الرئيسيةتقارير

السوريون في تركيا.. حلم تغيير صفة اللجوء إلى جالية

الحماية المؤقتة بلا نهاية.. سوريون في تركيا يطالبون باعتراف قانوني بهويتهم الجديدة

رﻏﻢ ﻣﻀﻲ أكثر من 12 ﻋﺎﻣﺎً على ﺗﻮاﺟﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻣﺎ ﻳﺰال اﻟﺴﻮرﻳﻮن اﻟﻤﻮﺟﻮدون ﺗﺤﺖ ﺑﻨﺪ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻫﻨﺎك، ﻳﺮزﺣﻮن ﺗﺤﺖ ﺻﻔﺔ “ﺿﻴﻮف”، ﺗﻠﻚ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺮﻣﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﺴﻤﻰ “اﻟﻼﺟﺊ” وﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻘﻮق ﻓﻲ اﻷﻋﺮاف اﻟﺪوﻟﻴﺔ.

سناك سوري ـ ﻋﻠﻲ اﻟﺠﺎﺳﻢ/ ﻟﻤﻰ اﻟﺤﻠﻮ/ ﻫﻤﺎم ﻓﻴﺾ ﷲ

منذ سقوط النظام السوري، تصاعدت المطالب داخل الأوساط السورية في تركيا باتجاه تغيير الصفة القانونية والاجتماعية للسوريين من “ضيوف” إلى “جالية” معترف بها، تمتلك إطاراً تمثيلياً واضحاً. وقد دعا عدد كبير من السوريين إلى تشكيل هيئة تمثيلية مستقلّة للجالية السورية، تكون معبّرة عن تطلعات السوريين في تركيا، وقادرة على إدارة شؤونهم والتفاوض بشأن ملفاتهم بعيداً عن السفارة أو القنصلية، وعن أي مسار حكومي رسمي. ويهدف هذا التوجّه إلى تأسيس كيان للجالية أسوة ببقية الجاليات المقيمة في تركيا، بما يضمن حضوراً مؤسّسياً وفاعلاً في معالجة القضايا المرتبطة بالسوريين مع الجانب التركي.

ﻳﻘﻮل اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺸﺆون اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ، لموقع سناك سوري إن ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺟﺎﻟﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻟﻠﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﻳﻌﺪ ﺧﻄﻮة ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻟﻘﺮار، ﻓﺒﺪﻻً ﻣﻦ ﺗﻌﺪد اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮح ﻋﺎدة ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻴﻮﺗﻴﻮﺑﺮز واﻟﺘﻴﻜﺘﻮﻛﺮز، اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺪاوﻟﻮن اﻷﺧﺒﺎر وﻳﺨﻠﻘﻮن ﺟﻮاً ﻣﻦ اﻟﻀﻐﻂ على ﺻﻨﻊ أي ﻗﺮار، ﺗﻄﺮح اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﺴﻮرﻳﺔ أﻣﺎم اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺴﻂ وواﺿﺢ.
وﺗﺎﺑﻊ: «اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺿﺮورﻳﺔ ﺟﺪاً، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺳﺒﻖ وﻃﺎﻟﺒﻨﺎ ﺑﺘﺸﻜﻴﻠﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺎﺗﻨﺎ ﺑﻮﻗﻒ اﻟﺘﺮﺣﻴﻞ اﻟﻘﺴﺮي، أو اﺧﺘﻴﺎر ﺑﻴﺌﺔ آﻣﻨﺔ ﻟﻠﺘﺮﺣﻴﻞ ﻻ ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻄﺮاً على اﻟﻼﺟﺊ».

اﻟﻼﺟﺊ اﻟﺴﻮري… ﺑﻴﻦ ﻧﺎرﻳﻦ

ﻓﻲ أﺣﺪ أﺣﻴﺎء إﺳﻄﻨﺒﻮل اﻟﻤﺰدﺣﻤﺔ، ﻳﻌﻴﺶ ﻣﺤﻤﺪ الصابوني وهو من أبناء مدينة حلب (33 عام) ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ وﻃﻔﻠﻴﻪ اﻟﺼﻐﻴﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻖ اﻟﺮاﺑﻊ ﻣﻦ ﻣﺒﻨﻰ ﻗﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺣﻲ اﻟﻔﺎﺗﺢ. ﻛﻞ ﺻﺒﺎح ﻳﻐﺎدر ﺑﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ أﻃﻔﺎﻟﻪ، ﺣﺎﻣﻼً ﻣﻌﻪ أﻣﻨﻴﺔ أن ﻳﻜﺒﺮوا ﻓﻲ وﻃﻦ ﻳﻌﺘﺮف ﺑﻬﻢ وﻳﻤﻨﺤﻬﻢ ﺷﻌﻮر اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺬي ﻓﻘﺪه ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات، ﺣﻴﻦ اﺿﻄﺮ إلى ﻣﻐﺎدرة ﻣﺪﻳﻨﺘﻪ ﻓﻲ رﻳﻒ ﺣﻠﺐ ﻫﺮﺑﺎً ﻣﻦ اﻟﻘﺼﻒ واﻟﻨﺰوح اﻟﻤﺘﻜﺮر.

ﻳﻘﻒ “الصابوني” أﻣﺎم اﻟﻤﻘﻬﻰ اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮات، ﻳﺼﻒ اﻟﻜﺮاﺳﻲ على اﻟﺮﺻﻴﻒ ﺑﻬﺪوء، ﻳﺮاﻗﺐ اﻟﻤﺎرة ﺑﻨﻈﺮةٍ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟﺘﻌﺐ واﻷﻣﻞ، ﺛﻢ ﻳﻘﻮل ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً:«ﻣﻨﺬ ﺳﻘﻮط اﻟﻨﻈﺎم وﻧﺤﻦ ﻧﻌﻴﺶ ﺑﻴﻦ ﺣﻠﻤﻴﻦ، أن ﻧﻌﻮد إلى ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﺠﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ ﺣﻠﻤﻨﺎ ﺑﻬﺎ، أو أن ﻳﺘﻢ اﻹﻋﺘﺮف ﺑﻨﺎ ﻛﺠﺎﻟﻴﺔ ﺳﻮرﻳﺔ، ﻻ ﻛﻼﺟﺌﻴﻦ ﻧﻨﺘﻈﺮ اﻟﻤﺠﻬﻮل».

ﻛﻠﻤﺎت “الصابوني” ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﺼﺎر اﻟﺜﻮرة واﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻟﺒﻼد ﻓﻤﻊ ﺳﻘﻮط اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﺎﺑﻖ ووﺻﻮل ﻧﻈﺎم ﺟﺪﻳﺪ إلى ﺳﺪة اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ، ﻋﺎد اﻷﻣﻞ إلى ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﺑﺄن ﺻﻔﺤﺔ اﻟﺘﻬﺠﻴﺮ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻗﺪ ﺗﻄﻮى، أو على اﻷﻗﻞ ﺗﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﻛﺜﺮ ﻛﺮاﻣﺔ.

الصورة من مرسين منطقة النخيل يتواجد في الشارع محلين سوريين فقط من أصل 4 سابقاً

اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﻬﻮﻳﺔ واﻻﻧﺪﻣﺎج

رﻏﻢ اﻟﻤﺆﺷﺮات اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪل ﻋلى ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻧﻮاة ﺟﺎﻟﻴﺔ ﺳﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ، إﻻ أن اﻟﺘﺤﻮل اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻣﺎ زال ﻳﺼﻄﺪم ﺑﻌﺪة ﻋﻮاﺋﻖ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.

ﻓﺎﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻻ ﻳﺰال ﻣﺮﺗﺒﻄﺎً ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ، ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻣﺘﺒﺪﻟﺔ.

وﻓﻘﺎً ﻹﺣﺼﺎءات اﻟﻤﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻹدارة اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻳﺒﻠﻎ ﻋﺪد اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ اﻟﻤﺴﺠﻠﻴﻦ رﺳﻤﻴﺎً ﻧﺤﻮ 2.7 ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ، ﻳﻌﻴﺶ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻧﺼﻔﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﻤﺪن اﻟﻜﺒﺮى ﻛﺈﺳﻄﻨﺒﻮل، وﻏﺎزي ﻋﻨﺘﺎب، وأورﻓﺎ.

إلى ﺟﺎﻧﺐ ذﻟﻚ، ﻣﺎ زال ﻛﺜﻴﺮون ﻳﻮاﺟﻬﻮن ﺻﻌﻮﺑﺎت اﻻﻧﺪﻣﺎج ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻠﻐﺔ، واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﻌﻤﻞ، وﺗﻌﻘﻴﺪات اﻟﺤﺼﻮل على ﺗﺼﺎرﻳﺢ اﻹﻗﺎﻣﺔ (ﺑﻄﺎﻗﺔ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﺆﻗتة).

إن وﺿﻊ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺼﻴﻐﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﻨﻈﻢ ﺷﺆون اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﺗﺠﻌﻠﻬﻢ على ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، وﻫﺬا ﻳﻜﻮن ﻋﺒﺮ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺟﺎﻟﻴﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﺗﺸﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ. نور الصالح ـ سورية تقيم في تركيا

ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﻴﻦ اﻷﻣﻞ واﻟﻮاﻗﻊ

ﻳﻘﻮل “الصابوني”:«ﻗﺪ ﺗﻜﻮن اﻟﺤﻴﺎة ﻫﻨﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﺘﺤﺪﻳﺎت، ﻟﻜﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﺘﺎح، واﻟﻤﺮدود اﻟﻤﺎدي أﻓﻀﻞ، واﻷﻃﻔﺎل ﻳﺘﻌﻠﻤﻮن ﻓﻲ ﻣﺪارس ﻣﻨﻈﻤﺔ، واﻟﻨﻈﺎم اﻟﻤﻌﻴﺸﻲ أﻛﺜﺮ اﺳﺘﻘﺮاراً من سوريا».

رﻏﻢ ﻛﻞ اﻟﺼﻌﻮﺑﺎت، ﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ أﻓﻀﻞ ﺣﺎﻻً ﻣﻦ أن ﻧﻌﻮد إلى ﺑﻠﺪﻧﺎ ﺑﺎﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻻ أﻓﻜﺮ ﺑﺎﻟﻌﻮدة إلى ﺳﻮرﻳﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎً، ﻓﺎﻷوﺿﺎع اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻫﻨﺎك ﺻﻌﺒﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ. يقول “الصابوني” ويضيف:«ﻻ أﻣﻠﻚ ﻣﻨﺰﻻً ﻳﺄوﻳﻨﻲ ﺑﻌﺪ أن ﺗﻬﺪم ﻣﻨﺰﻟﻲ ﺧﻼل ﺳﻨﻮات اﻟﺤﺮب، ﻛﻤﺎ أن اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺪراﺳﻲ ﻫﻨﺎك ﻻ ﻳﻮﻓﺮ ﻷﻃﻔﺎﻟﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ».

ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﻲ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﻫﻨﺎ، اﺳﺘﻄﻌﺖ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﺗﺪرﻳﺠﻴﺎً ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺘﺮﻛﻲ، وأﺗﻘﻨﺖ اﻟﻠﻐﺔ ﺑﻠﻜﻨﺘﻬﺎ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﻣﺎ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﻗﺎدراً على اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻲ وﺣﻴﺎﺗﻲ اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺷﻜﻞ أﻃﻔﺎﻟﻲ ﺻﺪاﻗﺎت ﻣﻊ أﻃﻔﺎل ﻣﻦ اﻟﺠﻴﺮان واﻟﻤﺪرﺳﺔ، ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺗﻮا ﺟﺰءاً ﻃﺒﻴﻌﻴﺎً ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄوا ﻓﻴﻬﺎ. وﻳﻀﻴﻒ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ: «ﻟﻮ ﻋﺪﻧﺎ إلى ﺳﻮرﻳﺎ اﻵن، ﺳﻴﺸﻌﺮ أﻃﻔﺎﻟﻲ أﻧﻬﻢ ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﻟﺠﻮء ﺟﺪﻳﺪة، ﻓﻬﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮن ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ ﺳﻮى ﻣﺎ ﻳﺮوﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﻮر».

ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺒﻨﻮا ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻄﻖ، ﻓﺒﺪﻻً ﻣﻦ اﻧﺘﻈﺎر اﻟﻤﺠﻬﻮل، ﺑﺪأوا ﺑﺘﺄﺳﻴﺲ كيانات ومؤسسات مدنية مختصة بالشؤون السورية والسوريين وﺗﺴﻌﻰ ﻟﺨﻠﻖ ﻗﻨﻮات ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ دﻋﻢ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻤﺤﻠﻲ.

بيروقراطية وتمييز سلبي

العديد من السوريين يواجهون مشاكل بيروقراطية في تركيا، يقول سامر العلي من مدينة اللاذقية (32 عام) وهو صاحب شركة استيراد وتصدير في مرسين:«تقدمت للحصول على إجازة التاجر في الشهر السادس ولم يأتِ الخبر وعندما اتصلت بالوالي بعد عناء قال لي أنني حصلت على الإذن حتى رأس السنة وعندما وصلت إلى المعبر وجدت أن الإذن انتهى وكان إذن لمدة 3 أشهر أي أنني لم أستفد من الإذن ابداً»

سامر العلي صاحب شركة للاستيراد والتصدير
سامر العلي صاحب شركة للاستيراد والتصدير

ويتساءل: «لماذا تتم معاملتنا على أننا لسنا أُناس طبيعيين، نشعر أن بعض موظفي الحكومة هنا يعاملوننا بشكل سلبي لكي نخرج من هذا البلد يا طوعاً يا قسراً».

وتمتد معاناة السوريين والسوريات في تركيا إلى مجال التعليم أيضاً حيث لا يسمح للطالب السوري حامل الإقامة المؤقتة أن يقيم إلا في مناطق محددة من ولاية الإقامة المسجل بها في إدارة الهجرة على عكس الطالب الأجنبي صاحب اقامة الطالب اذ يحق له السكن والإقامة في أحياء متعددة ما يوفر له فرص الحصول على سكن أرخص ويمنحه حق حرية السكن.

كما أن الطالب السوري في “تركيا” من حملة الإقامة المؤقتة محروم من إمكانية زيارة بلده الأم بعكس الطالب الأجنبي الذي يتمتع بحرية الحركة.

يقول الطالب الحلبي عبد الله نجار (25 عام) إنني أعمل طوال السنة بجانب دراستي من أجل تغطية نفقات الجامعة مع ذلك لا أعامل كطالب في الحياة اليومية في حال انتقالي لمنزل أخر يجب علي أخذ عنوان وأن يكون في منطقة ضمن المناطق المسموح بها لسكن الأجانب.

وعبّر أيضاً عن حسرته بعدم زيارة سوريا منذ قدومه إلى تركيا في عام 2013 مشيراً إلى أهمية تغيير وضع الطلاب والسوريين من لاجئين إلى جالية يتمتعون بحرية زيارة بلادهم وإتمام أعمالهم في بلد إقامتهم

اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ.. ﻣﺮآة اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ

ﺗﻘﻮل ﻧﻮر الصالح (28 عام) وﻫﻲ ﻻﺟﺌﺔ ﺳﻮرﻳﺔ من دير الزور تعيش ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ، وﻫﻲ رﺑﺔ أﺳﺮة وﺗﻌﻤﻞ ﻓﻲ روﺿﺔ أﻃﻔﺎل، إن وﺿﻊ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺼﻴﻐﺔ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺔ ﺗﻨﻈﻢ ﺷﺆون اﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﺗﺠﻌﻠﻬﻢ على ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، وﻫﺬا ﻳﻜﻮن ﻋﺒﺮ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺟﺎﻟﻴﺔ رﺳﻤﻴﺔ ﺗﺸﺮف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ.

ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﺘﺮﻛﻲ اﻟﻤﺨﺘﺺ ﺑﺸﺆون اﻟﻬﺠﺮة جينكيز اريجان اوغلو لموقع سناك سوري (Cengiz Ercanoğlu):«ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ ﺧﻼل اﺗﻔﺎق ﺧﺎص ﻳﻨﻈﻢ وﺿﻊ اﻟﺴﻮرﻳﻴﻦ ﺑﻌﺪ اﺳﺘﻘﺮار ﺑﻼدﻫﻢ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗُﺴﺘﺒﺪل ﺑﻄﺎﻗﺎت اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﺑﺈﻗﺎﻣﺎت داﺋﻤﺔ أو ﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﺟﻞ، دون أن ﻳﻔﻘﺪوا أي ﺣﻘﻮق ﺣﺼﻠﻮا ﻋﻠﻴﻬا».

وﺑﻴﻦ اﻟﻤﻘﺘﺮﺣﺎت واﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺎت، ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺴﻮري ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ اﻟﺘﻮﺻﻴﻒ وﻋﺪم اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، لاﺳﻴﻤﺎ وأن اﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺗﻌﺪ واجهة ﻟﺠﻤﻴﻊ أﻓﺮاد ﻫﺬه اﻟﺪوﻟﺔ أو ﺗﻠﻚ أﻣﺎم اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ، ﻓﻬﻞ ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ أم ﻳﺘﻐﻴﺮ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ؟.

هذا التقرير أعدّ ضمن مشروع ينفذه المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، بدعم من منظمة اليونيسكو وبإشراف المدربة ميس قات، وهو يعبّر عن رأي كاتبه/كاتبته فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى