السويداء: المجتمع المدني ينجح في تلبية احتياجات الأهالي
سيارة إسعاف في نمرة شهبا ومشفى مصغر في شقا وصيدلية في الكفر
يسجل المجتمع المدني في “السويداء”، تقدما واضحا في مستوى الخدمات الصحية التي لبت جزء من حاجة الأهالي في قرى. مثل “شقا” التي أسس أهلها مشفىً مصغر، وقرية “نمرة شهبا” في الريف الشمالي، التي اشترى أهلها سيارة إسعاف. لنقل المرضى وقرية “الكفر”، التي تطورت خدمات الجمعية الخيرية فيها منذ العام ٢٠٠٥ لتصل اليوم إلى تأسيس صيدلية خاصة بالجمعية.
سناك سوري-رهان حبيب
فبعد أن عانت قرية “نمرة شهبا” ٢٠ كم عن “السويداء”، من صعوبات نقل المرضى دعت لجنة الهلال الأحمر الأهالي والمغتربين. إلى مشروع تجهيز سيارة إسعاف وخلال خمسة عشر يوماً كان المبلغ جاهزاً لشراء سيارة وتجهيزها بسرير وعبوة أوكسجين. وحمالة وبدأت بالعمل على مدار الساعة لنقل المرضى من “نمرة” “الغيضة” و”أم ضبيب” و”تيما” والقرى المحيطة إلى مشافي السويداء ودمشق والعيادات الخاصة مجانا.
يقول “حسني ناصر” رئيس لجنة الهلال في القرية، لـ”سناك سوري”، إن السيارة التي يقودها الممرض “سليمان”. ويرافقه فيها، لا تهدأ عن العمل مع استعداد كامل من كادر اللجنة ومن الممرضات “رباح الأباظة” و”ريما فهد” و”سليمان أبوفاعور”. لتلبية أي طلب. إسعافي وفي أي وقت، وبشكل تطوعي بالكامل.
تم تعميم رقم هاتف رئيس اللجنة، على القرى الـ4، يقول “ناصر” ويضيف: «عملنا خلال فترة كورونا وتابعنا عدد من المرضى النفسيين. نوصلهم وأهلهم للأطباء، ونعود بهم لتخفيف الكلفة عليهم، كما يتطوع الطبيب النفسي لزيارة بعض المرضى في منازلهم».
اقرأ أيضاً: السويداء.. مشاريع تنموية بتبرعات المغتربين… فرص عمل وتحسين الواقع
جمعية شقا
بدورها جمعية “شقا” الخيرية، سعت ومنذ تأسيسها عام 2017، لتأمين مقر طبي كبير لصالحها. كما يقول المسؤول الإعلامي فيها “فريد القضماني” وأضاف لـ”سناك سوري”: «تم تأمين كراسي كهربائية لحالتين. من مصابي الشلل، وسيارة اسعاف تعمل مجانا على مدار الساعة لنقل المرضى، لكافة مشافي البلاد، ووصلت لكل الحدود السورية لجلب المرضى والجثامين».
تقدم الجمعية كافة أنواع المساعدات النقدية والغذائية، بالإضافة إلى رواتب للأيتام ومساعدات لطلاب الجامعات، مع دفع رسوم التسجيل في الجامعات الحكومية، وفق “القضماني”، مضيفا أن الجمعية. أولت حيزا كبيراً للرعاية الطبية وتجاوزت العمليات الجراحية المنفذة على نفقة الجمعية ٢٥٠ عملية، تجاوزت كلفتها المئة. مليون ليرة وتأمين التجهيزات التي تقدم للأهل مجانا.
قبل عامين نجحت الجمعية بافتتاح المقر الطبي، وهو وفق “القضماني”، مجهز بكل مايلزم ومؤلف من عدة غرف مجهزة ب10 أسرّة طبية. مع صيدلية مجانية و ٥ أجهزة توليد للأوكسجين، وجهاز تخطيط القلب ثلاثي المساري مع جهاز إيكو حديث. وحاليا يستعدون لشراء جهاز تحليل الدم الإسعافي.
تصرف الجمعية 100 وصفة طبية شهرياً، غير التحاليل وصور الأشعة والرنين المغناطيسي، والطبقي المحوري، يقول “القضماني” مؤكدا أن مجلس إدارة جمعية “شقا” الخيري، والفريق التطوعي المؤلف من طبيب و4 عناصر خريجي معاهد طبية متطوعين بالكامل.
اقرأ أيضاً: السويداء.. حسنات الموتى لتعليم الشباب ومساعدتهم
جمعية الكفر الخيرية
لا يختلف الحال في قرية “الكفر”، حيث تأسست جمعية “الكفر” الخيرية، عام 2005، والتي يقول رئيسها “يوسف مرشد”، لـ”سناك سوري”. إنها تمتلك مستودعا طبيا يقترب من مشفى مصغر، وتضمن 12سرير مخدم و12 عادي و64 عبوة أوكسجين وأجهزة لقياس الأكسجة وأدوية بقيمة مليون ونصف توزع كل شهر.
كان مشروع إنشاء صيدلية لصالح الجمعية، الأول من نوعه على مستوى البلاد، وفق معلومات “مرشد”، مشيرا إلى أنهم خصصوا. قسما منه لمنح أدوية مجانية بالكامل، والقسم الآخر صيدلية استثمارية لدعم مشاريع الجمعية، ومن المقرر إطلاقه الشهر القادم.
تعتمد جمعية “الكفر ” الخيرية، على دعم المغتربين من أهلها، وتقدم العديد من الأنشطة مثل مخبز ومطحنة وصالة للأفراح.
تلك أمثلة بسيطة عن نشاط مدني تطور في ظروف الحرب، تم بدعم كبير واساسي من الأبناء المغتربين وأصحاب الخبرة الاجتماعية والتمريضية، لتدارك الأوضاع الصحية المتراجعة ويتميز بتنظيم عالي وما تم في الكفر وشقا ونمرة تم في عدة قرى كل قرية وفق إمكانياته واحتياجاتها.
اقرأ أيضاً: السويداء: محل يقدم ملابس العيد بالمجان لبعض الأهالي