الشام القديمة تتجول في ألمانيا.. هكذا نقلها محمد الناطور
“محمد الناطور” غادر بلده حاملاً معه “أوغاريت” “تدمر” “ماري” وأحلاماً كبيرة ليحققها حلماً بعد حلم
سناك سوري-دمشق
نجح الفنان السوري الشاب “محمد الناطور”، بإحضار “دمشق” البعيدة عنه حالياً، إلى حيث يعيش في “ألمانيا”، مجسداً جدارية بطول 10 أمتار، تتضمن نموذجاً مصغراً عن التراث الدمشقي والشام القديمة، بتفاصيلها وشوارعها ومنازلها العربية القديمة.
“الناطور”، الذي وصل “ألمانيا” نهاية عام 2015، قال لـ”سناك سوري” عبر الماسنجر، إن الجدارية استهلكت منه أكثر من 15 ألف قطعة خشبية، أنجزها لوحده خلال 6 أشهر في مدينة “ديسبورغ” الألمانية، يضيف: «هذه الجدارية ستتجول في العديد من المدن الألمانية للتعريف بجمالية التراث الدمشقي والعربي ضمن معارض ومتاحف وفعاليات ثقافية».
قبل سفره إلى “ألمانيا”، عمل الفنان السوري في متحف “دمشق” الوطني، وبعد وصوله إلى البلاد الجديدة، حقق العديد من الإنجازات، مدفوعاً بشغفه للفن، حيث اتجه إلى قطاع المتاحف مرة أخرى، وبدأ بمشاريع صغيرة تدعم حالة الجمود الفني الشبابي في “ديسبورغ”، ليمتلك بعد ذلك صالة خاصة للعمل، أطلق من خلالها أول عمل فسيفسائي في متحف المدينة.
اقرأ أيضاً: عبد الغفار.. حكاية سوري فقد ساقه فصنعها
اللافت في أعمال “الناطور” بـ”ألمانيا”، تجسيدها للحضارة السورية القديمة، حيث جسدّ من خلال المنحوتات الخشبية بعض الحضارات مثل “أوغاريت”، “تدمر”، “ماري”، وهو الآن يعمل لتحقيق حلمه بدخول كتاب غينيس، بأكبر لوحة فسيفسائية واقعية في العالم، عبارة عن معالم ولوحات وصروح حضارية من كل العالم، يساعده في تنفيذها 200 متطوع ألماني.
لبلاده “سوريا”، جزء كبير في لوحته الفسيفسائية، يقول لـ”سناك سوري”: «ستكون خارطة سوريا موجودة باللوحة، كذلك بعض المعالم التاريخية الموجودة في بلادي».
“محمد الناطور” أحد السوريين الذين أخلصوا لأحلامهم وطموحاتهم، أحد الذين يعملون على تجسيدها وتحويلها إلى واقع، تماماً كما حول الشام القديمة التي يحبها، إلى لوحة عملاقة سيطوف بها الشوارع الألمانية.
اقرأ أيضاً: سوريا: طفلة بدون ذراعين.. حلمها أن تصبح كابتن طيارة