إقرأ أيضاالرئيسيةتقارير

السويداء من يعوِّض المازوت القادم من الشرق

سناك سوري – رامي أبو اسماعيل

عوّض مازوت داعش خلال السنوات الماضية نقص المحروقات في السويداء المحافظة الجبلية ذات الطقس البارد، ورغم أن احتراقه لم يكن صحياً إلا أنه ظل السبيل الوحيد لتدفئة الأهالي الذين كانوا يشترونه من المهربين.

المازوت القادم من الشرق

سيطر تنظيم ( داعش ) على مناطق من البادية السورية منذ أكثر من سنتين حتى امتد لشرقي السويداء وبدأ باستخراج النفط الخام وتكريره بأساليب بدائية، ما أدى لعدة حالات وفاة نتيجة الاختناق خلال الأعوام الماضية بسبب وجود عنصر كبريتيد الهدروجين القاتل عند الاستنشاق، حلَّ ما عرف لاحقاً بالمازوت الداعشي جزءاً كبير من أزمة المحروقات التي عاشتها المحافظة في السنوات السابقة، عبر شرائه من التنظيم وبيعه إما في السويداء أو في ريف درعا  الشرقي بأسعار تنافس المازوت الحكومي، فلا يخلو شارع من شوارع المدينة من بائعي المازوت الداعشي.

مقالات ذات صلة

يقول وائل ( 36 عام ) : رغم أن المازوت الداعشي أقل نظافة من المازوت الحكومي إلا أنه حلَّ أزمة كبيرة لنا ، فبعد نظام البطاقات الذي نفذ منذ 3 سنوات وتحديد كمية المازوت لكل أسرة ب 400 لتر فقط ، كان خيار المازوت الداعشي أفضل الطرق لمواجهة قساوة فصل الشتاء في الجبل .

ويضيف الشاب:سعر اللتر يتدرج من 175  ل.س وما فوق بحسب نظافة المنتج .

مليونير في 30 يوم …. ؟

بدأت تجارة المازوت الداعشي بالازدهار خاصة في القرى الشرقية من السويداء بعد أشهر من سيطرة تنظيم (داعش) على مناطق واسعة في البادية السورية، يصل المازوت الداعشي إلى البدو (الوسيط) الذين يتواجدون في منطقة شعاب القريبة من قرية ملح جنوب شرقي السويداء وبعدها الى التجار ليكملوا الطريق بحمولتهم باتجاه قرية عرى مروراً بحواجز الدفاع الوطني المنتشرة على الطريق.

الكثير من أصحاب النفوذ الحديث والعاطلين عن العمل بدأوا بهذه التجارة عبر شراء المازوت بأسعار زهيدة من الوسيط وبيعه في قرى السويداء الغربية المجاورة لمحافظة درعا بأسعار عالية ليتجاوز مربح البرميل الواحد أكثر من 15000 ل.ٍس .

وئام شاب ثلاثيني نادم يقول : نعم أصبحت الآن  نادم على عدم العمل في المازوت الداعشي ، في البداية فكرت أن هذا العمل غير أخلاقي ، ولكن عندما أرى الكثير من الأشخاص أصبح لديها قصور وسيارات في ظرف بضعة أشهر أتعجب من نفسي. ويكمل بلهجته الجبلية : المازوت واصل واصل فينا وبلانا .

يعارضه نسيم بالقول: نقلة واحدة في اليوم تساوي ضعف ما أجنيه خلال الشهر، ولكن قد نؤذي الكثيرين من هذا العمل، لم أستطع القيام به فهو منافي لأخلاقي ومبادئي.

من لم تقتله داعش قد يموت من البرد

سيطرت القوات الحكومية على مناطق واسعة من البادية السورية خلال الأشهر الماضية فتراجع إنتاج المازوت الداعشي وقطعت ( أغلب) طرق التهريب بإستثناء بعض الطرق ” غير قابلة للقطع ” .

بلا أدنى شك فإن زيادة نسبة الأمان بعد سيطرة القوات الحكومية كان عامل طمئينة بالنسبة للأهالي، لكنها شكلت لديهم مخاوف جديدة فعدم الموت بنيران داعش لايعني أنهم لن يموتوا من البرد في حال عدم تأمين المازوت الكافي للجبل المعروف ببرود طقسه شتاءً.

خصوصا وأن الناس لم تكن تشتري هذا المازوت الا لعدم توفر البديل.

أين البديل؟

أما عن خطة شركة المحروقات خلال الشتاء القادم، يقول المهندس خالد طيفور مدير شركة  المحروقات في تصريح لـ سناك سوري ” بدأت الشركة بتوزيع 100 لتر على أسر الشهداء اولاً ، وبعدها سيتم التوزيع على القرى الأكثر برودة .

ويضيف: لا زيادة في مخصصات المازوت هذا العام، ولازالت عدد الطلبات المخصصة للمحافظة 14 طلباً، 4 طلبات منها للتدفئة.

كيفية المواجهة

تخلص أهالي السويداء بعد سيطرة القوات الحكومية على البادية القريبة من كابوس تنظيم داعش الذي رافقهم لسنوات، ولكنهم مازالوا يخافون شتاء قارساً في ظل نقص بمادة المازوت، كيف سيواجه أهالي السويداء قساوة فصل الشتاء القادم هو السؤال الذي بدأ يتداوله الأهالي منذ أيام في ظل حرب ألقت بقساوتها على الحجر والبشر . 

يذكر أن أهالي السويداء ينتجون العرق والنبيذ من دواليهم ويبدو أن الظروف قد تضطرهم لتكون هذه المشروبات هي وسيلتهم لشتاء دافئ.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى