المزراعون بدأوا بحصاد الشعير.. والحكومة لم تأخذ قرارا بشرائه بعد!
مزارعو الشعير: الموسم وفير هذا العام وننتظر قراراً بشراء محصولنا قبل فوات الأوان
سناك سوري – الحسكة والسويداء ودرعا
مع بدء موسم حصاد الشعير بدأت هواجس الفلاحين ومخاوفهم من عدم قيام الحكومة باستلام كامل المحصول والذي تشير التقديرات الأولية لوفرته هذا العام، ما قد يتسبب لهم بخسائر كبيرة.
ففي “السويداء” ينتظر “موفق العبد” أحد مزارعي الشعير في قرية “الثعلة” ورئيس الجمعية الفلاحية فيها القرار الحكومي باستلام المحصول من المزارعين الذين توسعوا بزراعته في المحافظة حيث وصل عدد الدونمات المزروعة في القرية إلى أكثر من ألف دونم تعود لـ 40 مزارع، مؤكداً في حديثه مع سناك سوري أنه كان من المفروض البدء بإجراءات خاصة من قبل مؤسسة الحبوب لاستلام المحصول في مثل هذا الوقت مثل توزيع الأكياس وتحديد مراكز التسليم ومواعيدها.
بدوره المزارع “نشأت الهادي” من “صلخد” بين أن السعر التأشيري الذي تحدده المؤسسة للكيلو يعتبر عامل ضبط للسعر ويساهم في الحد من تحكم التجار، ففي العام الفائت حُدد السعر بمئة وخمسة عشر ليرة، بالتالي تراوحت أسعار شراء القطاع الخاص للشعير من الفلاحين بين ٧٠ إلى ٩٠ ليرة للكيلو مباع من المنزل أو الأرض أي بلا تكاليف نقل.
منطقة “شهبا” و”صلخد” هي أكثر المناطق التي تنتشر فيها هذه الزراعة في “السويداء” حسب رئيس الرابطة الفلاحية في “شهبا” “جميل عز الدين” ويقدر محصول “شهبا” وقراها هذا العام بقرابة 7400 طن، مضيفاً أن مايقارب ثلث إنتاج الفلاحين من الشعير العام الماضي لم يتم استلامه وبقي دون تسويق وذلك لعدم تمكن الفلاحين الذين يعتمدون على الحصاد اليدوي من تسليم كامل المحصول لمؤسسة الحبوب ضمن المواعيد التي حددتها العام الماضي، ونحن هذا العام مازلنا على أمل أن نتمكن من تسويق كامل المحصول وتحديد مدة أطول للتسليم، نظراً للأهمية التي يتمتع بها الشعير بالنسبة للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية كونه يدخل في صناعة العلف أيضاً.
اقرأ أيضاً:فصل 400 محام.. الحكومة نكثت بوعود الشعير و42 عاماً ولم تحل المشكلة.. أخبار الصباح
مدير مكتب الحبوب في السويداء “نزار نعيم” قال لـ سناك سوري :«نستعد لاستقبال الموسم سواء القمح أو الشعير لكننا كما الفلاحين ننتظر التعليمات وخلال الأيام القادمة تتضح الأمور التي نأمل أن تكون مرضية للفلاحين».
وتشير أرقام مديرية الزراعة إلى أن المحصول المتوقع لهذا العام من الشعير ١٨٤٠٠ طن.
استلام محصول الشعير معلق في “الحسكة”
معاناة مزارعي “الحسكة” كبيرة في حال لم يتم استلام كامل محصولهم حسب ما أكده المزارع “دخيل العمر” من بلدة “تل حميس” في حديثه مع سناك سوري لاسيما وأن تربتهم رملية وقلة المطر خلال فصل الشتاء تفرض على المزارعين زراعة هذا النوع من المحاصيل والذي لا يحتاج للكثير من المياه.
رئيس اتحاد الفلاحين في “الحسكة” “ذياب الكريم” أكد لـ “سناك سوري” بأن التواصل قائم مع أهل القرار والمعنيين للموافقة على شراء محصول الشعير والأيام القليلة القادمة ستحسم الأمر من قبل اللجنة الاقتصادية المركزية وسيكون حسم الملف باجتماع الحكومة القادم وهناك تفاؤل بإصدار قرار لصالح مزارعي الشعير.
عمليات حصاد الشعير بدأت مع بداية الشهر في المحافظة حسب تقرير حصل عليه سناك سوري من مديرية الزراعة حيث تشهد المساحات المزروعة بتلك المادة إنتاجاً جيداً ومن المتوقع أن تصل الكميات المنتجة إلى مايقارب مليون طن.
موسم الشعير الذي تم استلامه من المزارعين في “درعا” العام الماضي مازال مكدساً في مستودعات مؤسسة الأعلاف حسب ما أكده المهندس “أحمد سويدان” مدير الفرع بـ “درعا” حيث أن مراكز الفرع المنتشرة في “خربة غزالة” و “الصنمين” لاتزال حتى اليوم تحوي 10500 طن من الشعير، في حين أشار مدير فرع الحبوب “عصام الصياصنة” إلى أن المؤسسة لا تستلم الشعير من المزارعين عادةً، بل تستلم القمح فقط وأن الأعلاف هي من تقوم بهذه المهمة ويمكن أن ترسل لهم الحبوب خبير للمساعدة، مؤكداً أنه لم يصدر حتى اليوم أي قرار بخصوص استلام الشعير الذي لا يتواجد بالأصل ضمن الخطة الزراعية المقررة من مديرية زراعة “درعا”.
رئيس اتحاد الفلاحين في “درعا” “مثقال القاسم” بين أن موسم الحصاد بالمحافظة بدأ ولم يتم استلام أي كميات من الفلاحين بانتظار القرار الحكومي، مؤكداً أنهم راسلوا الجهات المعينة للاستفسار عن موعد استلام المحصول العام الحالي ولم يتلقوا أي رد حتى اليوم.
ويبقى أمل مزارعي الشعير معلقاً بقرار حكومي متأخر يشتري محصولهم الذي باشر كثير منهم بحصاده، دون أن يتركهم لتلاعب التجار لاسيما وأنهم موعودون بموسم وافر هذا العام.
المراسلون: رهان حبيب – عبد العظيم عبدالله- هيثم علي
اقرأ أيضاً:الزراعة تحطم آمال مزارعي الشعير!
