الفن الشعبي في سوريا.. وحكاية الوصول إلى العالمية
أبرز فناني اللون الشعبي في سوريا.. من فؤاد غازي وحتى عمر سليمان مروراً بـ علي الديك
حظي كثير من مطربي الفن الشعبي في سوريا، بشهرة تجاوزت حدود مناطقهم وبلدهم. لتصل إلى العالم العربي، مثل الراحل “فؤاد غازي” فيما وصل آخرون إلى العالمية مثل “عمر سليمان”. ليثبت الفن الشعبي بأنه قادر على تحقيق الانتشار الواسع.
سناك سوري _ دمشق
وأصبح الفن الشعبي بمثابة هوية تُميز منطقة الفنان المؤدي له. ويسعى مؤدوه الأصليون ومن بعدهم جيل الشباب إلى ترديد الأغاني في كافة مناسباتهم.
ومن أبرزهم حالياً “عمر سليمان” ابن الجزيرة السورية، والذي بات علامة فارقة إذ وصل بزيه ونمطه الغنائي. إلى أقاصي الكرة الأرضية، وأحيا العديد من الحفلات في الدول الأوروبية وأمريكا وبعض البلدان العربية.
وكان صاحب الصيت الأكثر انتشاراً على حساب أسماء كثيرة، غنت اللون الشعبي، من مدن الجزيرة المختلفة أمثال “دياب مشهور” الذي لم يكن أقل شهرة محلياً ولكن لفترة محدودة.
ومن الفنانين الشعبيين في تلك المناطق نذكر “نبيل الآغا، ابراهيم الجراد، محمد الهزاع”.
التلاوي .. الأكثر شهرة في “إدلب”
عُرف “أحمد التلاوي” بصوته الشجي الملائم لهذا اللون، وقدم باقات منوعة من الأغاني الشعبية والعتابا، دارت مواضيعها بين الغزل والحب ووجع الفراق. وتجاوز اسمه حدود مدينته “سراقب” بريف “إدلب” ليزور غالبية المدن السورية بلونه الشعبي.
فؤاد غازي.. أبرز فناني المنطقة الوسطى
وانتقالاً من الشمال والشرق السوري وصولاً إلى قلب البلاد، والمنطقة الوسطى التي كان لها نصيب كبير بالأغاني الشعبية. وصدّرت العديد من الأصوات القوية التي حفرت مكانها في ذاكرة محبي هذا اللون الغنائي.
فكان فؤاد غازي الملقّب بـ”فؤاد فقرو“ نسبةً إلى قريته بسهل الغاب، فناناً مهّد الطريق أمام عشرات ممن انتهجوا هذا اللون، وساهم بأغانيه، ومواويله في تعريف الناس بشكل إضافي عليه وإثبات وجوده.
كذلك لم يكن “عادل خضور” بعيداً عن الأول، فمنذ ثمانينيات القرن الفائت، بذل جهده بالحفاظ على تراث تلك المناطق. قادماً من قرية أم الطيور” التابعة إدارياً لمدينة “حماة”.
وقدم عشرات الأغاني وأبيات العتابا التي مازالت تُغنى للآن بصوته وبأصوات جيل الشباب الذي اعتنق هذا النوع الغنائي. كما هو الحال مع “عيسى نعوس” الحاضر بأغانيه الشعبية الخاصة، المرددة في غالبية حفلات الأعراس.
وإضافة لـ”غازي” و”خضور” انتشر في محافظات حماة وحمص، العديد من الفنانين الشعبيين الذين اقتصر حضورهم على مناطقهم.
كما حصل مع “غازي شيخ السوق وأبو مروان الطش” في حمص، و”حسن منصور وأبو ربيع” في سهل الغاب.
بسام البيطار.. بركان العتابا يطل من الساحل
لمع اسم الراحل “بسام البيطار” على مدار سنين طوال، مصدراً الفن الشعبي والعتابا بصوته المميز، دون أن يجيد أحد إتقان ما غناه. ورغم ذلك لم ينل الشهرة التي يستحقها مقارنة بغيره من الأسماء المؤدية لهذا النمط.
واشتهر العديد من المطربين في الساحل السوري بحسن أدائهم للأغاني الشعبية، ولكن نسب الوصول اختلفت بينهم. كلٌّ وطريقة التسويق والدعم الإنتاجي الذي حصل عليه.
ونذكر “شادي ياسمين” الذي بقي محصوراً في نطاق مدينته “اللاذقية”، ومثله “سليمان الشعار” الذي انتشرت أغانيه في “طرطوس” وقراها. عبر جملة من الأغاني الشعبية المعبرة عن حياة وطبيعة أفراد بيئاتهم.
خلافاً لما حصل مع عائلة “الديك” سواء “علي” أو أشقاؤه، والذين وصلوا بأغانيهم إلى دول عربية وغربية. كممثلين عن الفن الشعبي السوري. كذلك الأمر بالنسبة لـ “وفيق حبيب”.
في حوران.. حسام اللباد أكثرهم وجوداً
إلى جنوب البلاد ومطربي تلك المناطق ، حيث سعى عدد من المطربين الشعبيين لإحياء تراث بلداتهم، ومنهم “أحمد القسيم، أحمد البداح، فرج قداح”. وغيرهم.
إلا أن الفنان الشاب “حسام اللباد“ حصد مكانة مختلفة عنهم، نتيجة تواجده الدائم عبر منصات التواصل، والرعاية الإنتاجية. التي تلقاها وخروجه من دائرة الحفلات المحلية واعتماده على الإعلان وعرض أغانيه على طريقة الفيديو كليب لزيادة انتشاره. وترويجه لما يقدمه في عالم الغناء الشعبي الحوراني.
ويعتمد الفن الشعبي في سوريا على إشاعة جو من الفرح تتخلله الدبكات الشعبية، إضافة لقوة صوت فنانيه، وربما هذا ما شكلّ فرصة ذهبية لرواده للانتشار. وتحقيق شهرة واسعة داخل وخارج البلاد.