الكرد: نريد الاستقرار وليس المزيد من الحروب، لكننا مستعدون لما قد يحدث
سناك سوري – ترجمة: نجيب الشوفي
نشرت صحيفة “The Times” البريطانية تقريراً تحت عنوان “الأرض التي أخذناها هي أرضنا، على حد قول الكرد السوريين المنتصرين” وجاء في افتتاحية التقرير إن الكرد قطعوا العهد بـ «المقاومة حتى النهاية» ضد أي محاولة للانقضاض عسكرياً على مناطقهم البالغة مساحتها 25 % من الأراضي السورية والتي سيطروا عليها بعد انتصاراتهم على تنظيم “داعش”.
وأورد “أنتوني لويد” مراسل “The Times” في تقريره تصريحات منسوبة لمواطنين سويين كرد، حيث قال “عبد القادر عدفيلي” نائب قائد قوات “الدفاع الذاتي والتي يقودها الكرد والبالغ عددها 50 ألف شخص، «إننا نعيد بناء جيشنا ليكون مستعداً للتعامل مع أي تهديد من أي شخص يريد غزو المدن التي حررناها إلى جانب التحالف الدولي»، وأضاف «إن الأتراك والإيرانيين والحكومة السورية سيكونون سعداء بأخذ كل ما كسبناه، ونحن نحاول تحقيق الاستقرار وليس خلق المزيد من الحروب، ولكن يجب أن نكون مستعدين لما سيحدث بعد ذلك، فلدينا الإرادة والقدرة على حماية كل ما حررناه».
اقرأ أيضاً: “قسد” تستغل النساء العربيات لتعزيز سيطرتها على شمال سوريا
وكانت صحيفة “التايمز” قد أجرت مقابلات مع عدد من الشخصيات الرئيسية في المؤسسات السياسية والعسكرية الكردية شمال سوريا الشهر الماضي، وذكر جميعهم أن استمرار وجود القوات الأمريكية في المنطقة أمر ضروري لمنع حدوث مرحلة جديدة من الحرب.
وقال “مايكل ستيفنس” الباحث في دراسات الشرق الأوسط في “المعهد الملكي للخدمات المتحدة” إن «الكرد يريدون نوعاً من التعايش مع الحكومة السورية ولكنهم مستعدون للقتال إذا لم يحصلوا على ذلك، وقد يؤدي الأمر إلى حرب قادمة لن تكون في مصلحة أي من الجانبين، فكلاهما مدجج بالسلاح ويملك الحلفاء».
ونوه التقرير بأن الكرد يعتبرون الحليف الأكثر موثوقية على الأرض السورية من قبل قادة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة – على الرغم من كونه عدو لتركيا – وتشكل مكاسب “الإدارة الذاتية” تقريباً جميع الأراضي السورية على الجانب الشمالي من نهر الفرات، بما في ذلك أكبر حقول النفط في البلاد ومحطات الطاقة الكهرمائية وهو ما سيضع الحكومة السورية في وضع حرج ومضطرة لقتالهم.
اقرأ أيضاً: تأجيل انتخابات الفدرالية شمال شرق سوريا ماذا تغير ؟
وأضافت الصحيفة “الكرد السوريون يقولون بأنهم لا يريدون دولة مستقلة، كل ما يريدونه هو درجة من الحكم الذاتي داخل سوريا، وهم يعترفون بأن استفتاء العام الماضي حول استقلال الكرد في العراق كان انتحاراً سياسياً، وقد كلفهم هزائم سياسية وفقدان السيطرة على مناطق أخرى،ويقول “عمر علوش” العضو البارز من “المجلس المدني في الرقة”: «نحن لا نحاول تقسيم الأراضي السورية في الوقت الذي يحاول فيه الكرد العراقيون تقسيم العراق، لقد توقعنا المصير الذي لقيته كل من “كركوك” و “كاتالونيا” قبل وقوعه بوقت طويل، وليس في رؤيتنا الاستقلال فمن الصعب جداً كسب الحلفاء والأصدقاء إن فعلنا ذلك وكل ما نريده هو بعض الاستقلالية».
ووافق “الدار خليل” وهو شخصية بارزة داخل “الإدارة الكردية السورية الذاتية” على ذلك وقال «إننا في وقت خطيرٍ جداً، كما هو الحال قبل ولادة داعش»، وأضاف «إننا لا نعتمد كلياً على الأميركيين لأننا نقاتل منذ وقت طويل قبل أن يأتوا لكننا نشعر بالثقة من أن النظام الايراني والحكومة السورية لن يتجهوا للسيطرة على كل سوريا في ظل الوجود الأمريكي».
اقرأ أيضاً: واشنطن تتجه للاعتراف الدبلوماسي بمناطق “قسد” شمال شرق سوريا
وعلى الرغم من أن الكرد السوريين حذرين جداً تجاه نوايا دمشق العسكرية، إلا أنهم يعتقدون بأن تركيا، تحت حكم الرئيس أردوغان، تشكل التهديد الأكبر عليهم حيث نوه “الدار خليل” «سيكون من الغباء التركي شن هجوم بري علينا ولكنه أمر قابل للحدوث وإذا ما حدث ذلك فإننا سنقاوم حتى النهاية ومهما كانت النتائج التي قد تحدث لنا».