
أثار قرار عمادة كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق، القاضي بعدم السماح باستخدام “الموديل العاري” في مشاريع التخرج وأعمال النحت والتصوير والحفر، جدلاً واسعاً بين طلاب الكلية وفنانيها، القرار الذي شدد على منح علامة الصفر في حال المخالفة، بررته العمادة بأنه ينسجم مع “ثوابت المجتمع وقيمه الأخلاقية”، إلا أن التبرير لا يبدو أنه أقنع الجميع!
سناك سوري-دمشق
“بلال باكير” الذي عرّف عن نفسه بأنه طالب في كلية الفنون الجميلة، أعرب عن رفضه للقرار لأنه يختصر الفن بالمسموح، والطالب بالخوف، ويجعل الجامعة أداة رقابة، مطالباً بإلغائه فوراً، وفتح «نقاش علني حول حرية التعبير الفني، ومكان الجسد في التعليم الأكاديمي، خصوصاً قبل مواعيد مشاريع التخرج التي يعملون عليها الطلاب منذ فترة، وأصبحت شبه كاملة».
وفي التعليقات نقل “بلال” اعتراضاً من طلاب الكلية أكدوا فيه رفضهم للقرار، لعدة أسباب من بينها أنه جاء منفرداً بدون استشارة طلاب الكلية، وكون القرار يشكل عائقاً أمام الطلاب في ممارسة فنونهم وفق المناهج العالمية المتعارف عليها.
إضافة إلى أن القرار “انفصال” عن الواقع الفني والأكاديمي” حسب تعبيرهم، وقالوا: «إننا نعتبر هذا القرار امتداداً للفكر المتشدد الذي بات يشكل خطراً على الإبداع والحرية الأكاديمية، ووباءً يهدد قيم المجتمع السوري الذي عُرف عبر تاريخه بانفتاحه وغناه الثقافي والفني».
مطالبين بالتراجع الفوري عن القرار، واحترام خصوصية كلية الفنون الجميلة، وإشراك الطلاب والأساتذة في القرارات الجوهرية.
بدورها “صفحة حراك طلابي”، أصدرت بياناً أعربت فيه عن تضامنها مع طلاب وطالبات كلية الفنون الجميلة، وطالبت بإلغاء القرار، وأضافت: «نحن في الحراك الطلابي نعتبر هذا القرار انتهاكاً صارخاً للحرية الأكاديمية، ومساساً باستقلال المناهج التعليمية التي تهدف أساساً إلى صناعة معرفة إنسانية شاملة».
وطالبت بتقديم اعتذار علني باسم وزارة التعليم العالي وعمادة كلية الفنون الجميلة، كذلك أن تلتزم الوزارة أمام الرأي العام باستقلالية المؤسسات الأكاديمية والمناهج التعليمية بعيداً عن أي تدخل أو قيود.
وتحدثت الصفحة عن وقفة احتجاجية لطلاب الكلية داخل حرم الجامعة اليوم الإثنين، واعتبرت أنها حق مشروع للطلاب.
بدوره الفنان التشكيلي “محمد خياطة”، وصف القرار بالمعيب بحق التدريس في الكلية، وقال: «موضوع التشريح و الجسد موضوع أساسي في تدريس الفن … هو مالو كماليات و لا الو علاقة بثوابتنا الأخلاقية و المجتمعية».
وكان للفنان التشكيلي “أكثم سلوم” رأي مختلف، ووجه تحية لصديقه “فؤاد دحدوح” عميد الكلية الذي وقع القرار، وقال إنه “الرجل المناسب في المكان المناسب”.
وأضاف: «هذا القرار ليس قراره واذا كان قراره فأنا معه لأنه يعرف ما يفعل انت كي تكون سياسي يجب أن تداري، الطالب إذا لم يجتهد ويثابر على نفسه بشكل فردي لن تخدمه كلية الفنون الجميلة لو وضعت له ألف موديل عاري».
وبينما يستعد طلاب الكلية لتنفيذ وقفة احتجاجية داخل الحرم الجامعي يوم الاثنين 18 آب الجاري، يظل الجدل مفتوحاً حول حدود الحرية الأكاديمية ودور الجامعة بين الحفاظ على قيم المجتمع وبين الالتزام بالمناهج الفنية المتعارف عليها.
سبق أن أقدم طلاب الكلية عام 2019 بنحت تمثال “عشتار” على شجرة في “دمشق” ما خدش الحياء العام ودفع مديرية الثقافة لإزالة المنحوتة مراعاة للمعتقدات ومنعاً لإثارة الغرائز وخدش الحياء على حد تعبيرها حينها.