نموذج سوري للتخطيط من أجل التطوير والتحديث.. التحت بيبتلي والفوق بيتأمر والأفوق بيقرر بدون خطة.. وبالأخير “الكرش” طلع أفهم من الكل!
سناك سوري-رحاب تامر
دخل مدير أحد المؤسسات الخدمية ليجد في مكتبه ورقة “جاي من فوق” تطلب منه تغيير آلية العمل، والاتجاه نحو تفعيل دور المؤسسة الخدمية بشكل أكبر.
ينكش المدير عقله وفكره، يحاول فك طلاسم الكلمات القليلة أمامه، والتي لا تحتوي على خطة عمل أو إجراءات داعمة، ولا تعطيه أي صلاحيات أو جرأة كافية للسير نحو تحقيق هذه الخطة الجديدة، (يلي اجت على غفلة وكنا مرتاحين وكويسين).
المدير الذي لا يستطيع تطنيش “القرار الفوقاني”، ولا يملك إجابات، قرر عقد اجتماع مع “الفريق التحتاني”، فأعلن عن اجتماع طارئ مع موظفيه.
«إنتوا فاشلين ماعمتشتغلوا، لو عمتشتغلوا ما كانا وصلنا لهون»، يقولها المدير مديراً ظهره لعبارة “صباح الخير”، يرد عليه أحد الموظفين: «لاه يا أستاذ خير شو فيه»، «بدي تطوير وتحديث هذا مو شغل، من تحت الأرض بدي تحديث وتطوير».
يحملق الموظفون في وجوه بعضهم البعض إنو “شو عميصير”، ويتجرأ أحدهم بالقول: «يا أستاذ خبرنا وين الخلل لنعالجوا، ووين بدك نطور العمل»، تزداد حيرة المدير ويرد: «ما بعرف هي مسؤوليتكم مو مسؤوليتي، نكوشوا على تطوير وتحديث شغلكم ما عاجبني»، «طب عطينا مثال» يقول الموظفون، «ما بعرف بدي تطوير وتحديث»، يرد المدير ويخيم الصمت!.
يغادر المدير مكتبه وفكرة “التطوير والتحديث” تستوطن فكره، يصل منزله، بينما “المدام” تجهز مائدة الغداء وتفتح أكياس الطعام القادمة من المطعم، ينظر المدير ويتذمر من الغداء، يمسك تلفونه ويحدث صاحب المطعم: «يا أخي كل يوم كوردن بلو بدي تطوير بدي تحديث ابعتولي سكالوب مثلاً».
يبدو أن مقتضيات “الكرش” تفهم في ماهية التطوير والتحديث أكثر من العقل.
اقرأ أيضاً: أعلى ما بخيلك اركبوا ولك خيي المواطن!