الرئيسيةفن

المعاجيق السلمونية.. رفيقة درب الطلاب لم تعد بمتناول اليد

طبق الماضي يوشك أن يتحول إلى ذكريات والبعض يحتالون بوضع لحم الدجاج عوضاً عن الغنم

سناك سوري – غادة حورية

يعتبر “عزيز قداح” من سكان مدينة “السلمية” في محافظة “حماة” منذ طفولته “المعاجيق” الأكلة المفضلة لديه خاصة أنها كانت تقترن بالعطل والمناسبات، وهي أكلة شبيهة بالصفيحة إلا أن لها خصوصيتها في المنطقة.

“قداح” يقول لـ”سناك سوري”، إن هذه الفطيرة المصنوعة من لحم الغنم، والشهيرة جداً في “السلمية”، كانت لسنوات طويلة الطبق الأبرز في العزائم، كما شكلت في بعض الأحيان زوادة طلاب الجامعات، ورفيقة دربهم خلال دراستهم الجامعية فترة التسعينيات.

إلا أن ظروف الغلاء وارتفاع أسعار اللحوم جعل أهالي المدينة يستغنون عن لحم الخروف المخصص لصناعة المعاجيق سابقاً، وأصبحوا يصنعونها اليوم بلحم الفروج، حسب “قداح” موضحاً أن الكثيرين أصبحوا اليوم يفضلون صناعتها في منازلهم نتيجة لارتفاع أسعارها في الأسواق.

المعاجيق لحظة خروجها من الفرن

“صخر خلوف” صاحب ملحمة، وفرن لتحضير المعاجيق، ورث المهنة عن والده منذ ثلاثين عاماً، يقول في حديثه مع سناك سوري: «المعجوقة تعد من أنواع الفطائر الفاخرة حجمها بحجم قطعة البيتزا المتوسطة، ولكن تختلف بمكوناتها حيث يعتبر لحم غنم العواس المادة الأساسية في صناعتها، وتعتبر من أقدم الأكلات في المدينة، ونادراً ما نجد أحد من سكانها لا يفضلها».

اقرأ أيضاً: البلوعية والطفيطة… ذكريات شتاءات ماقبل الحرب

للمعاجيق مكوناتها الخاصة، بحسب “خلوف”، موضحاً أنه لتصنيعها «نقوم بتقطيع اللحم إلى قطع صغيرة بحجم حبة الحمص ثم نضيف لها الفلفل الخضر والأحمر والبقدونس وكذلك اللية التي تعتبر أساسية في المساهمة في نضج الفطيرة».

بعد تجهيز الحشوة، ينتقل العمل إلى مرحلته الثانية، بحسب “خلوف”، ويضيف: «نقوم بتقطيع العجينة على شكل فطيرة دائرية بقطر 30سم، وسماكتها مزدوجة قياساً بفطيرة اللحم المعروفة، نضع المكونات (اللحم مع الخضار واللية) ونمزجها مع العجين كما يمكن أن نضعها على الوجه ويمكن إضافة بعض التوابل الحارة حسب طلب الزبون، ثم نضعها في بيت النار فترة كافية لتنضج حيث تحتاج من 5 إلى 15 دقيقة، فالبعض يفضل قرمشتها فنتركها مدة إضافية»، لافتاً إلى أن كل قطعة تحوي على 150 غ من اللحم والبعض يطلب إضافة كمية أكثر من اللحم أي تصل إلى 200 غراماً.

صخر خلوف

أكلة المعاجيق التي كانت من الأكلات الأساسية لسكان المدينة أصبحت اليوم من الرفاهيات، التي يصعب على الجميع الحصول عليها حسب “خلوف” خصوصا بعد أن ارتفع سعر كيلو المعاجيق إلى 22 ألف ليرة سورية في حين كان قبل فترة الحرب 3 آلاف ليرة سورية.

ليست “المعاجيق” السلمونية هي الأكلة الوحيدة التي أصبحت بعيدة عن متناول المواطنين فالكثير من أنواع الأطعمة أصبحت خارج قائمة طعام السوريين الذين تزداد معاناتهم يوماً بعد يوم وسط الارتفاع الكبير للأسعار وانخفاض مستوى دخلهم الذي لم يعد يعادل أكثر من ثمن كيلو لحم ونصف.

اقرأ أيضاً: أكلة السيرك الشعبية تراث الكوجر المدفون تحت الأرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى