السورية فاتن الترجمان أول امرأة في العالم العربي تقود باخرة
فاتن ترجمان خشيت أن تفوتها باخرة العمل لا أن يفوتها قطار الزواج
سناك سوري _ دمشق
في “مار إلياس” بريف “طرطوس” تصرّ طفلة في الرابعة من عمرها على الذهاب برفقة والدها القبطان إلى السفينة التي حملت اسمها “فاتن” فيأخذها برفقته ليدخلها عوالم البحر الزرقاء.
أورثها والدها حب البحر وأغواها عالم الإبحار بالمزيد من الشغف والفضول والسعي نحو الاستكشاف، فكشفت لوالدها عن سرّ طموحها الكبير الذي لم تصل إليه امرأة عربية أخرى وقالت له أنها تريد أن تصبح قبطان سفينة.
سيعرف العالم “فاتن الترجمان” بأنها أول امرأة سورية ومن العالم العربي تقود سفينة تجارية وتخرق احتكار الرجال لمهنة القبطان، حيث أثبتت أن المرأة السورية تستطيع مواجهة البحر وخوض غماره بثقة دون أن تنتقص أنوثتها من قدراتها على الخوض في مهنة لم تدخلها نساء عربيات قبلها.
درست “الترجمان” الملاحة البحرية في “طرطوس” وخضعت للتأهيل الأكاديمي في المعهد العالي التخصصي في “مصر” ونالت شهادة ربّان منذ العام 1990، حيث عملت على السفن التجارية لأكثر من ثلاثين عاماً انطلاقاً من موانئ “اللاذقية” و “طرطوس” نحو موانئ المتوسط والبحر الأسود والخليج العربي والمحيط الهندي.
تقول “الترجمان” في مقابلة مع موقع “إي سيريا” إنها تعلمت من البحر مقاومة تحديات الحياة كمقاومة أمواج البحر وإرساء السفينة في المكان الذي تريده، ورأت أن البحر حر وهي كابنة للساحل السوري حرة أباً عن جد.
اقرأ أيضاً:“غادة مراد” أول قاضية في “سوريا” و أول عربية تصبح نائباً عاماً للدولة !
وتذكر “الترجمان” أن وصولها إلى مهنة قبطان والعمل في مهنة يراها المجتمع حكراً على الرجال لم يكن سهلاً، لكنها تدين بالفضل بذلك لوالدها القبطان “إسماعيل الترجمان” الذي شجعها على خيارها ودعمها، في الوقت الذي لم يتقبل فيه البعض فكرة أن تقود امرأة السفن والبواخر الكبرى معتبرين ذلك تعدياً على العادات والتقاليد وفق ما تقول “الترجمان”.
في مقابلة لها مع صحيفة “الشرق الأوسط” تذكر “الترجمان” أن المرأة التي تتصدى لمهمة مثل قيادة البواخر يجب أن يكون لديها استعداد لتحمل مسؤولياتها إضافة إلى التأهيل المناسب، وبهذا تستطيع مجابهة المخاطر والحالات الطارئة كما يفعل الرجال تماماً.
تصف “الترجمان” البحر بأنه صديقها لكنها في الوقت ذاته تبقى على حذر من نوبات جنونه كما تقول، خاصة وأن مهمتها كقبطان تقتضي أن تكون صاحبة القرار الأول والمسؤولة الأولى تحديداً في المواقف الخطرة والحاسمة لقيادة السفينة إلى بر الأمان.
البحّارة السورية المقيمة في “دبي” آثرت مهنتها على الالتزام بمسؤولية الزواج والارتباط والأولاد فلم تتزوج، واعتبرت أنها لا تخشى أن يفوتها قطار الزواج بقدر ما يهمها ألا تفوتها باخرة العمل.
فتحت “الترجمان” باب العمل في قيادة السفن والبواخر أمام النساء السوريات والعربيات لتكون رائدة الدخول إلى عالم الإبحار وإثبات مقدرة النساء على ممارسة المهن التي ظنّ المجتمع طويلاً أنهنّ عاجزات عنها.