الرئيسيةيوميات مواطن

الطبقية المقززة.. ليش يلي فوق بيشوفوا كل شي كتير على يلي تحت؟

وصف مبلغ الـ500 ألف بالسخيف يلي ما بيشتري شي.. ثم أعطى الموظفة راتبها أبو 200 ألف

كنت شاهدة على مشهد يجسد الطبقية بأبلغ طريقة، ففي أحد المنشآت التجارية، جلس صاحبها الكهل يتابع الإشراف على العمل. بينما تابعت موظفتان مجتهدتان عملهما المجهد الذي يتطلب ساعات وقوف تتجاوز السبع ساعات يومياً.

سناك سوري-طبقة صغار الكسبة

دخل شاب من الباب حاملاً بيده كيساً أسوداً صغير، من شدة إمساكه به شعرت وكأن روحه داخله. منحه لصاحب المنشأة وطلب إليه أن يحفظه كأمانة حتى عودته، فداخل الكيس يوجد 500 ألف ليرة سورية كان الشاب يخشى أن تُسرق منه. فأدعها أمانة لدى صديقه.

شدد عليه كثيراً “دير بالك عليهم”، أعاد تكرار العبارة عدة مرات ثم خرج. التفت صاحب العمل إلى الموظفتين أمامه وسخر من تمسك الشاب بتلك النقود “يلي ما بتكفي حق فطور”، “شو رح تعملوا هالخمسمية يلي شايف رحو فيها”، على حد تعبيره.

ثم فتح باب الدرج أمامه، أخرج رزمتين في داخل كل منهما 200 ألف ليرة، ومنح كل موظفة رزمة كراتب شهري. أغلق الدرج وغادر المكان طالباً إليهما أن يعطيا الشاب “المبلغ التافه” الذي أودعه أمانة لديه حين عودته.

هو مشهد يجسد مبدأ الطبقية المقززة، وكيف أن الناس “يلي فوق” ترى في النصف مليون “فتات ومبلغ سخيف”. ومن ثم تمنح رواتب “للي تحت” لا تصل حتى لنصف المبلغ السخيف.

زر الذهاب إلى الأعلى