معاينات أطباء “دمشق” تعادل ربع راتب الموظف
سناك سوري – دمشق
بين العبارات التي ثبتت على مداخل بعض العيادات الخاصة لعدد من الأطباء السوريين، عن عدم تقاضي أجور المعاينات من المرضى الفقراء، وبين أجور المعاينات التي تمنع المواطن السوري المنتوف من مجرد التفكير بالمرض، أو اللجوء إلى أقرب صيدلية لعرض حاله، يقع هذا المواطن في شرك الكفر. (هل يضع لافتة على ظهره موقعة من المختار، والجمعيات الخيرية عن فقر حاله، أم يترك المرض يفتك بما تبقى منه).
لم تمحى بعد صورة طبيب من “السويداء” وهو يلاحق سيدة مسنة نسيت دفع أجرة المعاينة (ألف ليرة)، عندما صاح بها (مش عم بيع بطاطا لتبرمي بظهرك وتفلي)، ورغم أن السيدة اعتذرت مطولاً عن نسيانها للدفع، وعن الدعاء للطبيب أن (يعلي مراتبه)، إلا أن الأخير لم يغفر لها، وساق في شرح تعبه وسيرة حياته. إلا أن أحد المرضى الحاضرين، (فسد) عليه بمنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، وصنع له دعاية كبيرة؟!.
وبشكل عام، ففي “السويداء” هناك مجموعة كبيرة من الأطباء الإنسانيين، الذين نذروا حياتهم ووقتهم من أجل الفقراء، غير أن معاينة الأطباء الاختصاصيين على قلتهم تبدو باهظة في ظل الوضع المتردي للناس. وهي لا تتوقف على المعاينة وشراء الدواء، والمراجعة، وصولاً إلى المشافي الخاصة، والمخابر، ومن ثم (المقابر).
إقرأ أيضاً بالتزامن مع مؤتمر الأطباء وفاة طفل بخطأ طبي في حلب!
ولا يخفى على أحد، أن أطباء العاصمة هم أكثر طلباً للمعاينة العالية (عن طريق السكرتيرات)، فهم الأكثر خبرة بين أطباء القطر، ومرضاهم يأتونهم من المحافظات الأخرى، بعد أن (طب) في جسمهم اليأس من التجارب والمعاينات الخاطئة.
ووفقاً لما تم رصده من أسعار المعاينات فإن معظم أطباء دمشق يأخذون ثمن معاينة المريض “5000” ليرة، بينما في اللاذقية تصل المعاينة إلى 4000 أحياناً، وكذلك في الحسكة وصلت في بعض العيادات إلى 3500، أما حلب فهي أيضاً تصل إلى 4000 ليرة لدى بعض الأطباء.
أما الشمال السوري الذي أفرغ من كوادره، نتيجة الهجرة والنزوح والحرب الطاحنة، فإن وضع المرضى لا يبشر بأي خير، وعلى الرغم من انتشار المنظمات التي تقدم خدماتها الطبية المجانية، إلا أن اختفاء الأطباء الاختصاصيين مشكلة ليس لها حل على المدى القريب، وإذا وجد طبيب هنا وهناك، فمعاينته عالية، لكي يعوض ما خسره نتيجة الحرب.
إقرأ أيضاً وزير الصحة: وضع تسعيرة للأطباء والمشافي سيكسر “شوكة الدولة”!
أسعار المعاينة هذه وضعها الأطباء من رأسهم دون أن تكون مطابقة للتسعيرة الحكومية، يقول رئيس “فرع نقابة الأطباء” في “دمشق” الدكتور “يوسف علي أسعد” في تصريحات صحفية: «إن المعاينة 750 ليرة حسب قرار عام 2004 المتضمن التعرفة الطبية للمعاينات».
وبغض النظر عن أن هذه التسعيرة أو التعرفة تحتاج لإعادة نظر فيها إلا أن الفرق بينها وبين الواقع كبير جداً في معظم المحافظات، كما أن الأسعار الجديدة التي وضعها الأطباء هي مخالفة للقوانين والأنظمة وتعرفة نقابتهم التي لم تتغير حتى الآن، (لازم ينعمل مديرية تموين وتجارة داخلية خاصة بالأطباء يلي بيرفعوا المعاينات حتى يتم مراقبتهم وتنظيم ضبوط بحقهم).
يأتي كل ذلك أيضاً في وقت غادر فيه “دمشق” وحدها قرابة 283 طبيباً إلى خارج البلاد، وهو ما أثر بشكل كبير على الوضع الصحي في الداخل، وجعل الأطباء الباقين هنا يتحكمون برقاب المرضى.
إقرأ أيضاً طبيب في مستشفى الباسل يمتنع عن إجراء عمليتين.. وهذه أسبابه