المنحة الهنغارية .. شروط مجهولة واتهامات بالفساد للشريك السوري
هل هو الفساد حقاً أم أنها فورة غضب للطلاب الذين لم يتم اختيارهم.. اقرأوا واحكموا!
سناك سوري – دمشق
أثارت نتائج الترشيح الأولية للمنحة الهنغارية من قبل الشريك السوري المتمثل بمكتب العلاقات الدولية في جامعة “دمشق”، غضب أعداد كبيرة من الطلاب الذين لم يتم اختيارهم، متهمين الجانب السوري بالفساد وخلق شروط غير منطقية.
وتضمنت النتائج أسماء الطلاب السوريين المتقدمين لإكمال دراستهم في “هنغاريا” سواء بدرجة الإجازة، الماجستير، أو الدكتوراه، والتي تعتبر الخطوة الأولى على طريق الاختيار النهائي من قبل الجانب الهنغاري.
غالبية من لم يتم اختيارهم تحدثوا عن ظلم كبير تعرضوا له تمثل بعدة جوانب، أهمها عدم معرفة الشروط التي تم على أساسها اختيار المرشحين من قبل الشريك السوري، بحسب ما جاء في تعليقات كثيرة رصدها “سناك سوري” على مجموعة الطلاب الخاصة بالمتقدمين للمنحة في الفيسبوك، “قمر” وهي إحدى المتقدمات، أرادت معرفة سبب الرفض، ومثلها تساءل “توفيق”، فيما استهجنت “نور” الحديث عن الشروط باعتبار أن عدم وضوحها يعني غيابها من الأساس بحسب تعبيرها.
الشك بقرارات الشريك السوري لم يظهر في اليومين الأخيرين فقط، بل بدأ منذ الإعلان عن دور فعال للجانب السوري في الاختيار هذا العام بخلاف السنوات السابقة التي لم يكن له كبير الأثر في القرار، لتبدأ سلسة الاعتراضات منذ تحديد شرط العمر، بحيث يحق فقط للطلاب من مواليد 1992 وما فوق للتقدم لدراسة الماجستير، ومواليد 1988 وما فوق للدكتوراه.
علماً أن مؤسسة “التيمبوس” الممولة للمنحة لم تشترط تحديد العمر للمرشحين، مع منحها للشركاء في البلدان حق وضع ما يرونه مناسباً من شروط، وبالتالي قانوناُ لا مخالفة قانونية هنا، ولكنها خطوة حرمت وقد تحرم الكثيرين من التقدم للمنحة، في الأعوام التالية، ومنهم بعض الطلاب الذين حصلوا على شهادة الماستر هذا العام من المنحة نفسها، وهو ما يعتبر خسارة لجهود هؤلاء الطلاب الذين يعتبرون أنه من البديهي أن يكملوا دراسة الدكتوراه.
اقرأ أيضاً: سوريا: حرمان 28 معيد من المنحة الروسية بسبب الروتين وسوء معالجة وزارة التعليم العالي لمشكلتهم
أمر آخر أثار الاستغراب هو رفض بعض الطلاب من المتقدمين لدرجة الدكتوراه والمتواجدين، حالياً قي “هنغاريا” في سنتهم الثانية من دراسة “الماجستير”، حتى ممن استوفوا شرط العمر، وحصلوا على معدل جيد في دراستهم، لتسد في أوجههم الأبواب، ويبدؤوا رحلة البحث من جديد كما تحدث أحدهم إلى “سناك سوري” مفضلاً عدم الكشف عن اسمه.
الاعتراض الآخر، كان حول معدلات الطلاب، حيث احتج طلاب كثيرون على ترشيح عدد من الطلاب ممن كانت معدلاتهم أقل من أولئك المرفوضين، على سبيل المثال لم يعرف “جميل” سبب رفضه بالرغم من معدله العالي 88، وتحقيقه لكافة الشروط مشيراُ إلى رفض قسم من زملائه الأوائل، بينما استغربت “لولو” من عدم ترشيحها لفئة الدكتوراه، بالرغم من حصولها على قبولين جامعيين من هنغاريا ورسالة توصية من أحد الأساتذه فيها، ومعدل بلغ 76.
آخرون اشتكوا من تأخر الجانب السوري في إعلان شروطه إلى ما بعد قيام الطلاب بتقديم أوراقهم إلى موقع المنحة، وما تكلفوه من مبالغ مالية لقاء إصدار الأوراق الثبيوتية المطلوبة، وترجمتها، خاصة مع ارتفاع تكاليف الترجمة، والظروف الاقتصادية السيئة التي يعاني منها معظم الشباب السوري، فيما وصفوه بالتخبط الكبير، الذي وصل إلى ذروته من وجهة نظرهم، عندما أرسل الجانب السوري إيميلات لـ 3 مجموعات فقط، ليعلنوا عن مشاكل بعدها في البريد الالكتروني، ويطالبوا البقية بمراجعة مديرية العلاقات الخارجية، في رئاسة جامعة “دمشق” لتكون المقابلة عبارة عن مشاهدة الشخص وهويته والحصول على وثيقة التخرج فقط.
الإجراء الروتيني في المقابلة وعدم احتوائها على ما يمكن اعتباره تفضيلاً لمرشح على آخر، ما عدا المعدل المذكور في الوثيقة، والذي تبين لاحقا أن هناك مقبولين معدلاتهم أقل من المرفوضين، وبالتالي لا يمكن اعتباره مقياساً مرجحاً، ما جعل الطلاب يشككون في النتائج، فضلاً عن التكاليف المادية والمعاناة التي سببها اشتراط حضور الطالب شخصياً للعاصمة، حيث ذكر أحد الطلاب المتقدمين لدراسة الدكتوراه، المقيمين في “حلب”، أنه لم يتمكن من السفر، لأن لا قدرة له على تحمل تكاليف المبيت في أحد فنادق العاصمة، كما ذكر لـ”سناك سوري”، فيما تذمر آخر على خسارته لمبلغ 25 ألف ليرة سورية حتى تمكن من الذهاب، ليتلقى رفضاً بعدها.
تعليقات كثيرة، على مجموعة الفيسبوك الخاصة بالطلاب المتقدمين تحدثت بشكل واضح وعلني عن اتهامات بفساد اعترى عملية الترشيح، وتحدث الطلاب عن مبالغ مادية كبيرة تقاضاها المسؤولون لقاء ترشيح الاسم الواحد، وفق تلك التعليقات، فيما استغرب عدد آخر من ترشيح بعض الطلاب للمرحلة الجامعية الأولى “البكالوريوس” بينما كانوا قد أُعلموا لن يكون هناك مرشحين لهذه الفئة، ليزداد الشك بنزاهة الترشيح، إضافة إلى عدم إصدار قائمة واضحة بالأسماء المقبولة كما هو الحال في الدول المجاورة التي أعلنت قوائم واضحة وتفصيلية على المواقع الالكترونية، بينما غابت تلك القائمة عن الشريك السوري.
وأنتم أيها الطلاب هل تعتقدون بوجود فساد في اختيار المرشحين، أم أن الأمر لا يعدو “فورة” غضب من الطلاب الذين فقدوا فرصة الترشح؟؟.
اقرأ أيضاً: المنحة الروسية للطلاب السوريين.. اتهامات بوجود تجاوزات وحالات بيع للمقاعد