الغلاء ورفع الدعم يغيّب التونة المنزلية عن مؤونة أهالي بانياس
تكاليف رحلة الصيد ترتفع من 20 إلى 200 ألف ليرة.. والنتائج غير مضمونة
لم تعد وجبة التونة المنزلية التي اعتاد أهالي “بانياس” تخزينها في مؤنهم ضمن قدراتهم المادية بعد أن ضربتها موجات الغلاء.
سناك سوري- نورس علي
يقول “عصام طه” 40 عاماً لـ سناك سوري أن عائلته لم يعد بمقدورها طهو وجبة التونة وتخزينها لليالي الشتاء الباردة. وذلك بعد وصول سعر كيلو سمكة البلميدا إلى حوالي 65 ألف ليرة.
ويوضح” طه” وهو بائع أسماك في ساحة السمك بـ” بانياس”. أن تكلفة تجهيز الوجبة في المنزل باتت أكبر من شراء التونة المعلبة. رغم الفارق الكبير من حيث النكهة والكمية بين الوجبتين وفق حديثه.
وتابع “طه” قائلاً “يعني حتى هي الوجبة التراثية يلي النا عشرات السنين بنعملها واشتهرنا فيها كصيادين انحرمنا منها نتيجة ارتفاع تكاليف الصيد وتوقف وهجرة الكثير من الصيادين”.
الوجبة التي تعد جزءاً أساسياً من تراث “بانياس” لم تعد حاضرة بكثرة في مؤن المنازل. وبحسب “طه”فقد كان أهالي المدينة يخزنون كميات منها للشتاء الذي يصعب الصيد خلاله بسبب ارتفاع الموج.
وكان سعر كيلو سمك البلميدا سابقاً بحسب الصياد” خالد خليل” نحو 15 ألف ليرة. وكان بمتناول الجميع وضمن قدراتهم المادية، ولكنه ارتفع حالياً ليتجاوز 65 ألف ليرة.
ويعود السبب برأيه لارتفاع تكاليف الصيد وخاصة مادة المازوت اللازمة لتشغيل المراكب. ناهيك عن أسعار الشباك. فبعد أن كانت مخصصات المازوت لمراكب التشغيل مدعومة كما المازوت الزراعي باتت اليوم خارج الدعم وسعر الليتر يتجاوز 12 ألف ليرة. وهذا يرفع تكاليف رحلة الصيد لحدود 200 ألف ليرة وأكثر بحسب حجم المركب ومحرك الديزل خاصته، بعد أن كانت لا تتجاوز 20 ألف ليرة.
كما أن الرحلة وفق “خليل” غير مضمونة النتائج فقد يعود الصياد دون صيد أي نوع من السمك، مما يعرضه للخسارة المستمرة فيتوقف عن ممارسة الصيد، وإن عاد بصيد جيد ستكون الأسعار مرتفعة لارتفاع تكاليف الرحلة.
الصياد “يحيى شحادة يحيى 75 عاماً” قال أنه كان ينتقي سمكة بلميدا كبيرة زنة 5 كيلوغرام تقريباً وينظفها ويزيل جلدها ويقطعها بشكل متناسق. ويقوم بوضعها في المياه التي تغلي مع نصف ليمونة حامضة ونصف بصلة يابسة، ويتركها حوالي ربع ساعة ويرفعها من المياه ويتركها حتى تبرد وتتبخر منها المياه نهائياً.
ثم يقوم بوضعها في وعاء زجاجي ويضع فوقها زيت الزيتون والثوم مع قليل من الملح لحفظها أطول فترة ممكنة، وحين الرغبة بتناولها يضاف إليها الحامض فقط.
يعاني الصيادون من ارتفاع تكاليف مستلزمات رحلة الصيد من مازوت وشباك وتعمير المراكب سنوياً، مما انعكس على ارتفاع كبير في أسعار الأسماك بشكل عام وتراجع مبيعاته كحال معظم السلع التي ارتفعت لمستويات غير مسبوقة.