اللاذقية.. سائقو التكاسي رفعوا أجورهم 3 أضعاف والرقابة نايمة بالخسة!
حكاية مواطنة حصلت على “بيجاما” ببلاش كلفتها 13 ألف ليرة.. معقول البلاش صار 13 ألف ليرة؟!
سناك سوري-اللاذقية
لم تكن “سعاد” تدرك ما ينتظرها، وهي تطير فرحاً بعد أن طلب منها زوجها تبديل “بيجاما” اشتراها من أحد المحال التجارية في “اللاذقية”، بأخرى لها، كونه لا يملك وقتاً كافياً لتبديلها، وأغراها بالقول إنها ستحصل على “بيجاما” جديدة ببلاش، فقط إن عذبت نفسها قليلاً ونزلت من القرية إلى المدينة لتبدلها.
«ضحكت في سري، فها أنا سأحصل على بيجاما ثانية جديدة ببلاش»، تقول “سعاد”، وتضيف لـ”سناك سوري”: «انطلقت مع طفلي الصغير إلى اللاذقية، وكي أجنبه عذاب انتظار باص النقل، وأجنب نفسي خوف الاكتظاظ والزحام داخله بفترة الكورونا، استقليت تاكسي من عند الجامعة وحتى سوق التجار، لأتفاجأ بأن صاحب التاكسي يريد 1000 ليرة، وكنت في السابق ما قبل أزمة البنزين، أدفع أجرة تاكسي لهذه المسافة 300 ليرة فقط!».
بعد عدة مشاحنات، وأخذ ورد لم تنجح “سعاد” في ثني سائق التاكسي عن تلك الأجرة الباهظة، دفعتها مدعومة بفكرة “البيجاما المجانية”، عند صاحب المحل عادت لتدفع مجدداً فرق سعر بين البيجاما التي اشتراها زوجها والأخرى التي أعجبتها، مبلغ 8500 ليرة، فصاحب المحل لم يقبل المفاصلة هذه المرة، كونه يدرك بأن لا خيار آخر لدى السيدة.
1000 ليرة أخرى دفعتها “سعاد” أجرة تاكسي من المحل التجاري في سوق التجار، إلى مستشفى “تشرين” الجامعي، حيث اعتادت أن تنتظر سرفيس قريتها، وبعد انتظار نصف ساعة فقدت الأمل فيها بإيجاد السرفيس، قررت الذهاب إلى الكراج الخارجي، بباص النقل الداخلي بعد أن سلحت نفسها وطفلها بالكمامة واختارت مكاناً تقف فيه مع طفلها بالقرب من الباب جهة السائق، بينما كان الباص في الداخل يشبه ليلة الحشر ربما!، على حد تعبيرها.
اقرأ أيضاً: شاعر يعتذر عن مهرجان… أجار التكسي أغلى من التعويض
وكما هي العادة، لم يكن سرفيس القرية بانتظارها، إنما كان الكثير من الأهالي ينتظرونه دون جدوى، سألتهم فقالوا لها إن آخر سرفيس جاء كان قبل ساعة ونصف تقريباً، ما اضطرها لعدم الانتظار، تضيف مازحة: «امتطيت سرفيس جبلة اللاذقية بعد أن وقف أمامي مصادفة، دون الحاجة للركل والركض بغية الصعود إليه، ونزلت عند مفرق قريتي لأستقل تاكسي وأمري لله».
مفاجأة جديدة كانت تنتظر السيدة السورية، فأجرة التاكسي لمسافة 5 كم التي كانت تستقلها سابقاً بأجرة 1000 ليرة سورية، ارتفعت لتصبح 2500 ليرة، «ستين عمرها المصاري، بعدين ماوقفت عليها يعني، تعال لك عمي ودينا تعال كانت باطلة ومحولة قال بيجاما ببلاش قال»، قالتها “سعاد” واستقلت التاكسي، بعد أن كانت علامات الإعياء من الانتظار قد ظهرت على طفلها، وعلامات الإعياء والصدمة من الأجور قد ظهرت عليها.
بالنهاية حصلت “سعاد” على بيجامتها المجانية “مجازاً”، بعد أن دفعت 13 ألف ليرة سورية، علماً أن زوجها كان قد اشترى البيجاما الأولى بسعر 15 ألف ليرة، أي أن ثمن البيجاما بالمحصلة بلغ 28 ألف ليرة، بدورنا نحب أن نبارك لـ”سعاد” بيجامتها، “تهريها بالهنا”.
يذكر أن أجور التكاسي في “اللاذقية” ارتفعت لأكثر من 3 أضعاف بعد رفع سعر البنزين، عما كان عليه قبل بدء أزمة البنزين، وباتت أجور التكاسي تبدأ من 1000 ليرة فما فوق، بعد أن كانت تبدأ بـ300 ليرة فما فوق منذ أقل من شهرين، بينما تغيب التسعيرة الرسمية، التي لم تصدرها المحافظة بعد رفع سعر البنزين حتى الآن، بعبارة ثانية: “حين يغيب القانون صاحب التكسي بياخد على مزاجه”، وقس على هذا المثال، ارتفاع كل الأسعار الأخرى، بما فيها “البيجامات”.
اقرأ أيضاً: أجرة تكسي وصلت إلى 30 ألف ليرة بعد رفع أسعار البنزين