤود” وهو أحد الناشطين الشباب الذين نقلوا الصورة من مدينة جبلة إن أدواته كانت عبارة عن هاتف محمول وجهاز شحن لتعويض الطاقة التي يصرفها.

ساهم المحتوى الذي قدمه “داؤود” وآخرون في تسليط الضوء على بناء الريحاوي الذي تهدّم خلال الزلزال في مدينة جبلة وكان له قصة حزينة نظراً لعدد الضحايا فيه وطول مدة عمليات الإنقاذ.

هذا البناء ذاته الذي توافدت إليه فرق إنقاذ من دول الجوار لمساندة الفرق المحلية وخرج منه الشاب “ابراهيم زكريا” على قيد الحياة بعد 5 أيام. وكانت عدسة “داؤود” وزملاءه بانتظار هذا الشاب لتوثيق لحظة أحيت الأمل في المدينة الساحلية الحزينة على أبنائها.

يقول “داؤود” إن الدافع الرئيسي للعمل الذي قام به كان مساعدة المدينة التي عاش وكبر فيها على تجاوز أزمتها وتسليط الضوء على معاناتها بعد الكارثة.

تنوع المحتوى الذي نُشر عن مدينة جبلة بين معلومات عن الأضرار وأماكن احتياجات المساعدات ونوعها. إلى تحديثات المعلومات حول الضحايا والأضرار وغير ذلك من المعلومات التي يحتاجها الناس.

الناشط ليس من حديد

يؤكد علي أنه تأثر نفسياً وإن كان نجا جسدياً من الزلزال. لكن حجم الضرر والضغط الذي وقع في المدينة كان أكبر من القدرة على التحمل. يقول داؤود”« بقيت متماسكاً طيلة 14 يوم، كنت أبكي عشرات المرات بلا صوت. وأحبس دموعي داخلي عندما التقي الناجين وأوثق شهاداتهم ومرة أخرى حين أبدأ بتحرير مقاطع الفيديو».

من الألم يولد الحافز عند “سارة”

رؤية جثث الضحايا في مشفى تشرين الجامعي هو ما حرك “سارة سلوم” لتقوم بدور المواطن الصحفي. وهي التي نجت من الزلزال وقررت أن تقصد أخاها الطبيب في المستشفى لتطمئن عليه فرأت هناك هول الكارثة.

ركزت “سلوم” نشاطها على تويتر الذي رأت فيه معظم الحديث يدور حول تركيا بينما الاهتمام بسوريا كان محدوداً. وراحت تنشر عن قرية “اسطامو” التي تعرضت لأذى كبير. في وقت كانت فيه البلاد تعاني من ضعف القدرات والكوادر البشرية وقلة الأدوات. وهو ما عملت “سلوم” على نقله في محاولة منها لتشجيع إرسال المساعدات علّها تساهم في إنقاذ من هم تحت الأنقاض.

تقول الناشطة أنها حاولت جاهدة الموازنة في أخلاقيات مهنة الصحافة.

وتوضح أن الصور كانت العنصر الأكثر تأثيراً، لكن ظلت تحترم خصوصية الضحايا وتستأذن المتضررين وأصحاب القضية قبل التقاط صورهم .

حماة في دائرة اهتمام “أوس سليمان”

كان الضرر الذي لحق بمحافظة حماة أقل نسبية من محافظتي حلب واللاذقية وبالتالي كان تركيز الإعلام عليها أقل من غيرها نسبياً. الأمر الذي وضع على عاتق الصحفي الشاب “أوس سليمان” العمل من أجل بقائها في دائرة الضوء.

أول الوجهات التي قصدها “سليمان” كانت قرية “عين الكروم” التي تعرضت لضرر كبير نتيجة الزلزال. إلا أنه وجد القرية تلملم جراحها بأدوات بسيطة وبجهود متطوعين محليين غير مدربين فحجم الكارثة الوطني كان كبيراً واستهلك كل الآليات والطواقم التي كان عددها وتعدادها أقل من الاحتياج.

حجم الكارثة كان أكبر حتى من قدرة وسائل الإعلام، ما جعل دور الصحفيين والمواطنين الصحفيين متكاملاً، يقول أوس إنه ركز في تغطيته على توضيح حجم الكارثة بالأرقام. وابتعدت عن اقتحام خصوصية المتضررين الذين كان بعضهم في حالة نفسية سيئة، والوقوف فقط على مطالبهم أو ما يحتاجونه في ظل هذه الكارثة.

يصف “سليمان” عمله بأنه كان تغطية إنسانية حساسة أكثر من كونها تغطية صحفية.

الدور الإيجابي للناشطين الشباب

إن الدور الذي لعبه الناشطون الشباب في معظم المناطق كان حيوياً وامتاز بالمرونة والقدرة على إظهار الواقع في أغلب الأحيان. لا يخلو الأمر من أخطاء نتيجة عدم الخبرة أو من حالات سوء أداء لكن بالغالب كانت النوايا إيجابية. وكان الدور مهماً جداً لتعويض ضعف قدرة وسائل الإعلام على الوصول لكل المناطق من جهة ولإظهار الواقع الانساني من جهة أخرى.

فهذا الدور الحيوي للشباب كان مهماً لناحية تحول القضية السورية إلى قضية عالمية على السوشيل ميديا وكان له الأثر الإيجابي في مساعدة المتضررين وتحريك التعاطف العالمي.

وفوق كل ذلك ساهم هؤلاء الشباب في توجيه المساعدات باتجاه مستحقيها عبر تغطيتهم لمناطق الضرر. وإظهارهم لنوع الاحتياجات والأولويات حسب كل منطقة. ما أدى لتدفع المتطوعين والمساعدات خصوصاً في الأيام الأولى التي كانت تفتقد للتنظيم وتعتمد على حماسة المتطوعين.

اقرأ أيضاً:رفعوا الراية الحمراء.. ذكريات الزلزال في مشفى حلب الجامعي

زر الذهاب إلى الأعلى