المعلّم في الحضور والغياب … رحيل الأديب السوري فؤاد المرعي
منح طلابه حرية الاختلاف معه ... آداب حلب تودّع أبرز رموزها
توفي اليوم الأديب السوري والأستاذ الجامعي “فؤاد المرعي” في “حلب” عن عمر يناهز 84 عاماً كانت حافلة بالغوص في عوالم الأدب وتدريسه.
سناك سوري _ حلب
ولد “المرعي” في “حلب” عام 1938، ثم توجّه إلى “روسيا” للدراسة فحصل على إجازة في اللغة الروسية وآدابها عام 1964 من جامعة “لومونوسوف” الحكومية في “موسكو”، كما نال شهادة الدبلوم من الجامعة في العام ذاته عن أطروحة حملت عنوان “المرأة في مجتمع الأبلوموفيين” تتحدث عن صورة المرأة في الروايات الروسية خلال القرن الـ 19.
واصل “المرعي” مسيرته العلمية إلى أن نال شهادة الدكتوراه في الأدب متخصصاً بـ”النقد الأدبي الروسي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر” عام 1973 من جامعة “لومونوسوف” .
لدى عودته إلى “سوريا” بدأ “المرعي” مسيرته المهنية مدرّساً في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة “حلب” منذ عام 1976 ثم أصبح عضواً في الهيئة التدريسية ثم أستاذاً في الكلية منذ 1989، إلى جانب شغله لمنصب وكيل كلية الآداب بـ”حلب” بين عامي 1980 و1995 بحسب صفحة الموسوعة التاريخية لأعلام “حلب”.
اقرأ أيضاً:فاتح المدرّس .. جامع الفنون بريشة ترسم شعراً
في رصيد الراحل، سلسلة واسعة من المؤلفات بينها “المدخل إلى علم الأدب”، “مقدمة في نظرية الأدب”، “النقد الأدبي الحديث”، “الوعي الجمالي عند العرب قبل الإسلام”، “اللغة والتفكير”، “الجمال والجلال” وغيرها.
كما أنه واظب على ترجمة مؤلفات عالمية مثل “الانعكاس والفعل، ديالكتيك الواقعية في الإبداع الفني” لـ”هورست ريديكر” و”الممارسة النقدية” لـ”بيلنسكي” و”مسيرة الآلام” لـ”تولستوي” و”بطل من هذا الزمان” لـ”ليرمانتوف”، و”رقصة الماء” لـ”كوزينتسوف” والأعمال الروائية لـ”بوشكين” وغيرها.
إضافة إلى ذلك فقد نشر “المرعي” العديد من الأبحاث في الدوريات المحكّمة وأشرف على العديد من أطروحات الماجستير ورسائل الدكتوراه في جامعة “حلب”.
أستاذ علم الجمال والأدب الحديث بجامعة “حلب” “سعد الدين كليب” نعى “المرعي” قائلاً «المعلم الأول، المعلم دوماً، المعلم في الحضور والغياب، المعلم فؤاد المرعي وداعاً، وداعاً يا بهيّ الوجه والخطاب».
أما الناقد والمحرر الأدبي “أحمد الحسين” فتحدّث في منشور له عن تجربته مع “المرعي” حين كان طالباً جامعياً وكيف درّس الراحل طلابه مادتي نظرية الأدب والفن، وعلم الجمال، مشيراً إلى أن “المرعي” كان يناقش طلابه بحرية ويمنحهم الحق في الاختلاف معه في القضايا النقدية وأنه كان يمكن للطالب أن يكتب ما يريد في الامتحان دون أن يؤثر ذلك على درجته إذا خالف أستاذه الرأي.
يعدّ “المرعي” من أبرز الأسماء التي مرّت في تاريخ تدريس الأدب العربي بجامعة “حلب” وقد تخرّج من بين يديه جيلٌ من الطلاب الذين أصبحوا لاحقاً باحثين وأساتذة جامعيين يدينون بالفضل له في تعلّقهم بالنقد الأدبي.