لم تجد ربّات المنازل ومن ليس لديهم دخل إلا أفران الخبز العربي والطبخ إلا هذه الفرصة للحصول على لقمة العيش. ودخلنَ على خط الحاجة للغاز مثلهم مثل المطاعم والأفران. الذين يقعون تحت رحمة السوق الحرة والسعر الذي يفرضه عليهم.
سناك سوري-رهان حبيب
“ابتسام ” ٤٥ عاما من “السويداء” أسست فرن للخبز العربي ومطبخ للمأكولات المنزلية بعد وفاة زوجها. وباشرت العمل منذ خمس سنوات ووفق حديثها لـ”سناك سوري” كل عام تقل المخصصات عما سبقه.
في العام الفائت ومن خلال التعامل بالرسائل حصلت على أربع جرار غاز كبيرة هي مخصصاتها لأسبوع تكفيها بالكاد لعدة طلبيات. من المناسف العربية للولائم والخبز العربي، وتقول لـ”سناك سوري” إن الانتظام بالرسائل لم يستمر كثيرا لتصل الرسالة كل 40 يوماً تقريباً، وباتت بحاجة للسوق السوداء بأسعار ارتفعت من مئة إلى ١٢٠ فـ١٤٠حاليا للجرة المنزلية.
تضيف: «اليوم تاجر الغاز بالسوق السوداء، يسرق تعبي وجهدي ففي معادلة بسيطة كنا نعد منسف من أربعة فراريج من الملاحية الأكلة الشعبية بمئة ألف العام الفائت وكلفة الغاز فيها 4500 ليرة. بينما اليوم وبصرف النظر عن ارتفاع سعر الفروج فإن كلفة الغاز لوحدها 30 ألف ليرة ولو توفر الغاز النظامي لكانت الكلفة 9 آلاف ليرة فقط». لافتة أن المنسف يحتاج إلى 5 ساعات على الغاز.
اقرأ أيضا: معن عبد الحق يسخر من أوروبا بسبب أزمة الغاز والكهرباء
“ابتسام” أوقفت رخصة الخبز العربي وأبقت على رخصة المطبخ مع العلم بتراجع الطلب إلى نسبة الربع لأنها إن توقفت وفق حديثها. لن تتمكن من إطعام أسرتها وتضيف «اليوم نعمل بلقمتنا فقط، ولا نتمكن من تأمين أي متطلب إضافي وخطر التوقف يلاحق مشاريعنا».
الجميع وفق “أيسر” صاحب أحد مطاعم المدينة للفروج والشاورما اضطر لرفع السعر بسبب عدم الحصول على الكمية من الغاز. أي أن سيخ الشاورما الذي يبيع ٥٠ سندويشة يستهلك جرة غاز ثمنها في السوق السوداء قارب ١٤٠ ألف. اضطر لتحميل ألف ليرة على كل سندويشة كي لا يعمل بالمجان أو يقفل مطعمه.
يضيف: «خيار طهي سيخ صغير جاء بسبب السوق، ونقص الطلب اليوم، حيث وصل سعر السندويشة من لحم الدجاج ٧ آلاف ليرة بعد أن كانت العام الماضي ٣٠٠٠. ليس فقط بسبب ارتفاع سعر الفروج فقد جاء انقطاع الغاز بأثر سلبي إضافي مع العلم أن انضاج سيخ كبير أو صغير يستهلك ذات الكمية وبسبب الغلاء وتراجع القدرة الشرائية نتعرض للخسارة».
لا يمتلك “أيسر” الكثير من الخيارات، فإما التوجه للسوق السوداء أو إيقاف العمل، وفي كلا الخيارين قسوة تكفي وتزيد. ويضيف: «التوقف غير ممكن فهناك أسر تعيش من هذا المطعم ولا بد من شراء الحر والبديل عن تحميل فارق السعر على المنتج».
يوضح “أيسر” الكلفة ويقول إن ثمن الفروج المشوي اليوم 40 ألف ليرة منها 8500 ليرة كلفة الغاز، التي لن تتجاوز 1500 ليرة في حال حصل على الغاز بالسعر الرسمي.
وحذر صاحب المحل من أن استمرار الحال بهذه الطريقة، سيؤدي إلى توقف المطاعم وهذا ما سيدمر المهنة ويعرّض أصحابها لخسائر فادحة.