العلاج بلسع النحل.. طب شعبي يزداد انتشاراً في سوريا
وأنتم هل من الممكن أن تخضعوا للسع النحل بقصد العلاج؟
تشهد العديد من المدن شرق وشمال شرق سوريا انتشار ظاهرة العلاج بلسع النحل، والتي تشهد إقبال شريحة من المرضى عليها، الذين يرون فيها خلاصهم، في حين يرفضها البعض الأخر ويفضلون العلاج الطبي الحديث، لكن ماذا عن رأي مدير الصحة فيها؟.
سناك سوري – عبد العظيم عبد الله
استقر المهندس الزراعي “أنس القاسم” في مدينة القامشلي عام 2011 نازحاً من دير الزور ونقل معه إلى مكان إقامته الجديد تخصصه في العمل بمجال النحل، إلا أنه في العام 2017 بدأ اهتمامه بالعلاج عبر لسع النحل وقرأ حوله عبر الانترنت، يقول “القاسم” لـ سناك سوري إنه تابع الحركة العلمية بهذا المجال خاصة من المصريين و أبرزهم الدكتور المصري “أسامة الأنصاري”، الذي كتب أول كتاب للعلاج بلسع النحل على مستوى العالم العربي عام 2003 «حيث حصلت على نسخة منه، و تابعت كثيراً عن طريق الجمعية المصرية للعلاج بلسع النحل، لاحقاً تابعتُ عن طريق الجمعية السورية التي تأسست 2017».
باشر “القاسم” علاج المرضى عام 2018 ويستقبل اليوم عشرات المرضى كما يقول، مشيراً أن هناك قصصاً كثيرة وحقيقية لمواطنين حصلوا على العلاج وبعضهم أحياء يرزقون، أهمها موضوع الأورام وسرطانات الدم والفقرات، وذلك بموجب مخطط يصفه بالعلمي يعتمد عليه، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 25 مرض يعالجه بلسعات النحل، ويتم العلاج عبر لسعة النحلة لأماكن محددة علمياً، عبر جلسات ومراحل علاجية.
تكاليف العلاج بهذا النوع من التداوي، يكون حسب الحالة وفق المعالج، مضيفاً أن علاج مرضى الأورام غالبا مايكون مجانيا في حال كان المريض لا يمتلك المال الكافي، مضيفاً أن كلفة العلاج الشهرية تبلغ نحو 100 ألف ليرة سورية، وترتفع في حال كان العلاج يتم بإشراف طبي، وغالبا كل الحالات تتم معالجتها بإشراف طبي، علماً أن بعض الحالات يستغرق علاجها نحو 6 أشهر.
“عبد المنعم العنزي” شاب من القامشلي التقينا به في مركز العلاج بلسع النحل، يقول إنه مريض في عموده الفقري وقد خضع للعلاج عبر 12 جلسة لسع بالنحل بمعدل 3 جلسات أسبوعياً على مدى 30 يومياً ويتحدث عن تحسن في حالته حالياً.
يبدو أن أمراض الظهر بشكل رئيسي هي من أكثر ما يتم علاجه بهذه الطريقة الشعبية المنتشرة، أيضاً في “دير الزور” وحتى أقصى ريف الحسكة في بلدة القحطانية، التي جاء منها “اسماعيل المحمد” للعلاج بلسع النحل وهو حلاق رجالي يقف ساعات طويلة في محله، ما أدى لإصابته بمرض ديسك ويتعالج عند “القاسم”.
لسع النحل مؤلم ويتطلب تحملاً من قبل الذين يتعرضون له، ويقول بعض من يخضع لهذا العلاج، إنهم يتحملون آلاما شديدة يصابون بها، ويتحدثون عن شفاء حصلوا عليه لاحقا، أحدهم روى عن جاره أنه عالج مشكلة الصلع بهذه الطريقة وأن شعره عاد للنمو من جديد بعد “لسع النحل”.
اقرأ أيضاً: 5 عادات طبيّة لن تصدّقوا أنها لازالت موجودة في سوريا
ذهبنا إلى مدير صحة الحسكة الدكتور “عيسى خلف” للحصول على رأيه العلمي بهذا العلاج، حيث قال إنه كطبيب لا يتعامل مع المريض إلا وفقاً لأسس علمية وطبية، وأضاف أن البعض قد يتحسس من لسع النحل وقد يكون لهذا العلاج، آثار جانبية كما للكثير من الأدوية آثار جانبية أيضاً، وبالتالي لابد من اتخاذ تدابير قبل العلاج باللسع بالنحل.
لا يقتصر هذا العلاج على سوريا فقط، وهو منتشر في مصر وفلسطين المحتلة وإلخ من دول المنطقة، وسط جدل حول فاعليته وآثاره الجانبية، إلا أن المواطنين الذين يراجعون هذه العيادات الشعبية لا يهتمون لهذا الجدل ويبحثون عن أي علاج لهم.
وأنتم هل من الممكن أن تجربوا هكذا علاج وما رأيكم به؟
اقرأ أيضاً: “دير الزور”.. حين تكون ابن المدينة التي تداويك باللسعات!