أخر الأخبارالرئيسيةرياضة

الشغب في الملاعب السورية…. الحقّ عالقيادة الرياضية ولا عالجمهور؟!

تحريض الجماهير لإشعال العنف مسؤولية من اللاعب وحتى أعلى سلطة رياضية

لم يكن ختام الموسم الكروي في “سوريا” مسكاً مع نهائي كأس الجمهورية الذي جمع “الوحدة” و”الفتوة” وانتهى باجتياح جماهيري للملعب وأعمال شغب طالما تكررت خلال الموسم.

سناك سوري _ هادي مياسة

وحمّل اتحاد الكرة رئيس نادي “الفتوة” “مدلول العزيز” مسؤولية إثارة الشغب وأصدر بحقه عقوبة حرمان من المشاركة في النشاطات الرياضية لمدة شهر ثم شدّدها لاحقاً لمدة 3 أشهر. إثر اتهام “العزيز” لرئيس لجنة الانضباط والأخلاق بشخصنة القضية والاتصال به ليلاً وتوجيه رسائل مسيئة له.

هذه الحادثة ليست فريدة من نوعها بل هي الأحدث فحسب. حيث تتكرر أحداث العنف والشغب في الملاعب السورية ليتحول معها تواجد المشجع في الملعب دعماً لفريقه مغامرةً غير مضمونة العواقب بينما يلقى اللوم عليه في إشعال الفوضى.

وبحسب المصادر العلمية. فإنّ الكثير من عوامل تحريض واستفزاز الجماهير تصدر من إدارات الأندية والمدربين واللاعبين. أي أنّ بعض تصريحات وتصرفات هؤلاء قبل وخلال وبعد المباراة. قد تعمل على تحريض جماهيرها أو استفزاز جماهير الخصم، ويكون ذلك إما مجرد سوء تقدير أو وسيلة للهروب من تحمل المسؤوليات.

وكل ذلك يقع على عاتق إدارة النادي لامتلاكها السلطة على نفسها وعلى اللاعبين وبقية الكوادر، بل وأيضاً بعض التأثير والموانة على جماهير فريقها.

الشغب في مباراة حطين والفتوة

وكأمثلة سورية واقعية نذكر الأحداث المؤسفة في لقاء “حطين” و”الفتوة” في الجولة 13 من هذا الموسم. حيث لم يكتفِ لاعبو وكوادر “حطين” بالاحتجاج بل امتد الأمر إلى الاعتداء بالضرب على لاعبي “الفتوة” وحتى على عناصر حفظ النظام مما حفَّز بعض الجماهير على النزول إلى أرض الملعب والمشاركة في المواجهة التي تحولت من مباراة إلى مشاجرة.

أما على صعيد التصريحات. فعلى سبيل المثال كان كلام مدرب “الوثبة” “فراس معسعس” بعد نهاية مباراة فريقه مع “جبلة” خلال الموسم الماضي. مثيراً للجدل حين اتهم مدير فريق “جبلة” بتهديد الحكم بين شوطي مباراة الفريقين ما أثر على أدائه في الشوط الثاني.

بالإضافة إلى قيام بعض اللاعبين بالتعرّض للجماهير بإشارات مسيئة واستفزازية تهدّد بتحويل المباريات إلى ساحة للشغب والعنف.

إدارات تحفّز العنف بدل مكافحته

تلعب إدارات الأندية دوراً رئيسياً في عملية التحفيز على العنف والشغب أو مكافحة ذلك. حيث تكون بعض القرارات عاملاً مباشراً في استثارة الجماهير وإشعال فتيل الشغب. مثل قرارات الانسحاب من المباريات احتجاجاً على التحكيم الأمر الذي فعله فريق “الجزيرة” عام 2020 في مباراته مع “الوثبة” بسبب احتساب ركلة جزاء ضده. وكرّره نادي “الوحدة” في الموسم التالي في مباراته مع “تشرين” اعتراضاً على التحكيم وما تلا ذلك من تصريحات غاضبة لرئيس النادي آنذاك “أنور عبد الحي”.

الشغب في مباراة حطين والفتوة

أما في الموسم الحالي. فجاء بيان نادي “جبلة” الذي هدد فيه بالانسحاب من الدوري إن لم تخفض عقوبة لاعبه “عبد الإله الحفيان”. علماً أن فريقي “الحرية” و”الساحل” سبقاه في التلويح بالانسحاب احتجاجاً على الظلم التحكيمي. ما يزيد من شعور الجماهير بالظلم ويثير غضبها الذي قد ينتقل إلى المدرجات.

كما كان كتاب نادي “تشرين” الذي طالب بتغيير الحكم “طاهر بكار” المعتمد لقيادة المباراة أمام “حطين”. ليكون مصدراً لإشعال الحساسيات بين الجماهير سواءً تمت الاستجابة للطلب أم لم تتم. جراء التشكيك بحيادية الحكم ونزاهته حتى قبل أن تبدأ اللعبة.

مسؤولية القيادة الرياضية

يعدّ اتحاد كرة القدم المسؤول المباشر عن اللعبة ويأتي الاتحاد الرياضي العام كسلطة أعلى لها صلاحيات واسعة في جميع الألعاب الرياضية. ما يعني بالضرورة مسؤولية الجهتين عن ملف تحفيز العنف والشغب واتخاذ قرارات قد تكون “استفزازية” لجمهور هذا الفريق أو ذاك.

أصبحت بيئة الملاعب السورية مسمومة ومحتقنة واحتمالات العنف والشغب فيها مرتفعة لأصغر الأسباب ما يستدعي دقّ ناقوس الخطر لدى السلطات الرياضية قبل الوصول لأحداث كارثية سناك سوري

 

فعندما احتج نادي “جبلة” على عقوبة “الحفيان” كان بسبب مقارنته العقوبة مع عقوبة أخف على لاعب “الوحدة” “سيكو تراوري” رغم أن المخالفة ذاتها. ما اعتبره “جبلة” كيلاً بمكيالين.

كما أن احتجاج “تشرين” على اختيار “طاهر بكار” لقيادة مباراة الديربي. جاء بسبب عدة علامات استفهام على طريقة قيادته لمباريات “حطين” بطريقة تثير حفيظة الخصوم. علماً أن مباراة “ديربي اللاذقية” لها من الحساسية والخصوصية ما يكفي لتجنب مثل هذه الاختيارات.

المساواة بين الأندية أول خطوة لمكافحة الشغب

من المهم أن تتعامل السلطات الرياضية بعدالة ومساواة مع كل الأندية واللاعبين .وتتجنب أي تصرف أو قرار يوحي بالانحياز أو بالانصياع للضغوط. ككثرة ظاهرة تعديل العقوبات وإلغائها، فمن المفترض أن العقوبة تدرس بعناية قبل إقرارها.

الشغب في مباراة حطين والفتوة

ويكفي كمثال قرار العفو الرياضي العام الذي أصدره الاتحاد الرياضي في الثاني من كانون الأول لعام 2020. والذي خلق شعوراً لدى الجماهير أنه صدر لأجل أندية ولاعبين محددين، خصوصاً وأنه تضمّن أنّ صدوره بمناسبة أعياد تشرين رغم أن تاريخ الصدور كان في شهر كانون الأول، وأيضاً أنه لم يصدر في سنوات سابقة ولا لاحقة رغم أنّ الأعياد التي صدر بموجبها سنوية.

في نهاية المطاف. أصبحت بيئة الملاعب السورية مسمومة ومحتقنة واحتمالات العنف والشغب فيها مرتفعة لأصغر الأسباب ما يستدعي دقّ ناقوس الخطر لدى السلطات الرياضية قبل الوصول لأحداث كارثية مثل حادثة طعن مشجع فريق “الوحدة” خلال الموسم الحالي والتي جاءت بمثابة الإنذار الأخير.

زر الذهاب إلى الأعلى