
تواصل الأوضاع الإنسانية والمعيشية والخدمية تدهورها في محافظة السويداء، التي لم تصلها أي كمية طحين منذ يوم السبت الفائت، بينما ذكرت وكالة سانا صباح اليوم الأربعاء إن قافلة مساعدات من 20 شاحنة للهلال الأحمر السوري في طريقها إلى المحافظة.
سناك سوري-رهان حبيب
وقال المحامي صفوان رضوان، عضو المكتب التنفيذي لمحافظة السويداء لقطاع الاقتصاد، إن عدد كبير من المخابز توقفت عن العمل منذ أمس، نتيجة نقص حاد في كميات الطحين والمازوت، مضيفاً لـ”سناك سوري”، أن مخزون الطحين المتبقي يكفي ليومين فقط، مع تشغيل الأفران العامة بعدد ساعات أقل من المعتاد، وسط الحاجة لدعم أكبر لضمان استمرار الإنتاج، وتخفيف الازدحام الذي يعاني منه الأهالي لساعات وأحياناً ينتهي الانتظار دون الحصول على الخبز.
بحسب “رضوان” فإن المحافظة لم تتسلم مخصصاتها من الطحين والمازوت منذ منتصف تموز الفائت، ما أدى إلى عدم استقرار عمل الأفران، بينما وقع العبء الأكبر على الأفران العامة، وأضاف أن كل القوافل التي وصلت عبارة عن مساعدات من الأمم المتحدة والمغتربين من أهالي المدينة.
كما أشار إلى أن المساعدات الأممية المنتظرة من الطحين لم تدخل حتى مساء الخامس من آب، متهماً بوجود تأخير متعمد في إدخال القوافل، بما في ذلك الشاحنات التي تحمل 200 طن من الطحين، وهي كمية لا تكفي ليوم ونصف فقط بالنظر إلى استهلاك المحافظة اليومي البالغ 120 طناً، وكان من المفترض أن تصل مساء الأمس، بعد إغلاق المعبر يوم الأحد وإعادة افتتاحه الإثنين.
“رضوان” حذر من تفاقم الأزمة أكثر مما هي عليه الآن، في حال عدم وصول الكميات المطلوبة، وأكد أن بعض الأفران شهدت حالات انقطاع لعدة أيام، مما جعل لقمة الخبز نادرة.
مخصصات محددة
من جانبه، قال مدير التجارة الداخلية خلدون حماد في اتصال مع “سناك سوري”، إن أفران المدينة، ومنها الفرن الآلي وفرن عتيل، استمرت بالعمل اليوم الأربعاء، حيث تباع ربطة الخبز بسعر 2500 ليرة لكون الطحين من واردات المساعدات، ولفت إلى أن المخزون يكفي ليومين فقط مع تقليل الكميات، بانتظار قافلة الطحين المتوقفة على معبر بصرى.
وأضاف حماد أنه رغم الوضع الصعب لمطحنة أم الزيتون، فقد تم توزيع مخصصات محدودة ليومين على الأفران الخاصة والعامة في منطقة شهبا، وتباع الربطة هناك بالسعر التمويني المعتاد 4000 ليرة، وأشار إلى أنه في حال دخول القافلة المنتظرة، سيتم وضع خطة توزيع جديدة لتخفيف الضغط والازدحام على الأفران، خاصة أن المدينة لا تحصل على مخصصاتها بشكل كامل، بينما زاد استهداف محطة أم الزيتون من تعقيد الوضع.
استنفار لتأمين طعام المرضى في المشفى
من جهته، أكد مدير مشفى السويداء الوطني الدكتور “نشأت الخطيب”، وجود شح كبير في المواد الغذائية المخصصة لإطعام المرضى منذ يومين، وقال إن جهوداً شخصية ودعماً من المجتمع المحلي ساهما في تأمين وجبات لخمسـة أيام، تضمنت الرز والفروج والفول والحمص والبندورة والبصل، وتكفّل بها شبان من آل مقلد.
وثمّن “الخطيب” جهود كل من يرغب بتقديم المساعدة والدعم، مؤكداً أن بصمات المجتمع الأهلي والمتطوعين دائمة ومؤثرة في دعم المشفى، الذي لم تتوقف خدماته رغم شح الموارد وانعدام الدعم المركزي.
وأضاف أن وجبة الغداء يوم أمس، والتي قدمت لنحو 500 إلى 800 شخص من المرضى والمقيمين، تضمنت رزاً وفروجاً، من ضمن المساعدات التي قدمت والتي تكفي لخمسـة أيام، وتضمنت المساعدات تنكة سمن، 20 كيلو فروج، كيلو بهارات، 3 كيلو زيت، وكمية من البندورة تصل يومياً.
وكانت وكالة سانا الرسمية، قالت صباح اليوم إن قافلة مساعدات إغاثية وغذائية للهلال الأحمر السوري، تضم 40 شاحنة، قد وصلت إلى جسر مدينة إزرع بريف درعا، في طريقها إلى محافظة السويداء.