سناك سوري-خالد عياش
حالة من الغموض تلك التي تعيشها محافظة إدلب، فبينما كانت المدينة وأهلها يستعدون لتلقي نبأ بدء الحرب فيها، بدأت الأخبار تتوارد عن دخول وفد من الجيش التركي بمرافقة وفد من هيئة تحرير الشام إلى ريف حلب الشمالي بالقرب من عفرين قالوا إنه للتفاوض، بينما أكدت مصادر خاصة لـ سناك سوري حدوث اتصالات بين رئيس حكومة الداخل محمد الشيخ والأتراك وصلت إلى توافقات لم يتم الكشف عنها لكن بحسب المستجدات يبدو أنها توافقات حول الدخول إلى إدلب بدون مواجهات مقابل احتفاظ كل طرف بمكاسبه.
وقال شهود عيان لـ “سناك سوري” إنهم شاهدو سيارات عسكرية تركية تدخل إدلب عبر معبر أطمة الحدودي، في الوقت ذاته انقسمت إدلب بين مؤيد ورافض للتدخل التركي.
يتزامن ذلك مع تصريح وزير الخارجية التركية “مولود جاويش أوغلو” الذي أكد في تصريح له أن الهدف من دخول إدلب هو لمنع حدوث أي اشتباكات، ولضمان عملية التسوية السياسية، في حين كان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد أعلن يوم أمس 7-10-2017، إطلاق عملية عسكرية لتحرير إدلب من هيئة تحرير الشام عبر فصائل الجيش الحر بمساندة الطيران الروسي.
وسرعان ماردت هيئة تحرير الشام على الإعلان التركي بإصدار بيان هددت فيه الفصائل المشاركة بالعملية العسكرية بالقول إن إدلب لن تكون نزهة، واتهمت الفصائل بالخيانة نظراً للقبول بمساندة الطيران الروسي في عملية إدلب.
وكانت مصادر مقربة من تحرير الشام قد ألمحت لحدوث اتفاق مع تركيا يتضمن خروج عناصر الهيئة إلى المناطق القريبة من عفرين، دون أي تأكيد رسمي من قبل قيادات تحرير الشام حول موضوع الاتفاق.
يحدث هذا في الوقت الذي بدأت به وسائل الاعلام التركية بالترويج للعملية العسكرية في إدلب حيث قالت صحيفة “ديلي صباح” التركية إن المدفعية التركية بدأت صباح اليوم الأحد بتقديم الاسناد الناري لفصائل الجيش الحر التي تستعد لاقتحام إدلب.
إلا ان الواقع على الأرض يشير إلى سقوط 4 قذائف فقط على الطريق بين معبر باب الهوى وقرية عقيربات الحدودية، دون وقوع أي إصابات أو حتى استهداف مقوع عسكري.
وبحسب مارصد “سناك سوري” فإن تعزيزات تركيا تتركز على المعابر الحدودية بشكل رئيسي، فيما قالت مصادر إن تركيا تريد السيطرة على المعابر من الطرفين السوري والتركي.
يذكر أن القلق ينتاب الأهالي الذين يفضلون أي حل سلمي على المواجهة العسكرية التي من شأنها أن تزهق أرواح آلاف المدنيين نظراً لطبيعة المنطقة والتداخلات فيها.