سناك سوري-خاص
بعد 11 عاماً من المحاكمة أقفل القضاء ملف المعارض السوري “فاتح جاموس” بشكل نهائي، بعد أن رفضت القاضية المكلفة بملفه تهمة الجناية واعتبرت القضية “جنحة” وطالبت تشميلها بأحد الاعفاءات السابقة.
11 عشر عاماً أمضاها الرجل ما بين السجن والتحقيق انتهت باعتبار الأمر مجرد جنحة وذلك بحسب منشور له على صفحته في فيسبوك قبل ساعات.
وماذا تعني 11 عاماً ذهبت من عمر أحد المواطنين السوريين في حسبان الحكومة؟!، إنها لا شيء بالتأكيد فعامل الوقت لم يكن يوماً مهماً لدى الجهات الحكومية، يقول “جاموس” وهو رئيس تيار طريق التغيير السلمي: «المحكمة المعنية كانت نموذجا غريبا وشاذا في الاتهام السياسي الكيدي والرهابي والثأري والحاقد أيضا من جهة السلطة وتحديداً تجاه خط ومنظومة ومنطق المعارضة الوطنية الداخلية العقلانية والجادة، إذ أنني بعد سجن طويل للمرة الأولى زاد على ثمانية عشر عاما أمام محكمة أمن الدولة، وآثار عقابية قاسية جدا خاصة في الحقل المعيشي. سجنت مرة ثانية وثالثة، وفي كل مرة محكمة واتهامات خطيرة وسجن بتفاصيل رهابية مؤسفة».
ورغم كل ذلك إلا أن “جاموس” الذي سجن سابقاً 6 أشهر بسجن عدرا رأى أن التهمة الأخيرة التي تعرض لها فاقت كل حد، حيث اتهم بإثارة النعرات الطائفية وإصابة الأمة والدولة بـ “الوهن”، وقد ربط هذه التهم بمشاركته في مظاهرة احتجاجية تنديداً بمقتل ابن قريته بسنادا الضابط في “الجيش السوري” “حسان الشيخ” على يد “سليمان الأسد” وقال: «من جنحة بداية (أي قبل 11 عاماً) إلى جناية منذ أقل من عامين وعلى الأرجح بعد مساهمتي بنشاط احتجاجي بعد جريمة قتل الضابط “حسان الشيخ” من قريتنا بسنادا وتركيزي على ما يسمى بظاهرة التشبيح المحمية بصورة أو بأخرى في جغرافيا الدولة وتدمر هيبتها».
ولم يصعّد “جاموس” في التعاطي مع هذه القضية ورأي أن التصعيد والتعبئة الكبيرة لن يضيفا الكثير لتاريخه الشخصي الكفاحي في مواجهة نمط التسلط الديكتاتوري كما أنها لن تخدم كثيراً في الخروج من الأزمة، والكلام من منشوره الذي جاء فيه أيضاً: «بالطبع لم أشعر بلحظة أمان واحدة مع المحاكم الـثلاثة، متمنيا الآن أن أنشر نصوص دفاعاتي الثلاثة أيضا، متمنيا أن تعود لي كامل حقوقي التي لا يزال منطق القمع والحقد والثأرية يأكلها خاصة في الحقل المعيشي على الرغم من إلغاء الشيء الذي كان يسمى محكمة أمن الدولة، لتبقى آثارها العقابية علي وعلى كثيرين خاصة من حزبنا حزب العمل الشيوعي».
ووصف “جاموس” قرار الجهات المعنية إقفال ملفه والقضية بـ “الجيد” راجياً أن تقفل كل الملفات القمعية التي تخص معارضين ومواطنين آخرين، ووجه الشكر لكل من سانده ودعمه طيلة سنوات محاكمته وسجنه، وقال: «سأنام بعد زمن طويل بدون شعور محكمواتي، سأنام بدرجة كبيرة من الأمان الغائب، هذا ليس مبالغة، وليس وهماً كنت في قلب قضية وليس على ضفافها وأرجو ان تنتهي من القاموس السوري».
“جاموس” الذي اعترف بالتعب الذي سببه لأسرته جراء “معارضته” أكد أنه من الممكن أن يتسبب لهم بمتاعب جديدة مستقبلاً، واعتبر أن إعادة الوطن السوري الموحد يتطلب انطلاق مسار الحوار الوطني الداخلي وإطلاق جبهة واسعة لمواجهة وهزم الأصول الفاشية والاحتلالات، والتغيير التدريجي الجدي والتراكمي الآمن في طابع السلطة الاحتكارية والقمعية إلى سلطة ونظام ديموقراطيين.
وبناء على كلام “جاموس” الأخير يبدو أن تسببه بالتعب لأسرته لم ينتهي، وإنما بدأ الآن بحلة جديدة.