الطفل شادي.. من مدمن شم شعلة إلى طالب يطمح بالجامعة
صدفة غيرت حياة “شادي”.. كم “شادي” آخر ينتظر من يغير حياته في شوارع البلاد؟
سناك سوري-متابعات
نجا “شادي” 13 عاماً من الشارع، بعد أن غيرت صدفة مجرى حياته للأبد، حدثت عقب لقائه بإحدى المتطوعات في جمعية حقوق الطفل بالعاصمة “دمشق”، لتأخذه لمقر الجمعية ويبدأ حياةً جديدة هناك.
يقول “شادي” عبر فيديو بثه تلفزيون “الآن”: «كنت بالشارع اشحد وشم شعلة ودخن، اجت أنسة لعندي وقالتلي تعا روح لعنا عمكان بيحممك وبيطعميك واجيت معها».
لم يألف “شادي” جياته الجديدة بادئ الأمر، فاستمر بالهرب إلى الشارع وممارسة إدمانه على التدخين وشم الشعلة، لكن في كل مرة كانت تتم إعادته إلى الجمعية، يقول “شادي” الذي تغيرت حياته اليوم كلياً: «ثبتت بالجمعية، وتعلمت أشياء جديدة، وعمبشتغل، ولقولي أبي، وصار يجي لعندي يشوفني».
“شادي”، يخطط اليوم لمتابعة دراسته وتقديم امتحانات الثانوية ثم العبور نحو الجامعة، وتعلم مصلحة ما يعمل فيها ويحصل على دخل منها، ثم يتزوج ويؤسس منزل وعائلة، «وبجيب ولاد بربيون».
اقرأ أيضاً: طفلة الشعلة في دمشق: أمي ميتة وأبي بالسجن
بدورها وكالة “رويترز” أثارت قصة “شادي”، الذي تشرد بعد طلاق والديه، فأمه غادرت البلاد ووالده تخلى عنه قبل أن يتم العثور عليه مجدداً ويقابل ابنه، يقول “شادي” واصفاً الأمر في مركز الرعاية المؤقت الذي يقيم فيه: «هون أحلى، لأن هون الأكل منيح والأساتذة بيعلمونا، ورجعت أدرس مزبوط لأني كنت ما أعرف أدرس، والآنسات علموني. وهون بتنام بخير أما بره بتنام بخوف».
“علي نزهة”، المشرف على حالة الطفل، قال إن وضع “شادي” أصبح جيداً، وأضاف: «كشخصية وسلوك شادي جاهز ومتعاون وسليم، ترك كل العادات السيئة، فيه يندمج بأقرانه وفيه يندمج بالمجتمع العادي».
إن كان “شادي” قد وجد الدفء والأمان بعيداً عن الشارع، فإن الأخير يضم نماذج كثيرة تشابه حالة “شادي” وتنتظر من يمد يد العون لها وسط تدهور الظروف المعيشية أكثر فأكثر.
وتسببت الحرب السورية، بتشريد كثير من العوائل والأطفال، بالإضافة إلى عوامل اجتماعية أخرى أفقدت الأطفال أمن عائلاتهم ومنازلهم، مثل الطلاق وتخلي الأهل عن أطفالهم بعد الانفصال.
اقرأ أيضاً: حسين يجمع النايلون لشراء ربطة خبز ويحلم بالعودة للمدرسة