
بدأ طلاب الشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي اليوم السبت امتحاناتهم التي لم يستطيعوا تقديمها شهر تموز الفائت، نتيجة الأحداث الدموية التي جرت في محافظتهم، ولاحقاً تم تأجيلها عدة مرات.
سناك سوري-خاص
وكان الطلاب قد قدموا امتحانهم الأول يوم 12 تموز، لتتأجل الامتحانات لاحقاً حتى إشعار آخر، نتيجة التوترات الأمنية والأحداث الدموية التي شهدتها المحافظة، عاش خلالها الطلاب ظروفاً مأساوية من نزوح وفقدان أفراد من عائلاتهم وهناك طلاب خسروا حياتهم.
على باب أحد مراكز التقديم كان والد إحدى الطالبات ينتظرها، وقال في دردشة سريعة مع مراسلة سناك سوري، إن الطلاب وابنته بينهم تحملوا عبء الوضع الأمني، وأضاف متحدثاً عن نزوحه وعائلته من قرية الثعلة ورغم الظروف إلا أنه شجع ابنته على الدراسة وعدم التوقف.
يقول: «التجهيل سلاح قاتل لا أرضاه لأولادي لذا تعاونا للحصول على الكتب التي احترقت في منازلنا وبدأ طلابنا من نقطة الصفر».
مخاوف من عدم الاعتراف بالامتحانات
أما “رضوى” طالبة الثالث الثانوي الأدبي عبّرت عن تخوف واضح من عدم الاعتراف بالامتحانات تبعاً للواقع الذي تعيشه السويداء كون إقامة الامتحانات قرار محلي على أمل أن يتم الاعتراف بالنتيجة، ووفق رأيها فإن إجراء مديرية التربية التي نشرت في بيان لها بينت أنه قد تم تزويد مراكز الامتحان بكاميرات مراقبة “غير متصلة بالإنترنت” بهدف توثيق العملية الامتحانية، و أن التسجيلات سيتم حفظها على ذواكر داخلية وتفريغها بشكل يومي وتمنت أن يكون هذا الإجراء ضمان للشفافية وحمايةً لحقوق الطلاب في حال الحاجة إلى مراجعة النتائج لضمان العمل على الاعتراف بهذه الشهادة التي تعني الكثير لمستقبل الطلاب وفق حديثها.
“صفاء” التي لم تحقق النجاح في امتحانات الفرع العلمي عام 2024 تقول أنها عاشت عام من التحضير والتعب، وبفعل الأحداث أضافت أشهراً جديدة للسنة الدراسية الثانية مع خوف كبير يلازمها تقول إنه بات سمة حياتها منذ تموز.
تضيف: «تحملنا كطلاب صعوبات كبيرة أولها الأمن والاستقرار لكننا لن نترك العلم رغم المعاناة، وقد درست بكل مالدي من طاقة فالشهادة من حقي كي أنتقل لأي جامعة في أي مكان من العالم».
بفعل الأوضاع الأمنية تم حصر إجراء الامتحانات ضمن مدينة السويداء، الأمر الذي يفرض على الطلاب القادمين من القرى والبلدات النائية التنقل يومياً لمسافات طويلة، بينما ساهم المجتمع الأهلي والجمعيات بدعم نقل طلاب في عدة قرى بالمجان.
وقال المسؤول الإعلامي في مديرية التربية في السويداء ملهم علم الدين لموقع “العربي الجديد”، إن التربية «سوف توثّق كامل العملية بالصور والفيديو، مع اتّخاذ كلّ الإجراءات الاحترازية والرقابية لضمان النزاهة والشفافية»، مضيفاً أنّ «التصوير سوف يكون مباشرة أمام الجهات التي جرى التنسيق معها، بما يتيح لاحقاً المطالبة بالاعتراف بالشهادات الصادرة عن هذه الدورة».
ولم تعلّق وزارة التربية والتعليم على موضوع الامتحانات في السويداء حتى ساعة إعداد هذا الخبر، عند الـ11 والنصف من صباح اليوم السبت.







