![](https://snacksyrian.com/wp-content/uploads/2018/11/FB_IMG_1541183403698.jpg)
كل شيء تم تحسينه قبل وصول رئيس الحكومة إلى “حلب”
سناك سوري _محمد العمر
“الله يخليلنا الحكومة ” يقول مواطن حلبي بصوت مرتفع و ابتسامة ساخرة ثم تعود دهشته المتزايدة و هو يرى الكهرباء لا تنقطع، الحكومة في ديارنا فلا تقنين و لا أعطال تقنية و لا خط مضروب!
يفتح “مطار حلب الدولي” أبوابه المغلقة أمام المدنيين ليستقبل السادة الوزراء الذين اطّلعوا و أثنوا و رحبوا!.
بعصا سحرية و قدرات طالما أخبرتنا المؤسسات الحكومية أنها لا تملكها أصبح كل شيء جاهز، شوارع نظيفة مضاءة باستمرار جاهزة لاستقبال وفد أصحاب المعالي، بليلة واحدة تزيّن” دوار الشعار” بالورد و الزهور لاستقبال الحكومة، انتشرت دوريات شرطة المرور في الشوارع عناصر المرور يستعملون الكاميرات لتصوير السرعة الزائدة، عمال النظافة يرتدون ملابس موحدة تحمل شعار “نعمل من أجلكم”، تزيّن القصر البلدي بالأعلام و وصل الموظفون في الدوائر الحكومية إلى وظائفهم باكراً تأهب الجميع و ابتسموا كصورة تذكارية من المدينة الفاضلة و أطلق مخرج المسرحية كلمة آكشن!
و بينما انشغل المنشغلون بساعة رئيس الحكومة كان مسؤولو حلب يفعلون ما بوسعهم لإقناع مسؤولي الحكومة المركزية أن كل شيء على ما يرام و أنّ المدينة تتنعّم بالخدمات و سيادة العدل و القانون و النظام العام و أنّ حالة المدينة مثالية و لا تحتاج سوى مباركة أصحاب المعالي!
وزير الداخلية كان سبّاقاً بنشاطه و زار الطفل “هيثم حمامي” المعتدى عليه في الجريمة الشهيرة قبل أيام و على خطاه نتمنى من وزيري العدل و الإعلام زيارة الصحفي “عامر دراو” في سجنه و الاطلاع على واقع العدل و الإعلام! نتمنى على وزير التربية زيارة مدارس حلب المفتقدة للمدرسين و الاطلاع على فوضى التنظيم في مديرية التربية بحلب! نتمنى على وزير النقل زيارة ساحة الجامعة في ساعات الذروة ليرى ازدحام الطلاب و قلة الباصات و فوضى حركة السير.
نتمنى على السادة الوزراء البحث عن الصورة الحقيقية لحلب لواقعها اليومي الذي يعيشه أهلها، واقعها بلا أقنعة و بلا تجميل لأن يوم مغادرتهم سيكرر المواطن دعوته ” الله يديم زيارات الحكومة” و سيرجع إلى الواقع البائس الذي تعيشه المدينة!
اقرأ أيضاً: الـ30 وزيراً في “حلب”.. “مع مرافقتهم بيفتحوا جبهة”!