الرئيسيةرأي وتحليل

المحافظة تبرر وجود الأمبيرات في دمشق: ضرورية للحفاظ على جمالية المنطقة

مسؤولون أرستقراطيون ومواطنون "عايفين حالهم".. عن دمشق المتناقضة

تحاول المحافظة تبرير وجود الأمبيرات في دمشق بكل الطرق الممكنة، كما يبدو من تصريحات مدير الإنارة فيها “وسام محمد”.

سناك سوري-رحاب تامر

من يستمع إلى تصريحات بعض المسؤولين وسعيهم الدائم لتجميل الشوارع. وإزالة البسطات لتصبح الشوارع “حضارية”، قد يعتقد أن الحكومة تمنح مواطنيها دخلاً “أرستقراطياً”. لتجعل منه مواطناً مرفهاً وتحاول بشتى الوسائل عكس تلك الرفاهية على الشوارع والساحات.

أمس الأحد، قال “محمد” لإذاعة شام إف إم المحلية، إن استثمار الأمبيرات وسط العاصمة دمشق. جاء «للحفاظ على الناحية التجميلية للمنطقة، واستبدال المولدات المنتشرة بالشوارع بمولدة مركزية واحدة. يمكن للجميع استثمارها والاستفادة منها».

وكأنّ مشهد العاصمة جميل جداً بينما يعم الظلام ليلاً نتيجة التقنين الكهربائي. أو في الصباح حين يكثر المتسولون والمشردون في الشوارع. فهل الجمال الذي تتحدث عنه المحافظة مُجزأ لهذه الدرجة. أو هل المواطن غير القادر على تناول قوت يومه يهمه جداً الناحية الجمالية للشوارع؟.

في تصريح مشابه، قال مدير دوائر الخدمات في محافظة “دمشق”، “بشار عبيدة”، شهر أيار الفائت. إنهم “حازمون وجادون” في الحد من أي مخالفة أو إشغال أو تعدٍّ على الأملاك العامة. (البسطات يعني)، مضيفاً حينها في تصريحات نقلتها الوطن المحلية، أنهم اتخذوا القرار لإعادة الألق للعاصمة.

فهل الألق يقضي بمنع الفقراء وأصحاب البسطات من “التسبب” وتحصيل قوت يومهم. ومرة أخرى يحضر السؤال المؤلم، ماذا عن مشهد المتسولين والمشردين. الأطفال وكبار السن، أولئك الذين ينامون في الشوارع لأن لا مأوى لهم؟، هل ستحاول المحافظة إزالتهم ونقلهم إلى مكان يأويهم؟.

ضرر معنوي!

وبالعودة لعام 2021، نستذكر تصريح عضو المكتب التنفيذي “فيصل سرور” ومطالبته بإزالة الشوادر البلاستيكية “شوادر المساعدات”. التي تستخدمها المحلات والبسطات كمظلات لها مبيناً أنها تتسبب بضرر معنوي للمجتمع السوري. فأي ضرر معنوي يمكن أن تتسبب به تلك الشوادر إزاء كل تلك الأضرار المعنوية اليومية التي يعيشها السوريون اليوم. وهل المحافظة ومسؤولوها مسؤولون فقط عن الشوارع والساحات أم عن البشر وماذا يجري في حياتهم؟.

ليس من المنطقي أن يتم تبرير وجود الأمبيرات بمبررات “جمالية الشوارع”. تماماً كما ليس من المنطقي أن تتم إزالة البسطات وترك المشردين بدون مأوى. ليس من المنطقي أبداً أن يكون المسؤولون “أرستقراطيون” لهذه الدرجة. وعموم الشعب لا يملكون ترف التفكير بجمالية شوارع مدنهم بينما هم مشغولون بتأمين ثمن الخبز المدعوم.

زر الذهاب إلى الأعلى