المشفى الوطني يشهد زحاماً في البشر والدموع والألم … ومشفى “سالة” في الريف أيضاً يعج بالمصابين
سناك سوري-رهان حبيب
خلت شوارع “السويداء” صباحاً من مارتها وأصحاب محالها، لكنها لم تخلو من الإرهاب الذي استهدفها فجر هذا اليوم، ما دفع الأهالي لفرض حالة حظر تجول عفوية، والتزموا منازلهم.
هدوء حزين في المدينة الوادعة، محلات مقفلة، والساحات والشوارع تعيش هدوءاً استثنائياً، وحزناً على الضحايا الذين كانوا بالأمس يبعثون فيها الحياة بحضورهم وحركتهم وتسوقهم.
طلاب كلية الزراعة الذين كانوا على موعد مع فرحة حفل التخرج استيقظوا اليوم على منبه التفجيرات الإرهابية، بينما لم يرسل كثير من الأهالي أبنائهم إلى المعاهد التعليمية حرصاً على سلامتهم.
الشوارع كانت خالية إلا من “المجموعات الرديفة”، و”القوى الأمنية”، و”الجيش”، بينما حضر بعض الأهالي بالزي التقليدي مذخرين بسلاحهم على مداخل المدينة، حيث لبوا نداء الحاجة أو ما يعرف محلياً بـ “الفزعة”، ليؤازروا أشقائهم في الريف الشرقي والذي كان يتعرض لهجوم داعشي بالتزامن مع التفجيرات الإرهابية.
في الوقت ذاته علت أصوات ميكروفونات القرى لدعوة الشبان وكل من لديه سلاح للتواجد في الساحات والتوزع على مداخل المدينة وريفها، ليستجيب القادرون للنداء ويتوزعوا حسب مقتضى الحاجة.
التفجيرات تصاحبت مع حماسة كبيرة لدى الأهالي للدفاع عن المنطقة لدرجة كانت على وشك أن تودي بحياة قائد فوج الإطفاء، بينما امتلأت المحافظة بالشائعات والروايات عن سيارات مفخخة أخرى، وجميعها قابلة للتصديق كون كل شيء متوقع في مثل هذه الحالات.
الأهالي شددوا في تحذيراتهم على متابعة الدراجات النارية أكثر وسائل النقل عبوراً على الطرق الفرعية والداخلية والتي قد تحمل أحد الانتحاريين، بينما كانت أصوات سيارات الاسعاف التي تقل الجرحى من اتجاهات عدة في مناطق التفجيرات وباتجاه القرى الشرقية تدوي في المنطقة التي كان أهلها ما يزالون تحت وقع المفاجأة المؤلمة.
أخيراً، بدأت تلوح في الأفق حافلات قادمة من القرى الشرقية “رامي” و”الشريحي” و”الشبكي” بالتوافد للمدينة مصطحبة معها النساء والأطفال من القرى التي هاجمها “داعش” ليحلوا في منازل أقاربهم لكن بأعداد محدودة خاصة مع أخبار وصول مؤازرة لـ”القوات الحكومية” إلى تلك القرى.
وحده المشفى الوطني من كان يشهد ازدحاماً كبيراً، جرحى.. ضحايا.. أقارب وأهل يبحثون عن قريبهم عله يكون بين الجرحى لا الضحايا، يطول بحث بعضهم بينما تنهمر دموع آخرين بحرقة مع عبارات مثل “ياليته لم يخرج”، “ياليتني ما بعثتها للعمل”، في حين ارتسمت ابتسامة خجولة على وجوه من شاهدوا أقربائهم أحياء رغم حجم الإصابة.
يذكر أن أرقام الضحايا مازالت غير ثابتة حتى الآن، ولكنها تقدر بالعشرات، وهناك ضحايا ومصابون في مشفى “سالة” بالريف”.
اقرأ أيضاً: الإرهاب يجدد وحشيته في “السويداء”.. ارتقاء قرابة ٦٧ مواطناً بين الريف والمدينة