الناشطة النسوية لينا ديوب: لا يمكن بناء وطن معافى دون نساء متمكنات
هل يجب إغفال الحديث عن النهوض بالنساء لأن "الظروف العامة سيئة"؟
ترى الناشطة النسوية “لينا ديوب”، أن الظروف العامة التي تغوص بها البلاد حالياً. ليست مبرراً لانتقاد المطالب المتعلقة بالنهوض بواقع النساء. إذ لا يمكن بناء مجتمع سليم ووطن معافى دون نساء متمكنات.
سناك سوري _ ناديا المير محمود
وتابعت “لينا” وهي صحفية سورية وزميلة مساهمة بالعديد من المواد النسوية في سناك سوري، مؤكدةً أن الجميع يعاني اليوم، جراء حرب مستمرة منذ سنين طويلة، وما تبعها من فقر وحصار اقتصادي. ورغم ذلك لا يمكن تجاهل مطالب النهوض بواقع النساء وفصلها عن الواقع المحيط، أو اعتبارها أمراً ثانوياً.
الجندر ليس ذكر أو أنثى
وعلى مدار سعيها الطويل بإيصال الأصوات النسائية الرامية لتحصيل حقوقهن، اكتسبت “لينا” الكثير حول مفهوم الجندر. الذي لا يزال البعض يسيء استخدامه، وآخر يفهمه بشكل مغلوط، ويراه قائماً على الصفات الجسمانية فقط.
وبناءً على ما سبق تحدثت “لينا” عنه بشكل مبسط وواضح، وقالت أنه «ليس ذكر أو أنثى، بل هو الأدوار التي يعطيها المجتمع للأفراد حسب طبيعة هذا المجتمع وثقافته وتطوره».
وذكرت مثالاً واقعياً يتعلق ببعض النساء السوريات اللواتي كنّ ممنوعات من الخروج من البيت قبل الحرب والنزوح. وفرض النزوح عليهن دخول سوق العمل مباشرة، ومزاولة مهن غير تقليدية. منها البيع على بسطات الشاي والقهوة، أو كسائقة تكسي.
الجندر.. ليس ذكر أو أنثى، بل هو الأدوار التي يعطيها المجتمع للأفراد حسب طبيعة هذا المجتمع وثقافته وتطوره. الناشطة النسوية لينا ديوب
التحفظ على مفهوم الجندر
ورغم كمية التوازن الاجتماعي الناجم عن تطبيق هذا المفهوم بشكل تام، وما سيتلوه من حالات صحية نفسية وتوزيع المهام بشكل عادل. إلا أن هناك قسم لا يزال يتحفظ عليه ويصف بالمبالغة كل من ينادي بالنسوية وحقوق المرأة.
وحيال هذا الأمر قالت “لينا” لسناك سوري، إن تلك الفئة المتحفظة اختارت هذا الرأي، إما لأنها لا تريد التغيير في المجتمع، باعتبار أن مصالحتها قائمة على هذا التقسيم للأدوار بالمجتمع، أو لقلة إدراك تلك الفئة بالمعنى الحقيقي له وما المقصود به.
أيضاً قد تلعب بعض النسويات دوراً، جراء الخطأ من قبلهن، عندما ركزن بالحديث عن المفهوم عند المطالبة بحقوق النساء الإنسانية. فالأساس أنه يستخدم كمؤشر تنموي، لملاحظة احتياجات الجميع ذكور واناث، هل الجميع عنده فرص تعليم؟ تدريب؟ الوصول الى فرص العمل؟ وهكذا.
ربما أيضاً توجه الانتقادات إلى النسوية ليس بسبب غموض مفهوم الجندر، وإنما بالإجابة على سؤال أي نسوية نريد. هل النساء اللواتي ابتعدن عن الفئة المهمشة منهن في الأرياف وأطراف المدن وحتى داخل المدن. أم النساء اللواتي وصلن إلى مواقع متقدمة في أعمالهن، سواء بفضل جهدهنّ أو بسبب المحسوبيات والفساد.
ويمكننا القول هنا أن حال النساء السوريات بعد 2011 كشف أهمية إدراك أي “نسوية” نريد، سواء عند الناشطات أم لدى الحكومة، لأنه رفع الغطاء عن التقصير الكبير.
توجيه الانتقادات إلى النسوية ليس بسبب غموض مفهوم الجندر، وإنما بالإجابة على سؤال أي نسوية نريد، هل النساء اللواتي ابتعدن عن الفئة المهمشة منهن في الأرياف وأطراف المدن وحتى داخل المدن.أم النساء اللواتي وصلن إلى مواقع متقدمة في أعمالهن.
يذكر أن رصيد الناشطة النسوية “لينا ديوب” يضم العديد من الورشات التدريبية والمشاركة بورشات خاصة بتمكين ودعم المرأة، منها مشاركة بشبكة نساء حماة سنة ٢٠٢١.
إضافة إلى المشاركة بتدريب اليافعين واليافعات على العنف القائم على النوع في دمشق سنة ٢٠١٧، والمشاركة في ورشة تدريب مدربين حملات المناصرة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بيروت سنة ٢٠٢٢.