الصرف الصحي يُغرق شوارع بصيرة.. والبلدية: لا حلّ لدينا!
البرغش والبق يتجمع على الصرف الصحي في بصيرة ويعرّض سكانها لخطر الأمراض التنفسية واللاشمانيا
سناك سوري- نورس علي
تغفو “سمر فاخري” وأسرتها يومياً على رائحة احتراق أقراص الحشرات الطائرة منذ سنوات، فالحشرات مختلفة الأحجام تشاركهم مكان سكنهم في “بصيرة” التي تبعد 10 كيلو متر شمال مدينة “طرطوس”، وذلك نتيجة سيلان مياه الصرف الصحي في الشوارع وعدم وجود شبكات صرف صحي حكومية رغم المراجعات الجماعية المتكررة لبلدية “حصين البحر” دون جدوى.
الروائح كريهة في المنطقة ولا يمكن تقبلها، وتسبب الكثير من الأمراض التنفسية والجلدية كاللاشمانيا لاسيما مع قدوم موسم الصيف وتكاثر الحشرات، بحسب حديث ربة الأسرة “وسام خضور” التي تشكو من وجود بركة من المياه الآثنة بجوار منزلها وتخاف أن يؤثر هذا على متانة واستقرار البناء، كما تخاف على أطفالها من الإصابة باللاشمانيا والأمراض الأخرى.
تعتمد منطقة “بصيرة” القديمة في تصريف مياه الصرف الصحي على الجور الفنية التي يتكفل المتعهد بإنشائها في المجمعات السكنية ويدفع رسومها في الرخصة الإنشائية للبلدية، كما أن المنطقة تعتبر تنظيم سياحي، أي يجب أن تكون خدماتها من الدرجة الممتازة، خاصة وأن أعداد المصطافين فيها سنوياً بمئات الآلاف، ناهيك عن أعداد المقيمين الدائمين المقدرة بالآلاف.
تخرج مياه الصرف الصحي نتيجة إمتلاء الجور الفنية إلى الشوارع والأبنية الأرضية ضمن الكتل السكنية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مجمع “آل ضهرو” بحسب تأكيد أحد سكانه الدائمين “منذر ضهرو” لـ سناك سوري.
اقرأ أيضاً:“السبخة”.. المباني مهددة بالانهيار بسبب الصرف الصحي
سكان المنطقة اعتادوا على شفط الجور الفنية على حسابهم حيث يدفعون رسماً مقداره خمسة آلاف ليرة سورية في كل مرة لجرار البلدية الذي يقوم بالعملية، وهذا أمر يرهقهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة علماً أن هذه العملية قد تتكرر أسبوعياً خلال فصل الصيف، حسب “ضهرو” موضحاً أنهم عندما راجعوا البلدية كان الجواب بأنه لاحل سوى باستمرار عمليات الشفط، كما سبق لهم أن طالبوا بتمديد شبكات صرف صحي، على أن يساهمو بجزء من التكاليف، فكان الجواب لا يوجد إمكانية في الوقت الحالي، وهناك أولويات أهم.
رئيس المجلس البلدي في قرية “حصين البحر” المعني بخدمات الإدارة المحلية لمنطقة “بصيرة القديمة” “إبراهيم ديوب” قال إن حل المشكلة التي تعاني منها منطقة “بصيرة القديمة” ليس من صلاحيات عمل البلدية بل من مهام المستثمرين والقائمين على التجمعات السكنية فيها، فخطوط الصرف الصحي الرئيسية ممدودة فيها بشكل كامل ويبقى على مستثمري الأبنية مد التفريعات الداخلية بين الأبنية والمجمعات السكنية إليها، لافتاً إلى أن هذه المشكلة العالقة ستتفاقم مع قدوم الصيف وزيادة استخدام المياه وتكاثر الحشرات الطائرة».
اقرأ أيضاً:9 إصابات بالتهاب الكبد في قرية واحدة والمتهم الصرف الصحي المكشوف