العتالون: قصة الرجال الذين يحلمون برغيف الخبز
لا ضمان ولا طبابة، وازدراء المجتمع لهم، والحكومة لا من شاف ولا من دري.
سناك سوري – متابعة ضياء الصحناوي
حولت “الحرب السورية” عدداً من الأطفال الصغار إلى رجال بسرعة قياسية نتيجة الفقر والدمار الذي أصاب عائلاتهم، وبات رب المنزل بحاجة لمن يرعاه، فلجأوا إلى “العتالة”. حيث يفترش عدد كبير من الشبان ساحات المدن، والأماكن المعروفة التي يلجأ إليها طالبو العمال للتفريغ والتحميل والعتالة لكي يؤمّنوا قوت يومهم، بينما يقبع آخرين في “أسواق الهال”، وأمام المصانع الكبرى لنفس الغاية دون أن يلتفت إليهم أحد، أو يحفظ حقوقهم وإنسانيتهم.
ويطلق على هذه المهنة اليومية “العتال”، أو “العتالة” التي ليس لها أي ناظم قانوني أو حقوق تحفظ تعبهم، والتي يتحكم بها أصحاب المال والتجار الكبار، وشروط صاحب العمل هي الكلمة الفصل في هذا المضمار، رغم صدور تعميم حكومي لتنظيم آلية قانونية لعمل “العتالة” دون تحقيق أي شيء على الأرض، وفقاً لصحيفة الجماهير.
الملاحظة التي تدعو للدهشة هي في عتالي “القطاع العام” الذين يعملون “ع الطلب”، بلا ضمانات صحية أو تأمينية، وفي حال الإصابة فإن هذا العتال الخارج من اهتمام الحكومات السورية لا يجد أمامه إلا اللجوء إلى الله.
“النحت بالصخر” هي عبارة معروفة لتحصيل 600 ليرة لإفراغ الطن الواحد من الأكياس الكبيرة، وتتضمن إدخالها إلى المستودع وترتيبها أيضاً. وطلبهم هو في توجيه الشركات والمؤسسات التي يوجد فيها أعمال عتالة بضرورة رفع الأجور لتوازي حجم العمل، والطلب من “اتحاد العمال” إنشاء نقابة لتحفظ حقوقهم، للتخلص من الازدراء الاجتماعي وقسوة المعاملة، كونهم عمال غير مرخصين أصلاً. وفقاً لنفس الصحيفة.
العتالين المتمرسين هم من رفعوا الصوت عالياً هذه المرة، كون العتالين القاصرين ما زالوا يأخذون باعتبارهم أنهم أشداء وقادرين على العمل وإنتاج ثمن الخبز اليومي، خاصة بعد أن باتت المدارس خلف ظهرهم، لكن إلى متى؟ ، وهل هي مسؤوليتهم هذه الفترة بالتفكير في مستقبلهم؟.
إقرأ أيضاً عمال “لاميرا” يتساءلون عن مصير قرار تثبيتهم… ويخشون الواسطات